معقول في ظل هذا الانفلات الأمني في البلاد وترويع الناس من البلطجية وحرق بعض مؤسسات ومنشآت حكومية وسرقة فروع البنوك وسيارات نقل الأموال ومحاولة اسقاط الدولة وأزمة اقتصادية طاحنة تعمل الحكومة جاهدة علي الخروج من عنق الزجاجة نجد ان بعض السادة ضباط وأمناء الشرطة بيدخلونا في قضايا خلافية حول حقهم الشرعي في اطلاق اللحية بالمخالفة حول حقهم الشرعي في اطلاق اللحية بالمخالفة لتعليمات ولوائح وعرف جهاز الشرطة التي لم تشهد مطلقا طوال تاريخها ضابطا أو عسكريا اطلق لحيته الا في هذه الأيام!! السؤال الذي يتردد علي لسان رجل الشارع: هل اللحية الآن هي الحل بعد وصول اغلبية من الاسلاميين الي البرلمان في مجلسي الشعب والشوري وهل اللحية ستكون قصيرة طبقا لتعليمات وسلوك الأخوان المسلمون ام لحية طويلة طبقا لتعليمات وسلوك السلفيين؟! وزارة الداخلية وهي المنوطة بالمسئولين من رجال الشرطة اتخذت موقفا صارما تجاه هذه الظاهرة الجديدة عليها واوقفت الضباط الذين اطلقوا لحاهم واحالتهم للتحقيق والتفتيش. وقامت الوزارة باستطلاع رأي دار الافتاء في هذه القضية ومدي احقية الجهات النظامية كالشرطة وغيرها في إلزام افرادها بعد اطلاق اللحية وردت دار الافتاء بفتوي بتأكيدها علي ضرورة التزام الضباط وافراد الشرطة بالتعليمات والقواعد المنظمة للعمل والعرف السائد داخل مؤسسات الدولة مادام لايتصادم مع ثابت من ثوابت الإسلام وطلبت من الوزارة ان تراجع تلك القوانين خروجا من الخلاف. بعض ضباط وأمناء الشرطة استجابوا لتعليمات الوزارة والبعض الآخر رفض وأعلن انه متمسك بلحيته وانهم سيقومون بمقضاة المسئولين لوقف قراراتهم التعسفية. من حق وزارة الداخلية ان تضع اللوائح والتعليمات وطالما التزم بها طالب الشرطة وضابط الشرطة وامناء الشرطة بهذه القواعد فلا يطلق لحيته الا بعد الخروج للتقاعد او ترك العمل بجهاز الشرطة ويعمل بالمحاماة أو مهنة اخري له فيها حرية اطلاق لحيته. وهذه القضية ستنقل الي مجلس الشعب حيث تضامن معهم بعض أعضاء المجلس من الاسلاميين وبالتالي سيتقدم البعض بمساءلة وزير الداخلية او تعديل قانون الشرطة الي حرية اطلاق اللحية كبعض دول الخليج. وهذه الأزمة ممكن ان تنتقل الي القوات المسلحة ويطالب بعض ابنائها باطلاق لحاهم بالمخالفة لقواعد ولوائح وتعليمات القوات المسلحة. القضية ليست سهلة ولكن هناك في الإسلام أولويات للقضايا التي تهم المسلمين ولانلجأ الي قضايا خلافية تمزق المسلمين طالما لم يجمعوا عليها. ان اعداء الإسلام في الغرب يريدون ان نتخلف وان نستمر في خلافاتنا الفقهية حول اطلاق اللحية والجلباب والنقاب والحجاب ولانأخذ بالعلم والتكنولوجيا لنصل الي تقدمهم العلمي. نزول الضباط وجنود الشرطة الي الشارع لتأمين المواطنين وانضباط المرور والقبض علي البلطجية واللصوص أهم كثيرا من قضية اطلاق اللحية ام عدم اطلاقها.