تمكن الجيش السوري من السيطرة علي حي »طريق الباب» شرق حلب بحيث بات يسيطر علي نحو 60% من الاحياء الشرقية التي كانت في ايدي الفصائل المعارضة قبل بدء الهجوم الواسع علي هذه الاحياء منتصف نوفمبر الماضي. جاء ذلك بينما تسعي الجمعية العامة للأمم المتحدة إلي اصدار قرار يطالب بإنهاء القتال في سوريا. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بيان »بالسيطرة علي حي طريق الباب، فان الجيش سيطر علي نحو 60% من شرق المدينة. وبهذه السيطرة تكون القوات السورية قد تمكنت من تأمين طريق مطار حلب الدولي الجديد».وهذا يعني ان الجيش السوري استعاد السيطرة علي الطريق الذي يربط بين الاحياء الغربية للمدينة ومطار حلب الذي يسيطر عليه اصلا والواقع جنوب »طريق الباب».وجاءت السيطرة علي حي »طريق الباب» بعد اشتباكات عنيفة ادت إلي فرار المدنيين إلي حي الشعار القريب. واوضح المرصد ان 307 مدنيين بينهم 42 طفلا و21 امراة قتلوا في الاحياء الشرقية لحلب منذ بدء هجوم الجيش السوري في منتصف نوفمبر الماضي، فيما قتل 64 في قصف للأحياء الغربية . وخاضت فصائل المعارضة المسلحة معارك ضارية مع قوات الجيش امس الأول، في محاولة للحفاظ علي حي الشيخ سعيد في الاحياء الشرقية لمدينة حلب . في غضون ذلك، اعرب مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلي سوريا ستافان دي ميستورا خلال مؤتمر في روما عن أمله في التوصل إلي »صيغة ما» لتجنب »معركة رهيبة» في حلب حيث تحقق القوات الحكومية وحلفاؤها مكاسب في هجوم يهدف إلي استعادة السيطرة علي المدينة بأكملها من قبضة المعارضة.وأشار إلي أن معركة السيطرة علي حلب لن تستمر لمدة أطول من ذلك. وقالت فيدريكا موجيريني مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنها مقتنعة بأن سقوط المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة من حلب في يد الحكومة لن ينهي الحرب في سوريا. واعلنت الاممالمتحدة ان نحو 20 الف طفل فروا من منازلهم شرق حلب مؤخرا، محذرة من ان الوقت بدأ ينفد لتزويدهم بالمساعدات. علي صعيد اخر، غادر نحو الفي شخص بينهم مسلحون من الفصائل مع عائلاتهم امس الاول مدينة التل شمال دمشق في اطار اتفاق مع الحكومة السورية، وفقا للمرصد السوري. والتل هي المدينة السادسة التي يتم اجلاء المسلحين منها خلال ثلاثة اشهر، بعد ايام من عملية مماثلة في خان الشيح جنوب غرب العاصمة السورية. من جانبه، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف امس إن موسكو مستعدة لإجراء محادثات مع الولاياتالمتحدة عن انسحاب كامل لجميع مسلحي المعارضة من شرق حلب. من جهة اخري، بدأت الجمعية العامة للأمم المتحدة محادثات بشأن مسودة قرار يطالب بإنهاء القتال في سوريا وسط إحباط لدي بعض الدول والجماعات المدافعة عن حقوق الإنسان بسبب المأزق الذي وصل إليه مجلس الأمن الدولي حيال الحرب الدائرة منذ حوالي ست سنوات. وطلب أكثر من ثلث أعضاء الجمعية العامة المؤلفة من 193 دولة هذا الأسبوع بعقد اجتماع رسمي بشأن سوريا. ويقول دبلوماسيون إن من المرجح أن يعقد الاجتماع الأسبوع المقبل عندما يكون القرار الذي صاغته كندا جاهزا للتصويت عليه. والقرارات الصادرة عن الجمعية العامة غير ملزمة لكنها يمكن أن يكون لها ثقل سياسي.