يبدو أن الشغل الشاغل أمام الشعب المصري هو التحدث عن الخسائر بلهجة الضمير الغائب، فمن هو المسئول عن الخسائر؟ هل هو غائب أم مستتر أم مخاطب أم متكلم.. هذه هي أنواع البشرية حسب ضمائرهم.. المسئول أم الشعب هو المسئول. نلهث جميعا شعب مصر لضمد الجراح والتئامها ومواصلة المسيرة بكل تحدياتها فكلنا شغف بوقف نزيف الخسائر في كل المجالات.. فلماذا لا نصارح أنفسنا ونتكلم معا بضمير المخاطب أم أننا كلنا متكلمون وغائبون؟ المسيرة الخاصة بالشعوب لا تتوقف كما دبرها المولي عز وجل، والحيوات للشعوب تتغير بتغير أنواع الضمائر أولا، ثم تأتي النفوس التي في الصدور.. "فإن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما" صدق ربنا العظيم. فلماذا نهدر الوقت في الكلام الغائب والمستتر ولا نتحدث مع ضمائرنا وأنفسنا شعب مصر ونصارح المسئولين والشعب كافة بأن وقت الحديث الغائب انتهي وهأنذا كلنا حاضرون ومخاطبون ومعنيون بالمسيرة المصرية. فمن المخلص للشعب المصري من تدهور العملة وترنحها شمالا ويمينا؟ أين الاقتصاديون الذين يملأون الجامعات الخارجية والداخلية في وضع روشتة ديناميكية يتحملها الشعب بدلا من الكي بالنار؟ أم أن انكار الذات للاقتصاديين من أجل مصر خرج من قاموسنا. ومن المخلص للشعب المصري الجمعي في ترنح النسيج الاجتماعي بين الأسر وما أدراك ما الأسر؟ انها تركب سفينة في بحر لجي ملتهب، لا تحتاج إلا إلي عود كبريت سواء خلافات زوجية أو جيران أو رأي ترتفع الحناجر والسيوف والأسلحة النارية التي ابتلينا بها في المناطق الشعبية وغيرها وهلم جرا، فأين الاجتماعيون والنفسيون في معالجة هذه الصورة السلبية؟ مصر تحتاج إلي مخلصين في كافة المجالات، كل في موقعه؟ كل يفكر ويتأمل أحوالنا.. اليد الواحدة لا تصفق، ونسيج الأمة المصري واحد كنهر النيل لابد أن نطهر النهر حتي تطهر النفوس والضمائر ونعيد بناء ما هدم من الخلافات والصراعات التي كانت ناقوس خطر علي السياحة والاقتصاد والمجتمع المصري كافة فهل من مخلص؟ أتمني ظهور ضمير المخاطب وليس الغائب بيننا.