علي ارض واحة سيوة القابعة في قلب الصحراء الغربية علي بعد اكثر من 900 كيلو متر من القاهرة انطلق اكبر مشروع لانتاج الطاقة الشمسية حيث تشهد الواحة تشغيل محطة توليد الطاقة الشمسية الذي اقيمت علي مساحة 50 فداناً بمنطقة الشحايم غرب واحة سيوة لتضاف الي سجل المشروعات الكبري التي تخدم المواطنين في تلك البقعة التي عانت من التهميش والعزلة لسنوات طويلة وتنهي ظلام القري النائية التابعة لها . وتعد المحطة من اكبر محطات توليد الطاقة الشمسية بالشرق الاوسط والتي تم افتتاحها رسميا في مارس من العام الماضي بمنحة اماراتية بلغت 25 مليون دولار في اطار التعاون الوثيق بين الدولتين ضمن المشروع الاماراتي للطاقة المتجددة الذي يتضمن انشاء محطات وانظمة منزلية للطاقة الشمسية لتغذية 70 قرية نائية و159 تابعا . يقول اللواء علاء ابوزيد محافظ مطروح: ان الطاقة الاستيعابية للمحطة تقدر ب10 ميجاوات تعمل نهارا بالتكامل مع وحدات الديزل القائمة وتساهم في تلبية احتياجات اهالي سيوة بالكامل من الطاقة الكهربائية كما تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاحتماعية والصناعية من خلال انشاء العديد من المشروعات الكبري لتوفير فرص العمل وتشغيل الايدي العاملة وبالتالي مصدر دخل للعديد من الاسر والنهوض بالواحة سياحيا وتنموبا . واضاف المحافظ ان توجه الدولة علي استغلال الطاقة المتجددة جعل من المحطة واحدة من اهم المشروعات علي ارض سيوة حيث تعمل المحطة علي توفير الوقود لمحطات الديزل والحدمن الاعتماد علي الوقود التقليدي وتقليل انبعاثات ثاني اكسبد الكربون. واضاف المحافظ ان المحطة الشمسية تزود 50 الف وحدة سكنية بالتيار الكهربي كما انها تساهم في توفير 5 ملايين لتر من السولار سنويا وتسهم في تحقيق طفرة تنموية كبري من النواحي السياحية والصناعية واقامة مناطق للصناعات التقليدية كمصانع حفظ التمور والزيتون و انتاج المياة التي تشتهر بها الواحة . وقال المهندس علي ناجي رئيس قطاع محطات توليد كهرباء مطروح والمشرف علي المحطة: انها تعمل بنظام الهحين مع محطات الديزل بطاقة انتاجية 10 ميجاوات في الساعة والطاقة السنوية التقديرية تصل الي 17551 ميجاوات وتضم المحطة 74740 لوحاً شمسياً بقدرة 135 وات للواحد وتحتوي علي 1246 انفرتر قدرة الواحد منها 7 كيلو فولت امبير. واضاف ناجي ان المحطة الشمسية تحقق نظاماً تخزينياً لانتاج الطاقة ليلا اضافة إلي توفير الوقود وتجنيب البيئة من عناصر ثاني اكسبد الكربون ونقل تكنولوجيا تنفيذ محطات البرك الشمسية star ponds . حيث ان واحة سيوة بها مايقرب من 25 الف فدان من بحيرات الملح مما يزيد من فرص العمل بتلك التكنولوجيا التي تعتبر من اهم الاماكن علي مستوي الجمهورية في شدة الاشعاع الشمسي والذي يزيد عن 1000 وات عن المتر المربع وكذلك عدد ساعات سطوع الشمس خلال النهار والتي تصل الي عشر ساعات في اغلب شهور السنة. وقال المهندس سعيد خليل رئيس قطاع كهرباء مطروح: ان المحطة ساهمت في انشاء عدد 217 نظاما مستقلا فوق المنازل البعيدة عن شبكة المدينة وفي التوابع لها وتعمل علي توفير التيار الكهربائي علي مدي اليوم مشيرا الي ان التوسعات الجديدة بمحطة الكهرباء بالواحة بعد اضافة وحدتين جديدتين بتكلفة 50 مليون جنيه بهدف زيادة التيار الكهربائي . واضاف خليل ان محطة الطاقة الشمسية ساهمت بتقليل زمن تشغيل الديزل نهارا واتاحة الفرصة لتوصيل احمال جديدة للمشروعات الاستثمارية كمصانع تعبئة المياة و التمور ومعاصر الزيتون والزيوت واطالة عمر تشغيل الماكينات.. وكانت شركة كهرباء البحيرة قد قامت بتركيب موزع جهد 22 كيلو فولت لعدد واحد خلية وعدد 2 خلية جهد 11 فولت خلال الشهر الماضي و افتتاح التوسعات الجديدة بمحطة كهرباء سيوة بتكلفة 50 مليون جنيه. واعرب اهالي واحة سيوة عن سعادتهم بانجاز هذا المشروع وتشغيل اكبر محطة لتوليد الطاقة الشمسية بعد سنوات من الظلام . حيث قال الشبخ عمر راجح شيخ قبيلة اولاد موسي بالواحة ان اغلب المنازل بالواحة خاصة بالقري النائية التابعة لها كانت محرومة من الكهرباء لكن يفضل الجهود المبذولة من جانب القيادة السياسية الممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي اعاد الواحة للحياة بعد سنوات طويلةمن انعدام الخدمات المقدمة لاهاليها . وقال الحاج بلال احمد بلال عيسي من ابناء الواحة ان الرئيس عبدالفتاح السيسي اولي الجزء الغربي من البلاد اهمية كبيرة بعد توليه المسؤلية ليصبح للواحة موقعا متميزاً علي خريطة التنمية السياحية و الصناعية لما تشهده حاليا من اقامة المشروعات التنموية وكان اخرها تشغيل اكبر مصنع لانتاج التمور والذي كان متوقفا لاكثر من عشر سنوات والبدء في تشغيل ثلاجات حفظ التمور ومعاصر الزيتون التي كانت تعمل لفترات بسيطة من اليوم لتساعد صغار المزارعين بالواحة لحفظ منتجاتهم. كما تم افتتاح محطة اذاعة سيوة في نهاية الشهر الماضي بحضور المحافظ وهذه الاعمال تأتي في اطار دفع عجلة الاستثمار و التنمية المنشودة علي تلك البقعة الغالية في اقصي حدود الوطن وفي قلب الصحراء.