ذكرها القرآن والتوراة.. ومشروع بالأقمار الصناعية لاستكشافها بجنوب سيناء

عيون موسي.. تعود إلي الحياة

واحة عيون موسي هي احدي الواحات التي يقبل علي زيارتها ضيوف محافظة جنوب سيناء رغم أن هذه الواحة لا تحظي بالدعاية الكافية التي تتناسب مع أهميتها التاريخية والسياحية، حيث تقع الواحة علي بعد 35 كيلو مترا من مدينة السويس و60 كم من نفق الشهيد أحمد حمدي الواصل بين محافظة السويس وشبه جزيرة سيناء. وتتوسط مدينتي السويس ورأس سدر وتقع علي بعد 165 كيلو مترا من القاهرة.. وتتميز الواحة بجمال مناخها ومناظرها الطبيعية الخلابة، حيث تطل مباشرة علي ساحل خليج السويس وتضم أشجار النخيل والحشائش الكثيفة بالإضافة إلي عيون المياه العذبة وجميعها صالحة للشرب إذا ما تم تطهيرها، ومعظم سكانها من أبناء جنوب سيناء.. ويؤكد الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان أن موقع عيون موسي له احترام وتقدير في كل الأديان وقد ذكر في القرآن الكريم في الآية 60 من سورة البقرة »وإذ استسقي موسي لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، قد علم كل أناس مشربهم »‬، وذكرت في سفر العدد إصحاح33 بالتوراة »‬ ثم ارتحلوا إلي مارة ثم جاءوا إلي إيليم وكان هناك اثنتا عشرة عين ماء وسبعون نخلة فنزلوا عند الماء».. وعدد العيون 12 عينا تبقي منها 5 عيون لكل منها اسم معلوم مكتوب علي لافتة، توضح أيضاً عمقها، فيما طمرت باقي العيون بسبب الإهمال لعقود طويلة.
ويتابع د. ريحان مؤكدا أن الرحالة الذين زاروا سيناء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي وصفوا هذه العيون ومنهم ريتشارد بوكوك ورأي أربع عيون واضحة ومياهها صالحة للشرب ووصف أشجار النخيل بالمنطقة وكان هناك ميناء علي خليج السويس قرب عيون موسي استغله العثمانيون وتجار البندقية (فينيسيا) عام 1538 أيام السلطان العثماني سليمان الثاني وقاموا بإنشاء قناة لنقل المياه من عيون موسي إلي مراكبهم بالميناء كما كان الميناء محجراً صحياً للحجاج القادمين عبر خليج السويس من ميناء السويس ونظراً لاعتدال مناخها فقد كان لكبار الشخصيات بالسويس منازل للتصييف بمنطقة عيون موسي.. ويتابع د. ريحان بأن هناك مشروعا للكشف عن عيون موسي الحقيقية ومن شأن هذا المشروع الذي سيستخدم صور الأقمار الصناعية ذات درجات الوضوح العالي والعديد من التقنيات المتقدمة لتحديد امتداد عيون موسي وباقي العيون ويتكلف هذا المشروع مليون دولار ويستغرق تنفيذه 12 شهرا يمثل كشفا علميا عن كل خط سير رحلة بني إسرائيل، وهو ما سيؤدي لتنشيط السياحة بسيناء بما يعود علي الاقتصاد بالكثير من العائدات.