اختار أحمد أبو الغيط أمين عام الجامعة العربية، التونسي صلاح الدين الجمالي كممثل خاص له في ليبيا، وأيدت كافة الدول العربية هذا الاختيار، ليصبح الجمالي مبعوثاً عربياً آخر لليبيا، وسيبدأ مهام منصبه الجديد خلال أيام قليلة من تعدد الزيارات إلي ليبيا ولقاءات مع أبرز المسئولين، إلي لقاءات أخري مع كافة الأطراف الفاعلة في الأزمة، علي غرار مبعوث الأممالمتحدة لليبيا، وسيتم التنسيق بين الطرفين للتوصل لتسوية مأمولة للأزمة الليبية دون أي تنافس. الجمالي دبلوماسي تونسي كبير، ويتمني الجميع أن يفلح بمهمته الجديدة، ليتعمق العرب أكثر في تطورات القضية الليبية، وليتم العمل بشكل جماعي أفضل من التعامل مع الأزمة فرادي.. وكان قد سبق للجامعة العربية أن اشتركت مع منظمة الأممالمتحدة في اختيار ناصر القدوة مبعوثاً مشتركاً لهما في ليبيا منذ فترة، واستمر عمله لعدة شهور، ولكن انتهت مهمته دون تحقيق أي تقدم علي أرض الواقع للأسف.. ولكن تلك المرة تعمل الجامعة العربية بقيادة جديدة تدرك الأمور جيداً، وتعمل بكل جدية لعودة دور الجامعة لطبيعته وتتعمق في جميع الأحداث داخل محيط المنطقة لتصل إلي نتائج إيجابية، حتي وإن كانت بعيدة عن وسائل الإعلام. لقد شهدت الخمس سنوات الماضية فتورا في معالجة الجامعة للملفات الساخنة، وأتيقن جيداً أن الجامعة ستشهد خلال السنوات القادمة حضوراً بارزاً في كافة المحافل الإقليمية والدولية وانخراط أقوي في شتي الملفات العربية، في ظل القيادة الجديدة ومعاونيها، ولكن عليهم وضع الإعلام بصورة كل ما يتم إنجازه حتي يدرك الجميع كافة التطورات. أتمني أن يفلح الجمالي فعلياً في مهامه بليبيا، ويتم التوصل إلي حل نهائي للأزمة التي استمرت عدة سنوات، وسط تحول القضية من سيء إلي أسوأ مع تفشي الإرهاب، حتي أن التوصل إلي حكومة وفاق وطني ليبية أصبح حلما صعب المنال، ومصير حكومة السراج في طريقها إلي المجهول.