وزير التنمية المحلية يتابع مع وفد البنك الدولى الموقف التنفيذي لبرنامج التنمية المحلية بصعيد مصر    الدورة 15 لحوار بتسبيرج للمناخ بألمانيا.. وزيرة البيئة تعقب فى الجلسة الأفتتاحية عن مصداقية تمويل المناخ    ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ بدء العدوان إلى أكثر من 8455 معتقلا    الأردن يدين سماح الشرطة الإسرائيلية للمستوطنين باقتحام الأقصى    ربيعة عن مواجهة مازيمبي: هدفنا الفوز في كل المباريات    التحقيق مع المتهم بهتك عرض بابنته داخل شقته في حدائق أكتوبر    نجوم الفن يشاركون في تكريم اسم الفنان أشرف عبدالغفور بالمسرح القومي    رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد افتتاح مبنى خدمات ومكتبة كنيسة المقطم    محافظ الأقصر يهنئ الرئيس السيسى بعيد تحرير سيناء    انقطاع خدمة الإنترنت الثابت فى وسط وجنوب غزة    الكرملين يعلق على توريد صواريخ "أتاكمز" إلى أوكرانيا    أسعار السمك في أسيوط اليوم الخميس    مواجهة اتحاد جدة تشهد عودة ميتروفيتش لصفوف الهلال    الإثارة تزداد في مجموعة النيل.. خسارة الأهلي المصري وأهلي بني غازي الليبي    تفاصيل اليوم الأول للبطولة العربية العسكرية للفروسية للألعاب الأولمبية| صور    أحدهما بيلينجهام.. إصابة ثنائي ريال مدريد قبل مواجهة بايرن ميونخ    السكة الحديد: أنباء تسيير قطار إلى سيناء اليوم غير صحيحة وتشغيل خط الفردان بئر العبد الفترة المقبلة    استجابة ل«المصري اليوم».. القبض على المتهم بقتل مزارع بطلق ناري في المنيا    جدول امتحانات الصف الأول الثانوي للفصل الدراسي الثاني 2024 محافظة القاهرة    البنوك المصرية إجازة اليوم بمناسبة عيد تحرير سيناء 2024 وهذا موعد عودتها للعمل    بنات ألفة لهند صبرى ورسائل الشيخ دراز يفوزان بجوائز لجان تحكيم مهرجان أسوان    خبيرة فلك: مواليد اليوم 25 إبريل رمز للصمود    عقب سحب «تنظيم الجنازات».. «إمام»: أدعم العمل الصحفي بعيداً عن إجراءات قد تُفهم على أنها تقييد للحريات    شقو يكتسح شباك تذاكر أفلام السينما.. بطولة عمرو يوسف وأمينة خليل    رئيس المنصورة: أتمنى أن يحظى الفريق بدعم كبير.. ونأمل في الصعود للممتاز    أمريكا تطالب إسرائيل بتقديم تفاصيل حول تقارير المقابر الجماعية بغزة    بيلاروسيا: في حال تعرّض بيلاروسيا لهجوم فإن مينسك وموسكو ستردّان بكل أنواع الأسلحة    صرف صحي الإسكندرية تستقبل وفدا أردنيا للوقوف على الإدارة المستدامة    تفاصيل سقوط فردي أمن وسائق بتهمة سرقة شركة بالسيدة زينب    مصرع عامل تعرض لصعق كهربائي بأكتوبر    حبس شاب لاستعراضه القوة وإطلاق أعيرة نارية بشبرا الخيمة    رئيس البرلمان العربي يهنئ مصر والسيسي بالذكرى الثانية والأربعين لتحرير سيناء    شوشة: كل الخدمات في رفح الجديدة بالمجان ولا يشملها سعر الوحدة السكنية    انعقاد النسخة الخامسة لمؤتمر المصريين بالخارج 4 أغسطس المقبل    بكام يا أخضر.. سعر صرف الدولار اليوم الخميس 25 أبريل 2024    أبورجيلة: فوجئت بتكريم النادي الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    أمين الفتوى لزوجة: اطلقى لو زوجك لم يبطل مخدرات    «الصحة»: فحص 6 ملايين و389 طفلا ضمن مبادرة الكشف المبكر عن فقدان السمع    انطلاق القافلة الطبية المجانية حياة كريمة بقرى الخير والنماء بمركز الفرافرة    7 مشروبات تساعد على التخلص من آلام القولون العصبي.. بينها الشمر والكمون    الليلة.. أنغام وتامر حسني يحيان حفلا غنائيا بالعاصمة الإدارية    قرار مهم من وزارة الصحة لتسهيل إجراءات تعديل التكليف واستلام العمل    موعد مباراة الزمالك وشبيبة أمل سكيكدة الجزائري في نصف نهائي كأس الكؤوس لليد    منها طلب أجرة أكثر من المقررة.. 14 مخالفة مرورية لا يجوز فيها التصالح بالقانون (تفاصيل)    «التعليم» تستعرض تجربة تطوير التعليم بالمؤتمر الإقليمي للإنتاج المعرفي    فن التهنئة: استقبال شم النسيم 2024 بعبارات تمزج بين الفرح والتواصل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس25-4-2024    أمر عجيب يحدث عندما تردد "لا إله إلا الله" في الصباح والمساء    هيئة الرعاية بالأقصر تعلن رفع درجة الاستعداد تزامنا مع خطة تأمين ذكرى تحرير سيناء    علماء بريطانيون: أكثر من نصف سكان العالم قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالأمراض التي ينقلها البعوض    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    تجربة بكين .. تعبئة السوق بالسيارات الكهربائية الرخيصة وإنهاء الاستيراد    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس في محاضرة بالأكاديمية العسكرية في لشبونة بحضور كبار قادة الجيش البرتغالي:
الشعب المصري البطل الحقيقي في الحفاظ علي بلده من خطر الإرهاب
نشر في أخبار الحوادث يوم 22 - 11 - 2016

اللاجئون يعيشون وسط المصريين دون تمييز ولا نتلقي أي دعم لمساعدتنا
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي أن مصر حققت تقدما كبيرا في مواجهة الإرهاب بفضل شعبها الذي يعد البطل الحقيقي الذي أمن بلده من خطر حقيقي، وقال الرئيس أن ما تحقق في مصر ليس وليدا فقط لقدرة الجيش المصري أو الأجهزة الأمنية، ولكن لوجود قناعة ووعي حقيقي لدي المصريين للحفاظ علي دولتهم، بدليل استيعاب الشعب للإجراءات الاقتصادية المؤلمة التي اتخذتها الدولة مؤخرا وان لم يكن أحد يستطيع الاقتراب منها، بسبب تداعياتها المؤلمة.
جاء ذلك خلال المحاضرة التي ألقاها الرئيس السيسي أمس أثناء زيارته الاكاديمية العسكرية البرتغالية في لشبونة، حيث كان في استقباله وزير الدفاع البرتغالي، ورئيس الاكاديمية، وقد ألقي الرئيس محاضرة أمام رئيس أركان الجيش البرتغالي وكبار القادة العسكريين بالجيش البرتغالي والدارسين بالاكاديمية العسكرية البرتغالية حول الارهاب والامن وسيادة القانون، وذلك بحضور كبار قادة الجيش البرتغالي وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في لشبونة وعدد من الشخصيات العامة البرتغالية. وأعرب الرئيس عن تقديره للشعب المصري وحرصه علي أمن واستقرار بلده وتفهمه للتحديات التي تتعرض لها مصر وخاصة علي الصعيد الاقتصادي.
نص كلمة الرئيس
اسمحوا لي في بداية حديثي أن أشكركم علي إتاحة هذه الفرصة لأتحدث إليكم اليوم في الأكاديمية العسكرية البرتغالية الدولية، تلك المؤسسة العريقة التي تقوم بدور رائد علي المستويين الأوروبي والدولي في إثراء الفكر العسكري والاستراتيجي، والإسهام في معالجة التحديات والقضايا الأمنية والاستراتيجية. كما يسعدني التواجد بين هذه النخبة من الدارسين والخبراء، لأشاطركم بعض الأفكار حول رؤيتنا لمواجهة الإرهاب باعتباره من أهم التحديات التي تواجه عالمنا اليوم.
إن الحديث عن كيفية تحقيق الأمن لشعوبنا ومواجهة الإرهاب الآثم ومحاولاته المتكررة للنيل من جهود التنمية، لا يستقيم دون أن نفكر ملياً في طبيعة البيئة التي يجري فيها هذا الصراع مع الإرهاب في عالمنا المعاصر. ولا يخفي علي أحد اليوم التحديات الاستراتيجية المتنوعة التي تواجهنا كمجتمع دولي، بعضها اقتصادي يرتبط بعدم عدالة توزيع ثمار نمو الاقتصاد الدولي بين الدول والمجتمعات المتقدمة والنامية، بينما ترتبط التحديات الأخري بشكل مباشر بالجوانب الأمنية، مثل انتشار النزاعات المسلحة وما توفره من بيئة خصبة لتنامي الإرهاب ونشر الأفكار المتطرفة، وهو التحدي الأخطر في ضوء تهديده بشكل مباشر لحياة الأبرياء وحقهم في التمتع بالأمن والأمان، فضلاً عن أثاره المدمرة علي الحقوق الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات التي يستهدفها. وفي هذا الإطار، فإنني أود أن أشاطركم قلقي إزاء ما يتسم به النهج الدولي للتعامل مع ظاهرة الإرهاب والتطرف من قصور، لاسيما في ضوء ما برهنته الاحداث خلال السنوات الماضية من عدم قدرة الجهود الدولية علي حماية مجتمعاتنا من شرور الإرهاب، بل أن الآلام والأضرار الناتجة عنه اتسعت لتصل إلي مختلف دول ومناطق العالم دون أن تلتزم حدوداً أو تحدها عوائق جغرافية.
إن هذا القصور يرجع إلي عدم إيلاء الأهمية الكافية لفهم جذور وطبيعة ظاهرة الإرهاب ومسبباتها. فمع الإدراك الكامل لأهمية الجوانب الأمنية والعسكرية في الإدارة اليومية للمعركة ضد الإرهاب، ورصد واستباق تخطيط وتحركات العناصر الإرهابية بهدف منعها من توجيه ضرباتها، إلا أن هذا لا يجب أن يُنسينا أننا مطالبون بفهم دوافع الإرهاب والفكرة التي يقوم عليها.
وارتباطاً بذلك فإن القراءة الدقيقة لتاريخ الجماعات الإرهابية، سواء تلك التي تتخذ من الدين ستاراً لها، أو تلك التي ارتكبت فظائع باسم دوافع سياسية أو اجتماعية مختلفة، تؤكد لنا عدم وجود فوارق تذكر في الأسس التي تنطلق منها هذه الجماعات لتبرير استخدامها للعنف والإرهاب لتحقيق مآربها، فنحن دائماً بصدد عملية ذات جوهر فاشي ينطلق فيها المتطرفون من قراءات مغلوطة لمسار التاريخ، تنتج بدورها خطاباً يحث علي كراهية الآخر، ويدعو لاستخدام العنف والترويع لفرض هذه الرؤية علي الجميع.
وبنظرة سريعة علي التنظيمات الإرهابية النشطة علي الساحة الدولية في الوقت الراهن، فإننا نجد أن ما انطبق علي المنظمات الإرهابية التي نشطت في الدول الغربية وأوروبا في مراحل سابقة، ينطبق بدوره علي المنظمات التي تتخذ من الدين الإسلامي ستاراً زائفاً لأعمالها. فرغم تنوع أسمائها وتوزيع الأدوار الظاهري بين أجنحتها، فلا يوجد فارق جوهري في الأفكار التي يؤمنون بها، حيث تتخذ من ذات المرجعيات الفكرية المتطرفة منهجاً لعملها، وإطاراً لنظرتها إلي مجتمعاتها والعالم، وكذا لخطابها ورسائلها الإعلامية القائمة علي الإقصاء والعداء ونبذ الآخر وتكفير المجتمع، وهي جميعها مفاهيم مشوهة تتنافي مع روح الدين الإسلامي الحنيف ورسالته الحضارية السمحة التي تنبذ الانعزال والتطرف والعنف، وتدعو إلي التسامح والتعارف وقبول الأخر، بل وترحب بالاختلاف باعتباره رصيداً إنسانياً هاماً يسهم في صقل الخبرات والتوصل إلي المفاهيم الصحيحة التي تتقبلها الطبيعة والفطرة الإنسانية.
مواجهة الإرهاب ضرورة
السادة الحضور :
إن الانعكاسات العملية لما تقدم مهمة ولا غني عنها للمحاربة الفعّالة للتنظيمات الإرهابية، إذ تؤكد علي أهمية عدم قصر جهودنا علي مواجهة أعراض وتداعيات ظاهرة الإرهاب، وتدفعنا إلي التعامل مع الأسباب التي أدت إلي تبني البعض لهذا الفكر المشوه، الذي يدفعهم للتحول لعناصر مستعدة للتخريب ولتدمير كل من يخالف معتقداتهم. لذا، فإن المواجهة الفكرية للإرهاب حتمية وضرورية، إذ لن تستطيع المواجهة الأمنية وحدها القضاء علي الأفكار والايدولوجيات المنحرفة. واسمحوا لي في هذا الإطار أن أتطرق إلي عناصر الرؤية المصرية لكيفية التحرك علي مسار التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب والتطرف، والجهود التي بذلناها في مصر حكومة وشعباً في هذا المجال، خاصة بعدما وجدنا أنفسنا علي خط المواجهة مع قوي الإرهاب التي حاولت عرقلة مسيرة تنمية بلادنا خلال السنوات الماضية. فقد حرصت مصر علي التصدي لاستخدام العناصر الإرهابية للدعاوي والأسانيد الدينية غير الصحيحة من أجل السيطرة علي عقول الشباب واستغلال عدم وعيهم بصحيح الدين، حيث تقوم مؤسسات مصر الدينية، وعلي رأسها الأزهر الشريف، أحد أقدم وأعرق الجامعات في العالم ومنارة الإسلام الوسطي المعتدل، باتخاذ خطوات جادة من أجل مواجهة الفكر المتطرف وتطوير الفقه والخطاب الدينيين، بما يتسق وروح ومتطلبات العصر الحديث، ويواجه محاولات الاستقطاب الطائفي والمذهبي.
من ناحية أخري حرصت مصر خلال مواجهتها للإرهاب والتطرف علي أن يكون ذلك في إطار سيادة القانون واحترام المواثيق الدولية لحقوق الإنسان، إيماناً منا بأهمية إعلاء قيم الحريات وترسيخ دولة المؤسسات رغم صعوبة المعركة. وقد تحملت مصر علي مدي السنوات الماضية الكثير من التضحيات وبذل شعبها ومؤسساتها قصاري جهدهم في مواجهة ومكافحة الإرهاب، ورغم عظم هذه التضحيات، خاضت مصر ولا تزال هذه المعركة الشرسة، ليس فقط دفاعاً فقط عن نفسها، وإنما صونا للاستقرار الإقليمي وحمايةً لمقدرات شعوب المنطقة بأسرها التي لا يخفي ارتباط أمنها باستتباب السلم والأمن الدوليين. وأؤكد لكم في هذا السياق أن مصر تدرك جيداً للمسئولية الملقاة علي عاتقها في هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ الشرق الأوسط، إذ تقدم نموذجاً لدولة تتماسك مؤسساتها دفاعاً عن مبدأ الدولة الوطنية ذاته، في محيط إقليمي شديد الاضطراب، تسوده محاولات متكررة لهدم بنية الدولة وتفكيكها، والسماح بتمدد تنظيمات وميليشيات تدعي سلطة التحكم في المجتمعات دون تفويض أو شرعية، وتنفيذاً لمخططات سياسية أو أيديولوجية بعيدة كل البعد عن تحقيق مصلحة شعوب المنطقة في التقدم والرقي.
تجريم التحريض علي العنف
السيدات والسادة :
إن تحديات صعود ظاهرة التطرف الفكري الذي يؤدي إلي الانخراط في أعمال إرهابية تحتم علينا جميعاً كمجتمع دولي وضع استراتيجية متكاملة الأبعاد لمواجهة الأفكار المغلوطة والدعاوي المغرضة لقوي الإرهاب، والتي باتت منتشرة علي المواقع الالكترونية المختلفة، مما ساهم في اكتساب هذه الأفكار لمزيد من الأتباع علي مدار السنوات الماضية. لذا فأنه من الضروري التوصل إلي توافق دولي حول اتخاذ التدابير اللازمة والجادة لتجريم ومنع التحريض علي الكراهية والعنف في المواقع الالكترونية ووسائل الاتصالات الحديثة. كما ينبغي تضافر جهود المجتمع الدولي لمنع تزويد المنظمات الإرهابية بالمال والسلاح، فضلاً عن مواصلة جهود التوصل إلي تسويات سياسية للأزمات والنزاعات المسلحة القائمة بالنظر إلي ما توفره تلك الأزمات من بيئة خصبة لانتشار التنظيمات الإرهابية وتحركها بحرية ونشر فكرها المتطرف.
التعاون مع الدول الصديقة
السادة الحضور :
إن جزءاً أساسياً من الرؤية المصرية لمواجهة الإرهاب الدولي وتحقيق الأمن يتمثل في ضرورة التنسيق الوثيق بين الدول الصديقة علي المستوي الثنائي والدولي من خلال أجهزة الأمم المتحدة. ولقد وفرت عضوية مصر في مجلس الأمن منذ بداية العام الحالي ورئاستها للجنة مكافحة الإرهاب التابعة له فرصة هامة للتنسيق الكثيف مع الدول المحبة للسلام، من أجل محاولة إرساء بيئة قانونية دولية فعّالة لتعظيم جهود مواجهة الإرهاب والتطرف. وبنفس الالتزام، تحملت مصر مسئوليتها تجاه أمن واستقرار محيطها الإقليمي، حيث شاركت في التحالف الدولي لمواجهة تنظيم داعش الإرهابي، وستستضيف في الإطار نفسه مركز مكافحة الإرهاب التابع لتجمع الساحل والصحراء، والذي ينتظر أن يقوم بدور محوري في تنسيق جهود مكافحة الإرهاب في القارة الإفريقية.
ليست أمنية فقط
السيدات والسادة :
إن المعركة ضد الإرهاب كما أسلفت ليست معركة أمنية فقط، وإنما هي صراع بين رؤيتين مختلفتين للعالم. وبالتالي فإني أود ختاماً أن أؤكد علي وعينا وإدراكنا لأهمية بناء نموذج بديل للأيديولوجيات المتطرفة، بحيث يصبح هذا النموذج التنويري هدفاً يبذل من أجله شبابنا طاقاتهم الإبداعية ومجهودهم الفكري سعياً للحفاظ علي حريتهم وتحقيق الأمن والاستقرار والرخاء لهم ولأبنائهم. وفي مسعانا لبناء هذا النموذج الذي يعتمد علي التنمية المستدامة وتوفير الحياة الكريمة لمجتمعاتنا، فإننا نمد يد التعاون والتكاتف لكل أصدقائنا الذين يشاركونا هدفنا في بناء مستقبل مُشرق للحضارة الإنسانية عبر ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش وقبول الآخر وبناء الجسور التي تربط بين الحضارات والثقافات المختلفة.
أشكركم مجدداً علي هذه الفرصة للحديث أمامكم اليوم، وخالص الشكر للأكاديمية العسكرية الدولية علي هذه الاستضافة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.»‬
وقام الرئيس عقب القاء المحاضرة بالرد علي الأسئلة التي طرحها الحاضرون، والتي تناولت التطورات الجارية في ليبيا، وسبل تعزيز مكافحة الارهاب علي المستوي الدولي، والتحديات التي تواجه الجهود الدولية الجارية في هذا المجال، ولاسيما زيادة تدفق اللاجئين والهجرة غير الشرعية، حيث أكد الرئيس السيسي ردا علي سؤال حول رؤيته للتعامل مع الوضع في ليبيا في ظل غياب حكومة موحدة ودون وجود جيش قوي وأمن داخلي، اضافة إلي محاولة القضاء علي داعش في سوريا والعراق مما سيدفع عناصر التنظيم للهرب إلي ليبيا.. لافتا إلي انه عندما تحدث عن أهمية الحفاظ علي الدولة الوطنية كان يريد إلقاء الضوء علي ماحدث بعد سقوط بعض الدول في المنطقة وتفككها وكان له نتيجة مباشرة علي نشأة وتطور الجماعات الإرهابية ولا يجب ان نحصر المواجهة في داعش فقط لان هناك جماعات كثيرة بأسماء مختلفة ويجب مواجهتها جميعا.
وأوضح الرئيس ان الوضع في ليبيا ربما يكون معقدا ولكن ليس أسوأ من غيرها وموقف مصر كان واضحا وهو تقوية الدولة الوطنية بدعم من المجتمع الدولي، وموقفنا كان ضرورة احترام إرادة الشعب الليبي والبرلمان والجيش الوطني الليبي حتي لو كان غير قادر علي استكمال المهمة لانه يشكل قدرة لمواجهة التطرّف وان نرفع بشكل جزئي حظر توريد السلاح له، وما زلنا متمسكون بموقفنا واذا لم نمنع وصول المقاتلين الأجانب والأسلحة والاموال ستغرق ليبيا والمشكلة لن تنتهي، وبالتأكيد هناك تأثير لما يحدث في سوريا والعراق علي ليبيا ولذلك نحتاج إلي تنسيق وتعاون اكبر وبخاصة بين دول الجوار في شمال وجنوب المتوسط تحديدا، واذا لم ننتبه لذلك ونبذل الجهد المناسب ستكون هناك مشكلة كبيرة، ولدينا اعباء كبيرة لتأمين 1200 كيلو حدود برية لحدودنا الغربية في ظل عدم قدرة اشقائنا الليبيين علي تأمينهم الان، وما يحدث ليس في صالحنا جميعا
واكد الرئيس ان مصر دائما كانت متفاعلة مع محيطها وأصدقائها الأوربيين وربما لم يتم ذلك بالشكل المناسب خلال السنوات الاخيرة الماضية ولكن هناك تحسنا كبيرا خلال العامين الماضيين، مشددا علي ان ما تحقق في مصر ليس وليد فقط لقدرة الجيش المصري او الأجهزة الأمنية ولكن هناك قناعة ووعي حقيقي لدي المصريين للحفاظ علي دولتهم بدليل استيعابه للاجراءات الاقتصادية المؤلمة التي اتخذتها الدولة مؤخرا والتي لم يكن احد يستطيع الاقتراب منها، رغم تداعياتها المؤلمة، مضيفا: واسمحوا لي ان أوجه للشعب المصري كل التحية والتقدير والاحترام لانه كان البطل الحقيقي الذي أمن بلده ضد خطر حقيقي، وتصوروا لو حدث انفلات للموقف في بلد بحجم مصر، ولذلك لابد من التعاون مع أصدقائنا الأوربيين اكثر وتفهم الواقع من منظورنا نحن.
3 ملايين لاجيء في مصر
وحول مخاوف مصر من تنامي إعداد اللاجئين الذين تؤويهم والتي قدرتهم صاحبة السؤال بثلاثة ملايين لاجئ، أوضح ان مصر بها لاجئين من دول كثيرة يتجاوز عددهم الثلاثة ملايين لاجئ بكثير في ظل التطورات التي حدثت بالمنطقة خلال الفترة الماضية، ولاتوجد لدينا معسكرات للاجئين والموجودين من كافة الدول يعيشون وسط المصريين دون اي شكل من التمييز ولا نتلقي اي دعم لمساعدتنا في هذه المشكلة لتخفيف الضغوط التي يسببها وجود ملايين من غير المصريين ويتمتعوا بكافة خدمات المواطن العادي، لافتا إلي ان المواطن الذي يغادر وطنه يبحث دائما عن الأمن والامل واذا لم نمنحه ذلك في بلده فلن تنتهي المشكلة، ومن يأتي من بلادنا لبلادكم يأتي من اجل الأفضل، وبالتالي أصبحت أوروبا منطقة جذب للمهاجرين واذا لم نضع استراتيجية كاملة في المجتمعات التي تعاني من عدم الاستقرار من خلال جهد دولي كبير ستستمر الظاهرة ونتعاون مع أصدقائنا الاوربيين لتأمين الحدود البرية والبحرية وخلال العام الماضي فقط تم القبض علي 8 آلاف مهاجر غير شرعي لأوروبا ولكن نحتاج إلي جهد اكبر ودعم اوربي لتنفيذ الامر بشكل أفضل.
وبالنسبة للشراكة مع حلف الناتو وتوسيع شراكاته، قال الرئيس: نري أن أكبر تحد حقيقي يقابل العالم كله هو الاٍرهاب ونضعه في اولوية متقدمة عن اي تهديد اخر، لانه اذا خرج عن السيطرة سيؤذينا جميعا، ولذا يجب التنسيق ليس فقط علي مستوي الناتو ولكن ايضا علي مستويات أوسع، وتابعوا خريطة التطرّف والارهاب سنجد ان الخريطة اذا كانت تنحسر فنحن نسير علي الطريق الصحيح واذا بقيت كما هي بعد سنوات من المواجهة او تمددت فهناك شيئ خاطئ يوجب المراجعة، مضيفا: ونحن في مصر مستعدون للتعاون مع الأوروبيين والناتو لأننا نتحدث في مصلحة تمس الانسانية بالكامل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.