منذ أكثر من خمس سنوات ومصر تتعرض ولا تزال تتعرض للعديد من الامتحانات المتلاحقة والتي تثب فيها كل مرة قدرتها علي النجاح واجتياز أصعب المحن والأزمات كسابق عهدها. هذه الاختبارات بدأت باختبار » خلق الفوضي» والذي حاولت فيها جهات خارجية وداخلية خلق نوع من الصراع الداخلي وتأليب الرأي العام. هذه الفوضي كان من المخطط لها أن تستمر إلي أطول مدة زمنية ممكنة لإعطاء ذريعة وغطاء لحدوث تدخل أجنبي مدعوم ومرغوب فيه من قبل أطراف ذات صلة ومصلحة في خلق الفوضي ومن أجل تحقيق مصالح سياسية، واقتصادية، وجغرافية، واجتماعية معينة. ولكن عندما نجحت مصر في الاختبار وفشل سيناريو » خلق الفوضي» تعرضت للاختبار الثاني ألا وهو اختبار »التمكين». حيث سعت أطراف خارجية إلي تهيئة المناخ اللازم لتمكين أحد الأطراف لتحقيق المصالح التي عجز سيناريو »الفوضي» في تحقيقها. حيث أقدم العديد من الأطراف الخارجية علي توفير الدعم الكافي من أجل نجاح استراتيجية »التمكين» بما يخدم أهداف تلك الأطراف أو من تنوب عنه. وعندما تنبه المصريون وتفهموا الحقيقة، وتخلصوا من عباءة »التمكين» دخل المصريون في اختبار ثالث بعد ثورة 30 يونيه 2013 ألا وهو اختبار »التهديد والابتزاز» وذلك من خلال تلويح العديد من الأطراف الخارجية وحشدها للرأي العام العالمي تجاه عدم الاعتراف بالثورة المصرية ونظام الحكم الجديد الذي ارتضاه المصريون. ولكن هذا لم يفلح أيضاً مع المصريين. فبتطبيق خريطة الطريق وإنجاز الدستور وانتخاب الرئيس عبد الفتاح السيسي وإتمام كافة الاستحقاقات الانتخابية ووجود مجلس النواب استطاعت مصر كعادتها النجاح في الاختبار الثالث. وما لبثت مصر أن تجتاز الاختبار الثالث وتبدأ مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإصلاح واستكمال ما فسد أوتوقف إلا وبدأت قوي الشر تحيك المؤامرات وتضع العراقيل لكي تدخل مصر الاختبار الرابع وهو اختبار »خلق وتأجيج الأزمات». حيث تسعي قوي الشر نحو تعريض مصر لمجموعة من الأزمات الاقتصادية المتلاحقة والمتتابعة بدءا من أزمات السياحة ونشر الإرهاب، وعدم توافر النقد الأجنبي مروراً بالتشكيك فيما يتم انجازه من مشروعات قومية مثل قناة السويس الجديدة، وصولاً إلي افتعال أزمات تتعلق بالأمور الحياتية اليومية للمواطن المصري مثل أزمة لبن الأطفال، ثم أزمة الأرز، وأخيراً أزمة السكر. الهدف من جميع هذه الأزمات هو خلق روح انهزامية داخل المجتمع وتقليب المصريون علي القيادة السياسية، ولكن سوف يظل المصريون كعادتهم قادرين علي اجتياز هذا وغيره من الاختبارات. إن الهدف من عرض وسرد تلك الاختبارات هو التأكيد علي عدة أمور. أولاً: إن تعرض مصر لمثل تلك الاختبارات والمحن يعني أننا علي الحق وإلا لماذا هذا الإصرار علي تركيع مصر؟ وهذا لن يحدث بإذن الله أبداً بفضل الله وجيش مصر العظيم. ثانياً: إن اجتيازنا لتلك الاختبارات - علي اختلاف أنواعها وأشكالها - يعني أننا نسير علي الطريق الصحيح. ثالثا: ولأننا نسير في الاتجاه الصحيح - الذي لا يرضي بالطبع قوي الشر - فإننا يجب أن نتعلم ونضع نصب أعيننا إمكانية التعرض لأنواع أخري من الاختبارات. رابعاً: إن كلمة السر في اجتياز كل تلك الاختبارات والمحن هي »الجيش» وكما نري حولنا »لا وطن بدون جيش». ومن ثم يجب أن يتنبه كل المصريين إلي أن الوطن وأمنه أهم من الاقتصاد. فالأزمات الاقتصادية سوف تنتهي في يوم من الأيام ولن تعود، أما إذا انتهي الوطن فلن يعود.