سعدت وسعد معي كل المصريين بفوزنا 2/صفر في مباراة منتخبنا الوطني لكرة القدم مع منتخب غانا علي طريق تأهلنا للمشاركة في بطولة العالم بروسيا عام 2018 كان مصدر هذه السعادة النجم المصري العالمي محمد صلاح الذي سجل الهدف الأول من ضربة جزاء ليأتي بعده الهدف الثاني بلعبة فنية رائعة للاعب الأهلي اللامع عبدالله السعيد. تحقق هذا الفوز الغالي رغم افتقاد لعب منتخبنا الوطني في هذه المباراة لحسن الأداء والمعاناه من الارتباك والتخبط وهو ما أصاب الحضور الجماهيري المكثف الذي تجاوز ال 70 ألفا بحالة من الإحباط والخوف من الهزيمة. زاد من هذا الشعور تعاظم سيطرة الفريق الغاني علي التحركات داخل الملعب طوال شوطي المباراة ولكن سوء الحظ وإرادة المولي كانت وراء عدم فاعلية هجماته علي مرمانا. ساهم في هذا الفوز براعة وتوفيق حارسنا المخضرم القلعة عصام الحضري الذي يستحق عن جدارة تسميته ب »السد العالي». السلوك الحضاري المثالي للجماهير الغفيرة التي سمح لها بحضور المباراة للوقوف إلي جانب منتخبنا الوطني بالتشجيع والتحميس.. كان إضافة هائلة لتلك السعادة التي غمرتنا بهذا الفوز العزيز. هذا المشهد أحيا آمال ملايين المصريين من عشاق الساحرة المستديرة في أن تكون دافعا لأجهزة الأمن التي أعادت الأمن والاستقرار إلي ربوع مصر المحروسة للسماح لهم بحضور باقي مباريات الدوري العام الذي يجري فاعلياته حتي الآن بدون جمهور. لا يخفي علي أحد أن هذا الحضور يجعل لهذه المنافسات الرياضية طعما ومذاقا خاصا سواء بالنسبة للشعب أو اللاعبين إلي جانب المساهمة في حل الأزمة المالية التي تعاني منها النوادي الرياضية. من المؤكد أن صدور هذا القرار سوف يكون له ردود فعل ايجابية محليا ودوليا علي ضوء عودة الاستقرار الي مصرنا العزيزة وترسيخ الإحساس بعودة الحياة الطبيعية. هذا الأمر سيكون له انعكاسات في تهيئة أجواء استعادة الثقة اللازمة لجذب الاستثمارات والسياحة. تعاظم الوعي الجماهيري سبق وأن تجلي بهذه الصورة الرائعة في ملاعبنا في مباراتي السوبر الإماراتي ثم في مباراة فريقي الزمالك وصن داونز الجنوب افريقي في إطار البطولة الافريقية. أعتقد أنه وعلي ضوء هذه التجارب الثلاث والتي تمت دون أي تجاوزات أمنية.. لم يعد هناك أي مبرر أو حجة لاستمرار هذا الحظر المفروض. لا أحد ينكر أن الأمن المثقل بأعباء حماية أمن الوطن واستقراره في مواجهة التآمر الاجرامي ما كان يمكن زيادة أعبائه في الفترات السابقة بتحميله مهام تأمين الملاعب. كان هذا الحظر ضروريا نتيجة جرائم الخروج عن الروح الرياضية في بورسعيد وفي استاد الدفاع الجوي والتي أدت إلي سقوط عشرات الضحايا الأبرياء. من المؤكد ان مطلب عودة الجماهير للملاعب يمكن الاستجابة له الآن بعد ان تمت السيطرة علي زمام الأوضاع الأمنية وازدياد الوعي لدي الجماهير الرياضية لعزل العناصر المثيرة للشغب التي كان يتم استغلالها لإثارة هذه الأحداث الدموية. إن ما يشجع علي هذه الدعوة.. صدور العديد من التصريحات حول امكانية تحقيق ذلك. من ناحية اخري فلا جدال أن المهندس خالد عبدالعزيز وزير الرياضة والشباب النشط ومعه هاني أبوريدة رئيس اتحاد الكرة يبذلان جهودا كبيرة مع أجهزة الأمن من أجل التوصل إلي صيغة لاتمام هذه العودة وباعتبار ان غالبية جماهير مباريات كرة القدم من الشباب الذي يسيطر عليه حماس تشجيع النوادي التي يفضلها فإن حماسه الرياضي وانتماءه لهذه النوادي تجعله يقف بكل قوة وراء طلب السماح بحضوره المباريات. انه وبعد سنوات من هذا الحظر قد استوعب أبعاد وأسباب المشكلة وبالتالي سوف يكون سياجا لمنع تكرار الاسباب وراء قرار الحظر. هذه الرغبة الشبابية كانت محورا لمطالب الشباب في جلسات مؤتمرهم في شرم الشيخ. وتواصلا مع تجاوب الرئيس مع ما أبداه الشباب في هذا المؤتمر فقد وعد في حضور وزير الداخلية مجدي عبدالغفار ووزير الرياضة خالد عبدالعزيز ببحث الأمر واتخاذ قرار فيه.