قررت الدائرة الأولى بمحكمة القضاء الإدارى، بمجلس الدولة، برئاسة المستشار بخيت إسماعيل، نائب رئيس مجلس الدولة، تأجيل أولى جلسات الدعوى المقامة من الدكتور سمير صبرى المحامى، والتي تطالب بإلزام وزير الآثار بإصدار قرار بفسخ عقد إيجارحديقة قصر البارون "إدوارد إمبان" وإلزام مستأجرها بتسليمها خالية من كافة الشواغل لجلسة 27 ديسمبر المقبل. واختصمت الدعوى وزيرالآثار، حيث ذكرت إن قصر البارون إمبان، تحفة معمارية فريدة من نوعها شيده المليونير البلجيكى البارون إدوارد إمبان، الذى وصل إلى القاهرة، ولم تمضِ أيام حتى انطلق سهم الغرام فى قلب المليونير البلجيكى،وعشق الرجل مصرلدرجة الجنون واتخذ قرارا مصيريا بالبقاء فى مصر حتى وفاته، وكتب فى وصيته أن يدفن فى تراب مصر حتى ولو وافته المنية خارجها،وكان طبيعيا على من اتخذ مثل هذا القرار أن يبحث له عن مقر إقامة دائم فى المكان الذى أحبه، وكان أغرب ما فى الأمر هو اختيار البارون(إمبان) لمكان فى الصحراء، بالقرب من القاهرة، ترجع فكرة بناء القصر إلى البارون(إمبان) الذى عرض على الحكومة المصرية فكرة إنشاء حى فى الصحراء شرق القاهرة واختار له اسمهليوبوليس أى مدينة الشمسواشترى البارون الفدان بجنيه واحد فقط، حيث أن المنطقة كانت تفتقر إلى المرافق والمواصلات والخدمات، وحتى يستطيع البارون جذب الناس إلى ضاحيته الجديدة فكر فى إنشاء مترو تمإزالته حديثا لأسباب لا يعلمهاإلا اللهوأخذ اسم المدينة مترو مصر الجديدةإذ كلف المهندس البلجيكى أندريه برشلوالذى كان يعمل فى ذلك الوقت مع شركة مترو باريس بإنشاء خط مترو يربط الحى أو المدينة الجديدة بالقاهرة. وقالت الدعوى إن البارون إدوارد إمبانتوفى فى 22 يوليو 1929،ومنذ هذا التاريخ تعرض القصر بعد ذلك لخطر الإهمال سنوات طويلة، والذى تحولت فيها حدائقه إلى خرابات، وتشتت جهود ورثته ومن حاول شراء القصر واستثماره، إلى أن اتخذت الحكومة المصرية قرارا بضمه إلى قطاع السياحة وهيئة الآثارالمصرية اللتين باشرتا عملية الأعمار والترميم فيه على أمل تحويله إلى متحف أو أحد قصور الرئاسة المصرية،لم يفتح القصر إلا مرات معدودة المرة الأولى عندما وضعت الحراسة على أموال البلجيكيين فى مصر عام 1961م، ودخلت لجان الحراسة لجرد محتوياته، والمرة الثانية عندما دخله حسين فهمىوالمطربة شاديةلتصوير فيلم الهارب، والمرة الثالثة عند تصوير أغنية للمطرب محمد الحلو بطريقة الفيديو كليب أما الرابعة فقد تمت بطريقة غير شرعية إذ أن بسبب إغلاقه المستمر نسج الناس حوله الكثير من القصص الخيالية ومنها أنه صار مأوى للشياطين. وأضافت الدعوى أن تلك الأجواء الغامضة التى أحاطت بالقصر المهجور جماعات من الشبان المصريين فى منتصف عام 1997 فى حادثة شهيرة إلى التسلل إلى القصر ليلاً، وإقامة حفلات صاخبة، إذ كانوا يرقصون ويغنون على أنغام موسيقى البلاك ميتالالصاخبة حيث ألقت الشرطة المصرية القبض عليهم لتكون أول قضية من نوعها، وهى ما عرفت بقضية "عبدة الشيطان" وهذا هو سبب الأساطيرالتى ترددت من قبل الجيران حول مشاهدتهم أضواء ساطعة، وصخباً وضجيجاً ورقصاً كل ليلة داخل القصر وموسيقى تنبعث منه،كذلك دخله محمد سعد لتصوير بعض مشاهد فيلمه "حياتى مبهدلة"، وتستطيع مشاهدة بعض المشاهد فى الفليم الجديد وأيضا عند تصوير فيديو كليب(أول مرة) لدنيا سمير غانم ومحمد حماقى من مسلسل لهفة، فى الاحتفال بمئوية مصر الجديدة، وجد قصر البارون (إمبان) حلا بعد معاناة استمرت 50 عاما فبعد نصف قرن من الزمان أصبح القصر مصريا بعد أن أبرم المهندس محمد إبراهيم سليمان اتفاقا مع ورثة ملاك القصرحفيد البارون (إمبان) بشراء القصر مقابل منحهم قطعة أرض بديلة بالقاهرة الجديدة ليقيموا عليها مشاريع استثمارية. وأشارت الدعوى إلى أن الفساد والاستيلاء وإهدارالمال العام بدأ منذ تأجير حديقة القصرالأثرى التابع لوزارة الآثار، وذلك بعد أن قام المستأجرون للحديقة لتصوير فعالية كبرى بالتعدى على حرم القصر متجاوزين تعاقدهم لتأجير الحديقة وهو الأمر الذى أدى إلى تلفيات شديدة فى سور القصر أدت إلى انهيارأجزاء منه، فضلا عن التعدى على حرم القصر بتركيب بانرات وأضواء على سلالم القصر، فى غفلة من المسئولين بوزارة الآثار. وتابعت الدعوى أن وزارة الآثار قامت بتأجير حديقة قصر البارون فى سبيل تغطية نفقاتها،وليس حرم القصر خاصة أن وزارة الآثار لا تحصل على مخصصات ماليةمن موازنة الدولة، وتعتمد علىإيراداتها من رسوم دخول المزارات السياحية، إلا أن تراجع عائدات السياحة دفعها لتأجير الحديقة فى محاولة لتغطية بعض النفقات، إلا أن هذا الأمر ونظرا لغياب رقابة المسئولينفى الوزارة وإهمالهم وصل لتعدى المستأجرين على حرم القصر الأثرنفسه، وهناك شبهات فساد حول مسألة تأجيرحديقة القصر من قبل المسئولين فى وزارة الآثار،ولن يتم السكوت عنها وان ما فى حرم القصر هو تعد على أثر، وهذا أدى إلى وقوع أسوار القصر وهذا فيه إهمال .