مساء غد الجمعة.. قطع المياه لمدة 6 ساعات عن بعض مناطق الجيزة    انخفاض كبير في سعر الذهب اليوم الخميس 21-8-2025 عالميًا    أسعار اللحوم اليوم الخميس 21 أغسطس 2025 في شمال سيناء    جوتيريش يدعو إسرائيل إلى وقف مشروع بناء وحدات استيطانية بالضفة الغربية    الزمالك يسعى لعودة الانتصارات أمام مودرن سبورت في الدوري    وزير السياحة والآثار يطلق فعاليات وأنشطة التراث الثقافي المغمور بالمياه في الإسكندرية    اليوم.. وزير خارجية أمريكا يُجري محادثات مع مستشاري الأمن القومي بأوكرانيا وأوروبا    "بالعين المجردة".. أول تعليق من شوبير على هدف الإسماعيلي الملغى أمام الاتحاد    "كانت مظاهرة حب".. شوبير يعلق على مشهد جنازة والد محمد الشناوي    شوبير يكشف تفاصيل من طريقة تدريب ريبيرو في الأهلي    اليوم.. أولى جلسات محاكمة تشكيل عصابي متهم بسرقة المساكن في الأميرية    أغسطس "خارج التوقعات"، انخفاض بدرجات الحرارة، أمطار ورياح مثيرة للرمال بهذه المناطق، وارتفاع الأمواج يعكر صفو المصطافين    بدء دخول 20 شاحنة مساعدات إلى معبر كرم أبو سالم لدخولها لقطاع غزة    اشتباه إصابة محمود نبيل بتمزق في العضلة الخلفية.. وبسام وليد يواصل التأهيل لعلاج التهاب أوتار الساق اليمنى    فصل رأس عن جسده.. تنفيذ حكم الإعدام بحق "سفاح الإسماعيلية" في قضية قتل صديقه    عاجل.. مايكروسوفت تراجع استخدام الجيش الإسرائيلي لتقنياتها بسبب حرب غزة    حقيقة ظهور سيدة تعقر الأطفال في كفر الشيخ    محافظ المنيا يشهد احتفالية ختام الأنشطة الصيفية ويفتتح ملعبين    دعاء الفجر| اللهم اجعل هذا الفجر فرجًا لكل صابر وشفاءً لكل مريض    رئيس شعبة السيارات: خفض الأسعار 20% ليس قرار الحكومة.. والأوفر برايس مستمر    مروة يسري: جهة أمنية احتجزتني في 2023 أما قلت إني بنت مبارك.. وأفرجوا عني بعد التأكد من سلامة موقفي    رجل الدولة ورجل السياسة    حين يصل المثقف إلى السلطة    فلكيًا.. موعد المولد النبوي الشريف 2025 رسميًا في مصر وعدد أيام الإجازة    أذكار الصباح اليوم الخميس.. حصن يومك بالذكر والدعاء    للرجال فقط.. اكتشف شخصيتك من شكل أصابعك    تعاون علمي بين جامعة العريش والجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا    الآن.. شروط القبول في أقسام كلية الآداب جامعة القاهرة 2025-2026 (انتظام)    توقعات الأبراج حظك اليوم الخميس 21-8-2025.. «الثور» أمام أرباح تتجاوز التوقعات    سامح الصريطي عن انضمامه للجبهة الوطنية: المرحلة الجديدة تفتح ذراعيها لكل الأفكار والآراء    سعر الدولار الآن أمام الجنيه والعملات الأخرى قبل بداية تعاملات الخميس 21 أغسطس 2025    «هاتوا الفلوس اللي عليكو».. تفاعل جمهور الأهلي مع صفحة كولومبوس كرو بعد ضم وسام أبو علي    إصابة مواطن ب«خرطوش» في «السلام»    «لجنة الأمومة الآمنة بالمنوفية» تناقش أسباب وفيات الأمهات| صور    لماذا لا يستطيع برج العقرب النوم ليلاً؟    استشاري تغذية يُحذر: «الأغذية الخارقة» خدعة تجارية.. والسكر الدايت «كارثة»    ضربها ب ملة السرير.. مصرع ربة منزل على يد زوجها بسبب خلافات أسرية بسوهاج    شراكة جديدة بين "المتحدة" و"تيك توك" لتعزيز الحضور الإعلامي وتوسيع نطاق الانتشار    علاء عز: معارض «أهلا مدارس» الأقوى هذا العام بمشاركة 2500 عارض وخصومات حتى %50    لبنان: ارتفاع عدد ضحايا الغارة الإسرائيلية على بلدة "الحوش" إلى 7 جرحى    نيويورك تايمز: هجوم غزة يستهدف منع حماس من إعادة تنظيم صفوفها    اتحاد الكرة يفاوض اتحادات أوروبية لاختيار طاقم تحكيم أجنبي لمباراة الأهلي وبيراميدز    بعد التحقيق معها.. "المهن التمثيلية" تحيل بدرية طلبة لمجلس تأديب    بعد معاناة مع السرطان.. وفاة القاضي الأمريكي "الرحيم" فرانك كابريو    ليلة فنية رائعة فى مهرجان القلعة للموسيقى والغناء.. النجم إيهاب توفيق يستحضر ذكريات قصص الحب وحكايات الشباب.. فرقة رسائل كنعان الفلسطينية تحمل عطور أشجار الزيتون.. وعلم فلسطين يرفرف فى سماء المهرجان.. صور    ناصر أطلقها والسيسي يقود ثورتها الرقمية| إذاعة القرآن الكريم.. صوت مصر الروحي    90 دقيقة تحسم 7 بطاقات أخيرة.. من يتأهل إلى دوري أبطال أوروبا؟    الجنائية الدولية: العقوبات الأمريكية هجوم صارخ على استقلالنا    السفير الفلسطيني بالقاهرة: مصر وقفت سدًا منيعًا أمام مخطط التهجير    استخدم أسد في ترويع عامل مصري.. النيابة العامة الليبية تٌقرر حبس ليبي على ذمة التحقيقات    الجبهة الوطنية يعين عددًا من الأمناء المساعدين بسوهاج    رئيس اتحاد الجاليات المصرية بألمانيا يزور مجمع عمال مصر    جمال شعبان: سرعة تناول الأدوية التي توضع تحت اللسان لخفض الضغط خطر    كلب ضال جديد يعقر 12 شخصا جديدا في بيانكي وارتفاع العدد إلى 21 حالة خلال 24 ساعة    عودة المياه تدريجيا إلى كفر طهرمس بالجيزة بعد إصلاح خط الطرد الرئيسي    ما الفرق بين التبديل والتزوير في القرآن الكريم؟.. خالد الجندي يوضح    أمين الفتوى يوضح الفرق بين الاكتئاب والفتور في العبادة (فيديو)    طلقها وبعد 4 أشهر تريد العودة لزوجها فكيف تكون الرجعة؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
صباحكم سكر
نشر في أخبار الحوادث يوم 14 - 11 - 2016

بعد اختفاء السكر من الأسواق قال لي أحد الأصدقاء.. ∩كنت يومياً حين أستيقظ أقول لزوجتي.. صباحك سُكَر وبعد أزمة السُكَر بطلت أقولها..!∪،
الإثنين :‬
كلمة سكر أو عسل تستخدم لوصف المحبوب أو الشئ الجميل، وقد استخدم الشعراء القدامي كلمة السكر في وصف الحبيبة، كناية وتشبيها به وبحلاوته، وذُكر السُكَر في الغناء، فكتب الشاعر الراحل مرسي جميل عزيز قصيدته ∩ عسل وسُكًر عسل.. عيون حبيبي عسل.. ضحكة حبيبي سُكَر ∩ التي لحنها الموسيقار بليغ حمدي وتغنت بها شهرزاد، ومازالت الأغنية في الوجدان ويتغني بها الشارع المصري والعربي واصفاً بها الحبيب أو الحبيبة، وفي الشعر القديم الكثير من القصائد الشعرية التي تصف المحبوبة بالسُكَر، والكثير منا يتذكر قصيدة نزار قباني صباحك سُكَر ∩.. إذا مر يوم ولم أتذكر أن أقول صباحك سُكَر.. ورحت أخط كطفل صغير.. كلاماً غريباً علي وجه دفتر.. فلا تضجري من ذهولي وصمتي.. ولا تحسبي أنَ شيئاً تغير.. فحين أنا لا أقول أحب.. فمعناه أني أحبك أكثر..∪، وفي الشعر الخليجي يقول الشاعر عبد الله جابر في إحدي قصائده ∩ الفم توت وداخله نبع سُكَر ∪، وفي الشعر النبطي للشاعر أحمد الناصر الأحمد، من شعراء البدو، قصيدة بعنوان قطعة السُكَر يقول فيها ∩ يا قطعة السُكَر وذرات الإحساس.. في نكهتك حسَيت بأهلي وناسي..∪، وبعد اختفاء السكر من الأسواق قال لي أحد الأصدقاء.. ∩كنت يومياً حين أستيقظ أقول لزوجتي.. صباحك سُكَر وبعد أزمة السُكَر بطلت أقولها..!∪، وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي علي الإنترنت بالتعليقات الساخرة حول أزمة السكر، والرسوم الكاريكاتورية التي تظهر نملاً يبحث عن السكر في البلاد..! فعندما ينعدم السُكَر ويختفي من الأسواق رغم التصريحات الوردية للحكومة ووزير التموين، يتساءل الناس بسخرية ∩ السُكَر غلي ونحلَي بإيه ∩ وإن كنت أعتقد أن اختفاءه مدروس من تماسيح التُجار والمستوردين، وتأتي حملة ∩ ملعقة سُكَر كفاية ∩ التي أطلقها عدد من الجمعيات الأهلية لترشيد استهلاك هذا السُم الأبيض الذي يضُر أكثر مما ينفع ويفيد، لعلَ الجميع يستفيد منها وخاصة مُدمني الشاي، أصدقكم القول.. لم أشعر أنا وأسرتي بهذه الأزمة رغم أهميتها، لأننا من هواة تناول الشاي والقهوة بدون سُكر وتناول العصائر الطبيعية بدون إضافة السُكَر، لهذا أقول لمدمني المشروبات بالسُكَر.. ملعقة واحدة من السُكَر كفاية حفاظاً علي صحتكم، أما الحكومة فعليها ألا تصطاد في الماء العكر وتُصنَف ما أكتبه علي أنه في صالحها..!
عودة للحب
الثلاثاء :‬
مع بدايات شهر نوفمبر من كل عام أشعر بالحنين والحب يملأ قلبي، الحنين إلي سنواتي الأولي في بلاط صاحبة الجلالة في بدايات الثمانينيات من القرن الماضي، والحب الذي يملأ قلبي مع اقتراب عيد الحب في الرابع من نوفمبر من كل عام، خلال هذه الفترة كانت في مصر ثلاث صحف قومية، وبداية ظهور ثلاثة صحف حزبية، إضافة إلي ثلاث مجلات ∩ حواء وروز اليوسف والإذاعة والتليفزيون ∩ تملأ البيوت المصرية، وكانت مجلة العربي الكويتية الشهرية الجامعة بموضوعاتها الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والعلمية والأدبية المتنوعة تحتل مكانها في بيوت المثقفين ومحبي القراءة والمعرفة، وكانت دار أخبار اليوم بإصداراتها وخاصة أخبار اليوم الأسبوعية والأخبار اليومية في أوج مجدها الدائم، وكانت حُلما لكل من يريد العمل في الصحافة، بدأت خطواتي الأولي في بلاطها في الثالث من نوفمبر عام 1983، وسط كوكبة من أشهر نجوم الصحافة المصرية وعلي رأسهم رائد الصحافة المصرية والعربية مصطفي أمين، وأفخر دائماً أنني واحدة من آخر جيل تربي علي يد عمالقة الصحافة المصرية، وهم كُثَر، وسيأتي الحديث عنهم في يوميات أخري، وأعود إلي شهر نوفمبر الذي يحمل معه ذكريات التحاقي بدار أخبار اليوم، وذكريات الإحتفال بعيد الحب الذي كان يشاركنا فيه باقة من نجوم الفن وأهل الصحافة، وتعود فكرة هذا اليوم إلي يناير عام 1974 حينما خرج مصطفي أمين من السجن وتصادف وقتها مرور نعش لأحد الرجال بمنطقة السيدة زينب وكان يسير وراءه ثلاثة رجال فقط، فاندهش مصطفي أمين من هذه الوحشة التي لا تناسب علاقات أهل الحي المشهور بالترابط والتآخي، وعندما سأل عن المتوفي عرف أنه رجل عجوز بلغ من العمر السبعين لكنه لم يكن يحب أحدا فلم يحبه أحد، فجاءته فكرة دعوة الناس ليوم عيد الحب المصري، يراجع فيه كل إنسان حساباته مع نفسه، ومع كل من حوله، وأعلن أن 4 نوفمبر هو يوم الحب المصري، لقد رأي الراحل القدير أنه إذا كان العالم يحتفل بعيد الحب أو عيد العشاق ∩ الفلانتاين داي ∩ في 14 فبراير، فلماذا لا تحتفل به مصر بصورة أشمل وأعَم، الحب بمعناه القوي، العلاقات الأسرية، الترابط والتآخي، وأن تمتلئ قلوبنا بالحب والمحبة لكل من حولنا وليكن لنا في هذا اليوم التذكرة لناس افتقدناهم أو نسيناهم في زحمة الحياة ومشاغلها، فليتصل كل منَا بعزيز لم يره منذ سنوات أو صديق افتقده، ليطرق باب الجار ويسأل عنه، ليجلس فيه رب الأسرة مع زوجته وأبنائه بعيداً عن مشاهدة التلفاز أو استخدام الإلكترونيات والكمبيوتر ووسائل التواصل الحديدية الصامتة، ولنعيد دفء الحياة الأسرية التي افتقدناها ولو لساعات قليلة، وكل عام وأنتم علي حب وبكل الحب، ورحمة الله علي كاتبنا الكبير مصطفي أمين الذي امتلأ قلبه بالحب وزاد ليفيض به علي من حوله.
زجاجة مياه تكشف الفساد
الأربعاء :‬
كنت أبحث في أوراقي الصحفية القديمة، وجدت تحقيقا منشورا قبيل ثورة الخامس والعشرين بعدة أعوام، بعنوان ∩ زجاجة مياه تكشف حجم الفساد في المجمعات الاستهلاكية ∩.. ضحكت كثيراً، كم كانت سذاجتي يوم أجريت هذا التحقيق الصحفي.. البداية كانت حين شعرت بالعطش الشديد في أحد أيام شهر أغسطس وأنا أقود سيارتي وتوقفت أمام أحد فروع المجمعات الاستهلاكية بمنطقة الدقي بالجيزة لأبتاع زجاجة مياه مثلجة، ولم أكن ابتعت شيئا من هذا الفرع من قبل، ووجدتها فرصة لأشتري بعض المواد التموينية التي أحتاجها، ولكن استوقفني عند الحساب أن أسعار السلع تقل بمقدار من نصف الجنيه إلي الجنيه في كل سلعة عما أبتاعه من احتياجاتي في الفرع القريب من منزلي، فسألت مدير الفرع عن ما إذا كانت الأسعار انخفضت..! فنفي مؤكداً أن هذه الأسعار معمول بها منذ فترة طويلة، وفي طريق عودتي للمنزل ذهبت للفرع الذي أبتاع منه دائماً وأنا أكتم غيظي، فشاهدت طابورا من الرجال والنساء البسطاء في انتظار شراء احتياجاتهم من المواد التموينية، وتساءلت بداخلي، ما ذنبهم في شراء السلع بأكثر من ثمنها، هُم لا يعلمون السعر الحقيقي، خاصة وأنني بحسبة بسيطة وجدت أن الفارق اليومي ضخم يصل لبضعة آلاف يومياً.. فأين يذهب..؟! سألت مدير الفرع.. فقال لي إن هذه هي الأسعار لدينا..! قلت له..∪ ألهذا دائماً ماكنة الحساب لديكم معطلة ولا تعمل ∩، وأكدت له أن هذه الأسعار ليست حقيقية. عرضت هذا في الاجتماع الصباحي بالجريدة وتم تكليفي بإجراء تحقيق صحفي عن هذا الأمر.. كانت البداية بالبحث عن رقم هاتف قسم الشكاوي بالمجمعات الاستهلاكية، وأخفيت شخصيتي واسمي وتحادثت مع مسئول تلقي الشكاوي كمواطنة مصرية فاهتم بشكواي وسألني عن مكان الفرع وطلب مني أن أقابله هناك لأبتاع بعضاً من المواد تموينية، ذهبت ومعي إحدي صديقاتي لتحتل مكاني لأن مدير الفرع يعرفني جيداً بعد أن تشاجرت معه، تقابلنا مع المسئول الذي أعطي صديقتي مائة جنيه بعد أن احتفظ بالأرقام المكتوبة عليها لتبتاع بها أنواعا متعددة من السلع الغذائية، ووقفنا في مكان قريب من الفرع، وحين جاءت ذهب بنا المسئول إلي مدير الفرع وحرر له محضر غش وفساد، وتابعت الموقف بعد ذلك إلي أن تمت إقالة مدير الفرع والتحقيق معه، في هذه اللحظة كشفت عن شخصيتي ومهنتي الصحفية للمسئول وكنت فخورة به وبنزاهته في أداء مهام وظيفته، وكتبت التحقيق وتم نشره وفرحتي الشديدة أنني كشفت عن إحدي وقائع الفساد، ولكن كان من نتائجه السيئة أن مدير الفرع الذي تم التحقيق معه في هذه الواقعة لم تتم إقالته من إدارة الفروع بل تم نقله لفرع آخر ليستكمل مهامه في الجباية والفساد وجمع المال الحرام، ليس هذا فقط بل تم تجنيب المسئول النزيه، الذي قام بواجبه تجاه شكوي مواطنة مصرية، وحرمانه من الترقية والامتيازات الشهرية..! هذه الواقعة كانت مثل الشمس التي أنارت لي الطريق لأكتشف حجم الفساد في جهات أخري كثيرة بمفاصل الدولة.. كيف وصلنا إلي هذا الأمر.. ولماذا..؟ بعد ثورة يناير قل مؤشر الفساد العالمي والترتيب الذي كانت تحتله مصر في مقدمة الدول انتشارا للفساد، تراجع هذا المؤشر شيئاً فشيئاً حتي تقدمت مصر بمقدار 38 نقطة عالميًا في مكافحة الفساد في يناير الماضي 2016، فقد أوضح مؤشر مدركات الفساد لعام 2015 أن الانتصار في معركة مكافحته يتطلب تكاتف الناس وتوحيد جهودهم، وأن عدد الدول التي أحرزت تقدما علي المؤشر فاق التي تراجعت رغم أن الفساد لايزال متفشياً علي الصعيد العالمي، وأكد المؤشر أن ثلثي الدول البالغ عددها 168 في 2015 سجلت ما دون 50 نقطة، وذلك علي مقياس يتراوح من صفر (مستوي عال من الفساد المدرك) إلي 100 درجة نظيف من الفساد المدرك، وأشار إلي تحسن تصنيف مصر التي سجلت تراجعا طفيفا في التقييم، وسجلت 36 نقطة مقابل 37 لعام 2014، وتحسن ترتيب مصر علي المؤشر وقفزت إلي المركز 88 علي مستوي العالم خلال العام الماضي، مقابل المركز 94 في 2014، كما تراجع تصنيف الدول العربية التي تعاني من صراعات مسلحة داخلية مثل سوريا واليمن وليبيا والعراق والصومال التي احتلت المركز الأخير علي مستوي العالم مسجلة 8 نقاط فقط، وأشار المؤشر أنه في بلدان مثل جواتيمالا وسريلانكا وغانا بذل النشطاء جهوداً جماعية وفردية حثيثة للإطاحة بالفاسدين موجهين رسالة قوية من شأنها تشجيع الآخرين علي اتخاذ إجراءات حاسمة في عام 2016، وهنا أُؤكد علي ما قاله خوسيه أوجاز، رئيس منظمة الشفافية الدولية ∩إن الفساد يمكن التغلب عليه بالعمل المشترك وعلي المواطنين إبلاغ حكوماتهم بأن الكيل قد طفح وذلك لحملها علي القضاء علي إساءة استخدام السلطة والرشوة ولتسليط الضوء علي الصفقات السرية ∩ أي أن الفساد وإن قلت نسبته قليلاً لايزال آفة منتشرة في شتي أنحاء العالم، ويحتاج منا الإستمرار في محاربته والتصدي له، ولنعمل جميعاً من أجل ∩ نزع القناع عن الفاسدين ∩ وهي عنوان الحملة التي طالب بها خوسيه أُوجاز في يناير الماضي، ويثيرني أن يخلط البعض بين الفساد ونظام الحكم، وهنا أقتنص مقولة الخبير الحقوقي د.عادل عامر ∩ ليس هناك علاقة مباشرة بين نظام الحكم والفساد، فالفساد موجود في دول أنظمتها ديكتاتورية كما هو موجود في دول أنظمتها ديمقراطية، إلا أن الأنظمة غير الديمقراطية تعد حاضنة صالحة للفساد أكثر من الأنظمة الديمقراطية من الناحية النظرية، لأن الأخيرة، أي الأنظمة الديمقراطية، تكون في ظلها السلطات متوازية ومستقلة، وتوفر انتخابات حرة ونزيهة وتداول سلمي للسلطة وحرية تعبير وصحافة حرة وقضاء مستقل محايد عادل وكُفء لذا تكون ممارسة الفساد عملية صعبة أو خطرة ذات نتائج غير مضمونة ∩.
يا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً
الخميس :‬
حين تابعت مؤتمر الشباب الأول الذي انعقد بشرم الشيخ تذكرت بيتاً للشاعر المخضرم أبي العتاهية حين قال ∩ فيَا لَيتَ الشّبابَ يَعُودُ يَوْماً.. فأُخبرَهُ بمَا فَعَلَ المَشيبُ ∩، فمن عاش شبابه خلال العهود السابقة سيعلم الفرق بين الفترة التي نعيشها الآن والفترات السابقة وقت أن كانت الأفواه مكممة والأصوات المعارضة تأخذ طريقها إلي السجون، لذلك أُرثي كل من عارض هذا الحدث التاريخي الأهم في تاريخ مصر منذ ثورتي 25 يناير و30 يونيو، فليخجل المعارضون وليتواروا قليلا وليتركوا شبابنا الرائع ليجد طريقه للمستقبل، ولا أعلم سبباً لمقولة أحد النشطاء المعارضين للمؤتمر حين قال إن من أهم أهداف المؤتمر هو محاولة احتواء المعارضة وقد نجحوا في هذا بشكل كبير ∩ وهل في هذا عيب أيها الناشط..!، فالفخر كل الفخر لرئيس دولة يحاول احتواء المعارضة والإستماع لها، هذا لم يكن يحدث من قبل، خاصة لو كانت هذه الأصوات لشباب سيستلمون الراية ويحملون المستقبل علي أكتافهم، وقال ناشط آخر ∩ إن ما شاهدناه ليس بمؤتمر بل هو أقرب إلي مهرجان للشو الإعلامي ∩ ويقول ثالث ∩ إن توصيات في مجملها إنشائية تتوافق مع اتجاه الدولة ∩، والله العظيم إحنا احترنا في أمثال هذه الأصوات، نقول الثور يقولوا احلبوه..! ∩ ماهي المشكلة أن يتم التحاور مع الشباب وتقريب وجهات النظر للصالح العام، أليس هذا كان المطلب العام والدائم طوال السنوات والعهود السابقة، هل رأينا من قبل رئيساً لمصر يجلس طوال ثلاثة أيام هي مدة المؤتمر يتنقل بين ورش الشباب، يتحاور معهم، يستمع لهم مؤيدا ومعارضا، يجيب عن كل الأسئلة ويرد علي كل الشكوك بحوار جاد ورحابة صدر غير معهودة، إن لشباب مصر بكافة انتماءاتهم طاقات وقدرات خلاقة غير محدودة، كانوا في حاجة لمن يُحفزهم ويوحدهم ويفجر طاقاتهم، فقد حان وقت الانطلاق للعمل يا شباب مصر، لتضعوا انتماءاتكم جانباً ولتتحدوا وتوحدوا صفوفكم في وجه الهجمة السياسية والاقتصادية الشرسة ضد مصر.
خلاصة ‬الكلام:‬
إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَاةَ.. فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَدَر.. وَلا بُدَّ لِلَّيْلِ أنْ يَنْجَلِي.. وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَنْكَسِر..
أبو القاسم الشابي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.