يقال دائما في عالم كرة القدم إن الشوط الأول للاعبين والشوط الثاني هو شوط المدربين من الجائز ان تكون هذه القاعدة صحيحة ولكن لكل قاعدة شواذ، مباراة المنتخب امام غانا لا تقبل المغامرة من المنتخبين ويطمع كلاهما في حصد النقاط الثلاث كاملة. في الوقت الذي سيكون لاعبو المنتخبين فيه علي أرضية الملعب لاثبات جدارة احدهما علي الآخر سيكون هناك صراع ثنائي أكثر شراسة ودهاء علي دكة البدلاء بين هيكتور كوبر وأفرام جرانت مدربي مصر وغانا وجها لوجه في محاولة معرفة »من أين تؤكل الكتف؟». خاض الأرجنتيني كوبر مع المنتخب الوطني 16 مباراة، فاز في 11، وتعادل في 2، بينما خسر في ثلاثة لقاءات فقط، أحرز الفريق خلالهما 30 هدفًا، واستقبل مرماه 8 أهداف. بينما الاسرائيلي جرانت خاض 26 مباراة مع المنتخب الغاني، فاز في 12، وتعادل في 8، وخسر في 6 مواجهات، أحرز البلاك ستارز خلالها 37 هدفًا، وتلقي 21. بدأ الارجنتيني كوبر مسيرته التدريبية مع فريق هوراكان الارجنتيني عام 1993 ومنه تولي تدريب فريق لانوس لمدة موسمين بعدها انتقل للقارة العجوز عام 97 لتدريب ريال مايوركا الإسباني ثم تولي قيادة فالنسيا قبل ان ينتقل للدوري الإيطالي لتدريب انترميلان ومنه عاد لمايوركا الإسباني مرة أخري ثم ريال بيتيس ليعود من جديد لايطاليا لقيادة بارما.. بعدها بدأ كوبر في تدريب المنتخبات لاول مرة في مسيرته مع جورجيا عاد بعدها لتدريب عدة فرق لأريس سالونيكا اليوناني وراسينج ستاندرد الإسباني وأورد سبور التركي قبل أن يتجه للمنطقة العربية لتدريب الوصل الإماراتي، تعاقد الارجنتيني بعدها مع المنتخب الوطني.. أما جرانت فقد بدأ مشواره مع فريق الشباب في نادي بتاح تكفا الاسرائيلي، ثم تولي قيادة الفريق الأول بنفس النادي ومنه انتقل لقيادة فريق مكابي تل أبيب ثم عاد له مجدداً بعد تجربة قصيرة مع هابوئيل حيفا. ثم تولي قيادة المنتخب الاسرائيلي وبعدها حدثت له النقلة الكبيرة حين قام بتدريب نادي تشيلسي الانجليزي وانتقل بعدها إلي بورتسموث وويست هام، وخاض تجربة مع بارتيزان بلجراد الصربي، ثم تولي مهمة المدير الرياضي مع تيرو ساسانا التايلاندي ليعود مرة أخري للقيادة الفنية ولكن في القارة الأفريقية هذه المرة حين استعان به الاتحاد الغاني خلفا لكويسي ابياه لتولي تدريب البلاك ستارز. يدخل المدربان المباراة وهما يمتلكان كتيبة مدججة بالنجوم واصحاب الخبرات والمهارات في كل مراكز الملعب وستكون المعركة طويلة بينهما طوال ال90 دقيقة.. فكوبر امام فرصة تاريخية لتصدر المجموعة منفردا ووضع قدما في التأهل لكأس العالم وجرانت امام تحد صعب وخطير لتعويض خسارة نقطتين ثمينتين في لقاء الجولة الأولي عقب تعادله مع أوغندا في كوماسي ويسعي كل من المدربين لاثبات تفوقه علي الآخر والهروب من لقب »التعيس».. حيث من الممكن أن نطلق علي هذا اللقاء » قمة التعساء » فالطريف ان الشيء الرابط بين المدربين انهما يمتلكان سلسلة كبيرة من الإخفاقات الدراماتيكية وسوء الحظ في مسيراتهم الكروية. فمنذ اليوم الأول الذي تم ذكر اسم كوبر علي مائدة اتحاد الكرة السابق للتعاقد معه لتدريب المنتخب ابدي الكثير تخوفهم منه وعدم إيمانهم بقدراته علي قيادة الفراعنة وذلك بسبب ارتباط اسمه دائما بسوء الحظ وذلك بعدما خسر نهائي دوري أبطال أوروبا مع فالنسيا في عام 2000 و2001 ومن قبلهما نهائي الاتحاد الأوروبي مع مايوركا. وسيقابل كوبر في لقاء غانا قرينه في التعاسة والهزائم المأساوية فأفرام جرانت لا يقل شيئا عن كوبر فلقد خسردوري ابطال اوروبا ايضا مع تشيلسي في عام 2008 كما فشل في انقاذ ناديي بورتسموث وويستهام الانجليزيين من دوامة الهبوط وهبط بهما إلي الشامبيون شيب. وفي رحلة سريعة داخل عقول المدربين سنجد أن كوبر منذ لحظته الأولي مع المنتخب وهو يعتمد علي تشكيل شبه ثابت وخطة في مجملها تميل إلي غلق مساحات الملعب والتأمين الدفاعي واللعب علي المرتدات وسرعات صلاح، وبالرغم من الاداء الذي يقدمه المنتخب الذي يشوبه بعض العشوائية الا ان الارجنتيني ناجح علي أرض الواقع وحقق المطلوب منه.. اما جرانت فهو يلعب باسلوب لا يختلف كثيرا عن كوبر فيعتمد علي الزيادة العددية في وسط الملعب وتقارب الخطوط الثلاثة مع بعضها والاعتماد بشكل كبير علي المهاجم المخضرم اسامواه جيان بإرسال الكرات الطولية والعرضية له في الثلث الهجومي وهذه الاستراتيجية لعب بها الاسرائيلي في مباراته الأخيرة امام اوغندا وهي ما منحت الفريق الاوغندي الافضلية في الشوط الأول حتي تدارك جرانت اخطاءه وتنازل عن انكماش لاعبيه بوسط الملعب للسيطرة من جديد علي مجريات اللعب. ويثير جرانت التساؤلات والتخوف بين الجماهير الغانية وشنت عليه هجوما شرسا عقب التعادل الأخير وتعتبر مباراة مصر هي الفرصة الأخيرة له مع البلاك ستارز. ومن جانبهما تحدث الاثنان عن فرصهما واحلامهما حيث قال كوبر انه درس المنتخب الغاني جيدا وشاهد لقاءات كثيرة له لمعرفة نقاط القوة والضعف وأوضح للاعبيه كيفية السيطرة علي مجريات المباراة ومن ثم تحقيق الفوز.. مؤكدا علي ان المنتخب المصري قادر علي هزيمة غانا وأن لقاء كوماسي الذي انهي احلام المصريين في التأهل إلي مونديال 2014 مجرد استثناء من استثناءات كرة القدم التي لا تحدث كل يوم وانها ليست مقياسا كما أن الامور تغيرت كثيرا في قوام المنتخبين حاليا. وقال انه متفائل بقدرة لاعبي المنتخب علي تحقيق طموح مشجعي الكرة المصرية واضاف قائلا »لا شيء مضمون بكرة القدم لكننا سنبذل اقصي طاقة لدينا لتحقيق هدفنا.. مضيفا أن تصريحات الجانب الغاني وافرام جرانت لا تشغله ولا يضعها في باله وانه يركز علي حصد الثلاث نقاط فقط والتأهل لكأس العالم. اما افرام جرانت فأكد علي أن الروح هي التي ستقود منتخبه لتحقيق نتيجة جيدة.. مشددا علي أن الانتصار علي الفراعنة في عقر دارهم ليس مستحيلا وكل شيء ممكن حدوثه في كرة القدم. وبشأن الغيابات التي تضرب لاعبي المنتخب الغاني اوضح أن هذا السبب دفعه لاختيار تشكيلة كبيرة من اللاعبين وهي ما ستمنحه افضلية في التفكير في اساليب وطرق لعب مختلفة مما سيكون له دور في مفاجأة ومباغتة الفراعنة.