لم تدخل المدرسة ولا تعرف القراءة والكتابة من الأساس وتبصم بدلا من التوقيع باسمها,لم تسمح لها أسرتها بالذهاب إلي المدرسة وعملت بالحقل لتساعد والدها في الزراعة ولكن رغم ذلك نجحت ابنة مدينة بني سويف الحاجة فائقة عبد القادر او كما يلقبونها »ام طارق»,في أن تصبح فنانة وأن تكون خريجة كلية الفنانين بالفطرة,فأبدعت في نحت الطين,وتفوقت في الرسم علي الزجاج والسيراميك, كما رسمت لوحات زيتية فائقة الجمال, لتصبح وبحق أشهر فنانة فطرية في مصر. وكما تحكي لنا الحاجة فائقة فقد معها ضيق ذات اليد من الذهاب إلي المدرسة وتقول:كنت اذهب إلي الحقل لمساعدة والدي الا ان ذلك لم يمنعني من ممارسة موهبتي, فكنت أستغل عدم وجود والدي في الحقل أو خلوده إلي النوم في ظل شجرة لأقوم بصنع تماثيل وأشكال مختلفة من الطين سواء للأشخاص أو الطيور ,كما كنت أقوم بنحت جدتي وعماتي وخالاتي بالطين وهن في البيت يقمن بأعمال البيت,وكانت جدتي سعيدة بموهبتي وكانت دائما ماتشجعني علي ممارسة هذا الفن. ولم تتوقف »أم طارق» عن الابداع الفطري بعد الزواج,فقد كان نصيبها أن يؤمن من ارتبطت به بموهبتها ويشجّعها عليها, وتقول:رغم انشغالي بالبيت والأولاد فقد منحني كثيراً من الوقت لإظهار موهبتي, وتشير إلي انها عندما كبرت قررت تنمية موهبتها بشكل علمي والاستفادة من الفنانين, فقامت بعرض إبداعها علي قصر ثقافة بني سويف فاهتم المسؤولون وبدأوا في مساندتها واقاموا لها معرضا لأعمالها بقاعة القصر,لافتة إلي انها أثناء تواجدها بقصر ثقافة بني سويف, رأت لأول مرة أطفالا وشبابا يستخدمون الرسم بالزيت, فأمسكت الفرشاة, وأحبت العمل بهذا الفن, وطلبت من المسؤولين بالقصر إشراكها في ورشة عمل لفن الرسم بالزيت ورسمت العديد من اللوحات الفطرية الفنية الجميلة ليكون هذا بمثابة المفجر لطاقاتها الإبداعية الفنية, وحصلت علي جوائز عديدة في هذا الفن,ولا زالت الحاجة فائقة تشارك في معارض ثقافية وفنية في مختلف المحافظات منذ عام 2000 وحتي الآن, حصلت فيها علي العديد من الجوائز والشهادات التقديرية.