الأم الروحية لفناني بني سويف الحاجة "رايقة" الفنانة الشاملة والتي لم تحصل على الشهادة الابتدائية بعد رغم بلوغها الخامسة والستين من عمرها, بل لم تلتحق بمدرسة منذ ولادتها. لم تكن تحلم هذه السيدة الفلاحة الصعيدية البسيطة رايقة عبدالقادر عبدالعليم والتي ولدت بقرية منقريش مركز بني سويف عام 1946 والتي حرمت من التعليم, ولم تذهب يومًا واحدًا إلى المدرسة واتجهت للعمل بالحقل لمساعدة والدها المسن وكانت تصنع في أوقات فراغها خلسة مع والدها أشكالاً متنوعة من طين الأرض في شكل عرائس وحيوانات برية وآليفة وطيور وتماثيل, وكانت تصنع تلك الأشياء ثم تخفيها عن والدها بالزراعات لكي لا يعاقبها علي اللعب بالطين!. لم تكن تحلم هذه السيدة غير المؤهلة وغير الحاصلة على الابتدائية أن تأخذها تلك التماثيل الطينية إلى القاهرة ليصبح لها معرض باسمها في دار الأوبرا المصرية . حصلت رايقة علي العديد من الجوائز وشهادات التقدير من جميع محافظي بني سويف منذ عهد المهندس سعيد النجار حتي الآن , كما حصلت علي جائزة الأم المثالية علي مستوي الجمهورية من دار الأسلحة والذخيرة وسافرت للعمرة عام 1999 كما حصلت علي المركز الثاني علي مستوي الجمهورية من الهيئة العامة لقصور الثقافة في فن الرسم أعوام 2003/2005 , كما نالت شهادة تقدير من جمعية الكتاب والشعراء العرب (c.w.d.a)عام 2004 كما حصلت علي جائزة الألفية لفنون الشعب في مجال التصوير بالقصر عام 2008 ومن كلية الهندسة جامعة القاهرة عام 2011 . وتمنت الحاجة "رايقة" أن تلتقي وزير الثقافة الجديد الدكتور شاكر عبدالحميد , خاصة أنه فنان معروف ليتعرف منها عن قرب على احتياجات الفنانين في بني سويف. والحاجة "رايقة" تري ان الطيور المنزلية التي تربيها فوق أسطح منزلها بمثابة المفجر لطاقاتها الابداعية والفنية والشعرية, وتعتبر الحاجة رايقة أن الصحافة بوجه خاص والإعلام بوجه عام هو الذي ينبش علي حد تعبيرها في قبور الحياة ليخرج البشر المدفونين بالحياة ولديهم القدرة علي الابداع . كما تُجيد الحاجة رايقة تأليف الزجل والشعر ارتجاليا دون تحضير والقت الشعر في العديد من الأمسيات الشعرية في قصور الثقافة والجامعات المصرية , آخرها التكريم الذي نالته من مركز تطوير الدراسات العليا والبحوث بكلية الهندسة جامعة القاهرة مشروع الطرق المؤدية إلي التعليم العالي وذلك لاسهاماتها باعمال متعددة في ديوان (الطرق.. ابداعنا) في يوليو من العام الماضي 2011 , كما شاركت بأعمال فنية ومعارض بقصر ثقافة بني سويف ومؤتمر التلقائيون وابداعاتهم بالهيئة العامة لقصور الثقافة . وفي عام 2002 اقامت لها وزارة الثقافة اول معرض لها باسمها بدار الأوبرا المصرية باعتبار انها فنانة بالفطرة ، وآخر بالأوبرا العام التالي تحت عنوان "الفنون الفطرية والحرف البيئية" ، ومعرض الفنون الفطرية بالفيوم ، وأصدقاء الفن الفطري بالجيزة ، وجمعية الحكمة للفنون والتكتنولوجيا، ومعرض التلقائيون وابداعاتهم الفنية بالإسماعيلية , ومعرض آخر بقاعة الإبداع بالمهندسين ، كما شاركت في معرض فناني الصعيد التلقائيين ضمن مهرجان جني البلح بالوادي الجديد ، كذلك مشاركتها في العديد من المعارض والمؤتمرات الشعرية بجامعات بني سويفوالقاهرة والفيوم.