اللون الأحمر يكسو الشوارع المصرية، عرائس وألعاب تملأ النوافذ الزجاجية للمحلات، والزهور بجميع أنواعها تتراص في أزهي صورة لها أمام محلات الورود، ويأتي كل ذلك استعدادا للاحتفال بيوم الحب المصري اليوم 4 نوفمبر، فهو يوم تتجدد فيه المشاعر الطيبة، يتسع للجميع ولا يقتصر علي الحب بمعناه المباشر بين الرجل والمرأة بشكله المتعارف عليه، لكنه يعني أيضا حب الأصدقاء والآباء وأبنائهم وكل الناس، وهكذا ظهر عندما أضاء شمعته أستاذ الصحفيين المصريين ومؤسس مدرسة صحافة أخبار اليوم الراحل مصطفي أمين، عندما صادف جنازة لسيدة لا يسير وراءها إلا ثلاثة رجال وعلم أنها لرجل عجوز لم يحبه أحد، فدعا إلي هذا اليوم. جولتنا بين المحلات في القاهرة والجيزة كشفت تقاليع جديدة للتعبير عن الحب بين المحبين والهدايا التي يتبادلونها في عيد الحب، وبدلا من الهدية التقليدية وهي »الدبدوب الأحمر»، ظهر »شمبانزي الحب»، الذي يتفاوت سعره من مكان إلي آخر ويدور حول مائتي جنيه للغوريلا، يبقي أن أهم ما خرجنا به من جولتنا أن »الحب» هزم الدولار، فلم يتأثر السوق كثيرا بارتفاع سعره مقابل الجنيه المصري، وهو ما انعكس علي أسعار بيزنس هدايا عيد الحب، فعلي الرغم من ارتفاع سعر الدولار ووجود أزمة خاصة في المنتجات المستوردة، إلا أن الإقبال علي شراء الهدايا كان كثيفا، وذلك بحسب ما أكده محمود السعدني، صاحب محل العاب شهير في الدقي، حيث قال: إن يوم عيد الحب »موسم» بالنسبة له، وأشار إلي أن هناك اقبالا كبيرا علي الدمي الحمراء والألعاب وشراء القلوب، ولا يقتصر ذلك علي الرجل والمرأة فقط، وتتسع الدائرة لتشمل الأصدقاء والآباء والأبناء ويقول: »الإقبال هذا العام أكبر من العام السابق رغم ارتفاع الأسعار إلي الضعف».. سألناه: هل حجزت إحدي معروضاتك لتقدمها هدية لزوجتك؟.. فرد مازحًا: »إحنا مش بتوع دباديب، ولم نعد صغارًا علي مثل تلك الألعاب». أما عبد اللطيف، وهو صاحب أحد محلات الألعاب الكبيرة في وسط البلد، فأوضح أن نوعية الدمي والألعاب تتجدد في كل عام، وتظهر »تقاليع» جديدة، فظهرت هذا العام »شمبانزي» ملون باللون الأسود، يصل طولها إلي طول طفل عمره 10 سنوات وتتميز بضخامة حجمها، وترتدي ملابس حمراء وكاب أحمر علي رأسها أيضًا، والسعر يتعدي ال 3000 جنيه، والأصغر حجما منه مباشره يصل إلي 1500 جنيه أو يزيد قليلًا، كما توجد ورود تتفتح وتنغلق إذا رويتها بالمياه وتظل هكذا مدة عشر سنوات دون أن تذبل، فهي مصنعة خصيصًا للمحبين وموجودة داخل صندوق زجاجي تختلف أحجامه وأسعاره تبدأ من 250 جنيه ويصل سعر بعضها ل 900 جنيه، كما توجد بعض الهدايا التي تناسب العصر مثل لعبة من الفراء علي شكل مواقع للتواصل الاجتماعي، أو لعبة علي شكل موقع »يوتيوب» و»فيس بوك»، أو كراسي وأثاث علي شكل قلوب حمراء. ونصل إلي الزهور الطبيعية التي يتحدث العشاق بلغتها، حيث يوضح عم سعدون، بائع في أحد محلات الزهور بمنطقة حدائق القبة، أن المقبلين علي الشراء ليسوا علي دراية بدلالات ومعاني الورود بألوانها وأنواعها لأن لكل زهرة معني مثلا التيوليب هي زهرة الحب، والأوركيد زهرة الجمال، ولكنهم يشترونها لمجرد الاحتفال أو إدخال البهجة والسرور علي أحبائهم، ويقبل الغالبية علي الزهور الملونة باللون الأحمر والأبيض في هذا اليوم بغض النظر عن نوعها، ويتفاوت السعرحسب النوع، فهناك وردة ب 2 جنيه وأخري ب 10 جنيهات، أما البوكيه فأقل سعر له يتكلف حوالي 150 جنيها.