علي أنغام الموسيقي الكورية الكلاسيكية، سار عارضو الأزياء بخطوات هادئة ورشيقة وهم يرتدون "الهانبوك" بينما تحاصرهم نظرات الإعجاب داخل أحد فنادق القاهرة. سبق الاحتفال ورشة عمل استمرت لمدة شهر تدرب خلالها باقة من المصممين المصريين من بينهم شيرين حسين، وشيم الجابي، وهديل محمود، وولاء سالم، وعلا مدحت، وعلياء ناجي، علي تصميم الأزياء الكورية التقليدية، والمزج بين الروح المصرية والكورية في الأزياء. "الهانبوك" هو الزي الرسمي لكوريا الجنوبية علي مر العصور، وتكمن فيه روح الكوريين، ويتكون من تنورة طويلة تسمي "الشيما" وقميص بأكمام طويلة يسمي "الجيوجوري"، والسروال يطلقون عليه "الباجي" ويرتديه الرجال. وتقول مصممة الأزياء الكورية "هام إن جونج"، إن الكوريين يعشقون اللون الأبيض لذا يقبلون علي ارتداء ملابس ناصعة البياض، وتختلف الألوان حسب الطبقة الاجتماعية والوظيفة، وتتنوع الأقمشة وفقا للعادات والمناسبات الاجتماعية والحفلات، ويعتبر الحرير هو القماش الرئيسي المستخدم في صنع الهانبوك ويمكن صنعه من أقمشة أخري مثل الساتان والكتان. وتضيف، إن الهدف من هذا العرض هو تعريف الشعب المصري بملابس الكوريين وإظهار أوجه الشبه بين الثقافة المصرية والكورية. وتوضح أنها استخدمت في هذه المجموعة الألوان الأساسية كالأحمر والأسود والأزرق والأصفر وأضافت عليها الموف والروز. وتشرح جونج أنواع الهانبوك، فأولها يسمي "سيجيه تشيما" وهو قطعة تشبه العباءة المفتوحة وترتديه فتيات طبقة النبلاء لتتخفي وذلك في منتصف عهد مملكة تشوسون. أما "الهانبوك الحديث" فهو مصمم ليتناسب مع شكل وإيقاع الحياة الحديثة في كوريا مع احتفاظه بخواص الهانبوك التقليدي. و"هانبوك الزفاف" الذي يرتديه العروسان عند التقاط الصور، وتم تحديثه ليمزج بين الهانبوك التقليدي بجماله ورونقه وفستان الزفاف الحديث. وأما ال "دوروماجي" فهو عبارة عن عباءة ترتديها الفتيات والشباب فوق الملابس عند الخروج. و"الهانبوك الملكي" الذي يرتديه الملك في المناسبات ويختلف طبقا لنوعية المناسبة سواء جنازة أو زفاف أو غيرها. ويقول "بارك جاي يانج" مدير المركز الثقافي الكوري بالقاهرة إنه قد مر عامان علي افتتاح المركز بمصر، واحتفالا بهذه المناسبة سينظم المركز عدة فعاليات ثقافية أهمها "قصة الهانبوك علي ضفاف النيل" الذي يعرض الزي التقليدي الكوري الذي يُعدُّ من أساسيات الحياة للإنسان بجانب المأكل والمسكن. ويتمني أن تساهم هذه الفعاليات الثقافية في تقوية العلاقات بين الشعبين المصري والكوري وتعريف الشعب المصري بالثقافة الكورية والعكس.