قال قرويون، إن مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي أجبروا نساء وأطفالا وشيوخا علي السير برفقتهم لأيام كدروع بشرية، للتغطية على تراجعهم إلى الموصل، وفصلوا الصبية والرجال في سن القتال في الطريق، وأخذوهم لمصير مجهول. وتحدثت "رويترز" لامرأة ورجل مسن، داخل المدينة التي تخضع لسيطرة داعش الإرهابي، كانا من بين عائلات، أجبرت على مغادرة قريتي صفية واللزاكة، على بعد نحو 30 كيلومتر و50 كيلومتر إلى الجنوب. وأضافا عبر الهاتف، من إحدى المناطق القليلة التي لا تزال تحظى بتغطية لإرسال الهواتف المحمولة على أطراف المدينة، أن داعش الإرهابي أفرجت عن الأطفال والمسنين عندما وصلوا إلى الموصل يوم الثلاثاء، وقيل لهم أن يقطنوا مع أقاربهم. وقال ريان، وهو أحد سكان الموصل، إنه رأى العائلات لدى وصولها للمدينة، وأضاف "شاهدنا بعض العائلات عندما وصلت أطراف المدينة الأطفال والنساء كانوا حفاة، وقد أدميت أقدام بعضهم بسبب المشي، كأنما كانوا خارجين من تحت الأنقاض متربين ومنهكين تماما حفاة جميعا... بكينا عندما شاهدناهم". ولم تتمكن رويترز من التحقق بشكل مستقل من رواية القرويين، لكن ما قالوه يتسق مع تقارير من القوات العراقية التي تقدمت في المنطقة، والتي قالت، إن مقاتلي الدولة الإسلامية كانوا يأخذون المدنيين معهم لدى انسحابهم نحو المدينة. والموصل هي أكبر مدينة سيطر عليها التنظيم على الإطلاق، وهي المعقل الأخير له في العراق. ويتوقع أن تكون المعركة البرية المستمرة الآن منذ 11 يوما الأكبر في العراق منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة في 2003. وداعش الإرهابي له سوابق في الاحتماء بالمدنيين، من خلال اتخاذهم رهائن في مدن أخرى دافع عنها مقاتلوها. وبالنسبة للرجال، انتهت الرحلة سيرا في حمام العليل، وهي مدينة على بعد نحو 15 كيلومتر جنوبي الموصل، حيث قال مسؤولون عراقيون، إن داعش قتلت أعضاء سابقين في الشرطة والجيش الذين عاشوا في مناطق تخضع لسيطرتها. وقال أقاربهم، إنهم لم يسمعوا أي شيء عن أخبارهم منذ ذلك الحين. وذكرت المرأة التي قالت، إن اسمها فاطمة "نادى عناصر داعش في الجوامع عبر مكبرات الصوت إلى سكان القرية... وأمرونا بالتجمع في المدرسة... وعزلوا الذكور من عمر 14 فما فوق غير العاجزين، وتركوا النساء والأطفال والرجال المسنين، وأمرونا بالسير على الأقدام والتوجه إلى الموصل". وأضافت "أحدهم كان يصرخ فينا: أسرعوا، سيأتيكم جيش الكفرة (الجيش العراقي) يقتلون أطفالكم ويغتصبون النساء... كما أبلغونا أن أي امرأة لديها هاتف جوال تحاول الاتصال به، سيتم إعدامها فورا." وقال أبوأحمد، وهو في أوائل الستينات من العمر، إن المتشددين لم يستخدموا السيارات أثناء تراجعهم خشية التعرض للقصف الجوي، وسار هو وبناته وأحفاده من اللزاكة وناموا ليلتين في العراء. وأخذ المتشددون أحد أبنائه. وقال "داعش أخذ أحد أبنائي، عندما جمعونا في القرية، وهو منتسب شرطة ولحد الآن (بعد مضي خمسة أيام) لم نعرف عنه شيئا، نخشى أن يكون قد تم إعدامه." ويعتقد أن هناك ما يصل إلى 1.5 مليون شخص لا يزالون محاصرين داخل الموصل، وتخشى الأممالمتحدة من وقوع كارثة إنسانية، وتوقعت أن ما يصل إلى مليون شخص قد يتركوا منازلهم، فيما سيبقى الآلاف معرضون لمخاطر جمة في يد المتشددين.