أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، عدم وجود استئثار بالسلطة في مصر، وقال إن نتائج تجربة البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة الذي تم طرحه منذ عام رائعة وبدأت تظهر الآن، وأضاف الرئيس أن مصر »بتتغير وهتتغير للأفضل إن شاء الله». جاء ذلك خلال مشاركة الرئيس في جلسة نموذج محاكاة الدولة المصرية في اليوم الثالث والأخير للمؤتمر الوطني الأول للشباب،وقال السيسي : »مفيش استئثار بالسلطة..وعايزين كلنا نبقي مع بعض ونتكلم، واللي بنشوفه دلوقتي أتمني أن نراه كل شهر..أنا قلت نعمل لقاء مع الشباب شهريا لأن التجربة رائعة ونتائجها جيدة جدا، وأعتقد أن كثير من المتابعين متفقين معايا في كده.. مصر بتتغير وهتتغير إن شاء الله للأفضل». وأضاف الرئيس أن تجارب الدول الأخري تعتمد علي التعليم المتطور القوي لفترة طويلة حتي يخرج جيل يقود الدولة، مشيرا إلي أن مصر ليس لديها رفاهية الوقت لتحقيق هذا الهدف. وأكد الرئيس أن الهدف من البرنامج الرئاسي فرز أفضل الكوادر ومنحها فرصة لمدة 9 أشهر، بعد أن تحصل علي جرعة مناسبة عن الدولة بمفهومها الذي من المفترض أن يعرفه المواطنون عنها. وأكد الرئيس حرصه علي وضع الآليات اللازمة لاختيار الشباب المتميزين ونجباء الأمة من وسط ال90 مليون مصري في كافة التخصصات وتأهيلهم والدفع بهم في مؤسسات الدولة، قائلا »لو نجحنا في اختيار هؤلاء في كافة مؤسسات الدولة سنكون قد اختصرنا الوقت». وكان طلاب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة قد قدموا نموذجا لمحاكاة الحكومة المصرية، بمشاركة وزارات الخارجية والداخلية والمالية والاستثمار والتعاون الدولي والصحة والثقافة ، استعرضوا خلاله المسار الاستراتيجي للتنمية الاقتصادية من خلال عدة خطوات من بينها دمج الاقتصاد غير الرسمي وتطوير التعليم الفني وتكثيف الاستثمارات المحلية المنافسة وإرساء قاعدة للتنمية واستخدام البحث العلمي للوصول إلي أقرب نقطة من الاكتفاء الذاتي. كما استعرضت حكومة المحاكاة مشروعات الطاقة المتجددة التي يمكن استخدامها كبديل لمصادر الطاقة التقليدية. كما تناولت حكومة المحاكاة عدة خطوات للإصلاحات الإدارية، فضلا عن تطوير التعليم من خلال عدة خطوات، بالإضافة إلي استعراض خطوات تطوير قطاعات التأمين الصحي والسياحة وتنمية الموارد الزراعية ، كما استعرضت حكومة المحاكاة تقريرا عن أداء وزارة الخارجية. وقد عقب سامح شكري وزير الخارجية علي تناول وزير خارجية حكومة المحاكاة للسياسة الخارجية للدولة ، ووصفه بأنه تناول عمل الخارجية المصرية بشكل مرتب ومنظم ويتفق مع سياسات مصر الخارجية. وأشار وزير الخارجية إلي أن الجزء الذي أغفله الوزير الشاب، هو الارتباط بين المسئولية الخارجية والمكون الداخلي، وأن الهدف الاستراتيجي للخارجية المصرية هو تحقيق الآمال الخاصة للمصري بالداخل. وقال شكري إن علي الشباب أن يأخذ في الاعتبار أن السياسة الخارجية متحركة ودائمة التعقيد والتغير. ومن جانبه عقب وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار قائلا إن مصر تتعرض لمخطط إرهابي ضخم جداً، وهذا المخطط يرتبط بمحاولات كبيرة لهز استقرار الدولة المصرية، واضاف أن هناك جهدًا يبذل وتضحيات تقدم لحماية الدولة، وأشار الي أن حجم المشاركة الشعبية والمساندة الجماهيرية في جهود الدولة بمكافحة الارهاب غير كافية، لأن هذه الجهود والامكانيات تكلف الدولة وميزانيتها أعباء مالية كبيرة ويجب أن تزيد المشاركة علي مستوي الاحزاب وكافة التكتلات الشبابية. وكشف الوزير عن تقديم وزارة الداخلية 850 شهيدًا من الشرطة و20 ألف مصاب منذ عام 2011 وحتي العام الحالي. ومن جانبه أعرب د. أحمد عماد الدين وزير الصحة عن إعجابه بما قدمه الشباب لنموذج محاكاة وزارة الصحة خلال الجلسة النقاشية لوضع رؤية الشباب حول كيفية تطوير أداء الحكومة. وقال وزير الصحة إن الوزارة تعمل علي إشراك الشباب في القيادة والإدارة، مشيرا إلي اتجاه وزارة الصحة لتقسيم التأمين الصحي لثلاث هيئات متمثلة التمويل والرقابة والجودة، للتأكد من جودة الخدمة المقدمة في التأمين الصحي. وشدد الوزير علي أن وزارة الصحة لها مردود اقتصادي، خاصة بعد تطوير السياحة العلاجية بمصر والتوغل في القارة الأفريقية لاستغلال التطور الطبي الموجود بمصر. ومن جانبه عقب وزير الثقافة حلمي النمنم علي نموذح المحاكاة قائلا إن »مصر بحاجة لثورة دينية، وإن الإسلام يحتاج لثورة دينية فقهية تساهم في تغيير الصورة السلبية الموجودة في العالم، والتعليم لن ينصلح إلا بارتباط حقيقي بالثقافة». وأضاف النمنم أن مصر بحاجة لتغيير النظرة للتعليم، ورد الاعتبار للتعليم الفني، وعدم ممارسة تفرقة طبقية بين كليات القاع وكليات القمة والمسببة في كارثة لطلاب الثانوية العامة وفي سوق العمل. وانتقد الوزير تجاهل حكومة نموذج محاكاة الدولة المصرية لدور البحث العلمي، وشدد علي أن مصر في حاجة الي البحث العلمي مع أزمة المياه وما تتطلبه من ضرورة البحث عن حلول أقل تكلفة لتحلية مياه البحر وإيجاد محاصيل ونباتات تروي بمياه البحر. وعقب وزير المالية عمرو الجارحي قائلا إن البيروقراطية تعطل الاستثمار بشكل كبير، لافتا الي أن المستثمرين قد لا يرغبون في مزايا مالية قدر ما يرغبون في إجراءات سهلة وسريعة لتنفيذ ما يرغبون من مشروعات، وأضاف وزير المالية أنه في ظل مراحل كثيرة سابقة كان هناك استخدام سييء للموارد وبشكل غير سليم، قائلًا »هذا الأمر يجب استغلاله والعمل عليه بأفضل شكل ممكن». أما وزيرة التعاون الدولي د. سحر نصر فأكدت علي أهمية الاصلاح الاقتصادي، من أجل مساعدة المواطن المصري لتحسين مستوي معيشته. وأكدت الوزيرة علي أن عنصر الوقت والموارد يحتاجان إلي ضرورة التحرك سريعا، حيث لا يمكن انتظار طفل لمدة عام من أجل أن يذهب لوحدة صحية، لذلك الحكومة تعمل بشكل سريع من أجل دعم الأسر الاكثر احتياجا، وإقامة مشروعات تنموية لهم سواء في الصحة أو الصرف الصحي أو الاسكان الاجتماعي. وقالت د. سحر نصر إن وزارة التعاون الدولي تعمل علي توفير التمويل اللازم لتنفيذ المشروعات القومية الكبري التي تساهم في تحقيق تنمية شاملة مستدامة وأشارت الي انه جار بحث إمكانية توفير تمويل ميسر بإجمالي 300 مليون دولار من البنك الأفريقي للتنمية، لتوفير مناطق سكنية صحية تتوافر فيها البنية الأساسية والظروف المعيشية الجيدة من صرف صحي ومياه نظيفة وسكن.