49 عاماً بين 21 أكتوبر (67 - 2016) يوم أغرقت قواتنا الحرية المدمرة الإسرائيلية إيلات بعد 106 أيام فقط من 5 يونيو 67 وبين المشاركة في احتفالات هذا العام بوصول أول حاملتي طائرات هليوكبتر في الشرق الأوسط (ميسترال) / والفرقاطة (فريم) ولنش الصواريخ (مولينيا) وتطور سلاحنا البحري إلي أسطولين (أسطول شمالي/ أسطول جنوبي) وعدد من الألوية البحرية الجديدة. كيف تم اختيار يوم عيد البحرية وماذا عن عمليات تأمين حدود مصر وعملية حق الشهيد ومقاومة التهريب والتسلل والهجرة غير الشرعية ومجالات التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال، وعن تواجد قواتنا البحرية في مضيق باب المندب وكيف نؤهل رجالنا لهذه المهمات وعن تشكيل أسطول بحري في الشمال وآخر في الجنوب، فكان لابد من معرفة إجابات الأسئلة من الفريق أسامة منير قائد القوات البحرية. في يوم 21 أكتوبر عام 1967 صدرت الأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة إلي قيادة القوات البحرية لتنفيذ هجمة علي أكبر الوحدات البحرية الإسرائيلية آنذاك (المدمرة إيلات) التي اخترقت مياهنا الإقليمية لفرض السيطرة علي مسرح العمليات البحري وعلي الفور غادر لنشا صواريخ ونجحا في إغراقها بالصواريخ البحرية سطح/ سطح لأول مرة في تاريخ بحريات العالم من وحدة بحرية صغيرة تدمر وحدات كبيرة من المدمرات والفرقاطات فتغير الفكر الاستراتيجي العالمي وتم اختيار 21 أكتوبر عيداً للقوات البحرية لأنه تم تنفيذها بعد 3 أشهر من حرب 1967 في عمل بطولي رفع الروح المعنوية للقوات المسلحة وأعاد الثقة للشعب فإغراق المدمرة إيلات من أهم التطورات في مجال الحرب البحرية الحديثة خلال النصف الأخير من القرن العشرين فهي أول مرة في التاريخ لاستخدام الصواريخ سطح/ سطح ونتج عن نجاح هذه الصواريخ تغييراً شاملاً لمفاهيم التكتيك البحري في العالم بأسره. القوات البحرية كأحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة وبالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية منوطة بتنفيذ العديد من المهام لتأمين الجبهة الداخلية وحماية ركائز الأمن القومي علي كافة الاتجاهات الاستراتيجية للدولة.. وتنوعت المهام المكلفة بها القوات البحرية من تأمين كافة موانئ جمهورية مصر العربية بإجمالي عدد (22) ميناء وعلي مدار (24) ساعة، المحافظة علي إنتظام حركة الملاحة البحرية وتأمين المياه الإقليمية والاقتصادية، ومنع أي اختراقات لسواحلنا ومنع تهريب الأسلحة والمخدرات ومكافحة عمليات الهجرة غير الشرعية، وكذا تأمين خطوط مواصلاتنا بالإضافة إلي تأمين حركة ملاحة السفن التجارية بالمجري الملاحي لقناة السويس في الاتجاهين الشمالي والجنوبي وتأمين المنشآت الحيوية من الساحل ومن منصات وحقول البترول والغاز بالبحر. تمارس قواتنا البحرية العديد من المهام لتأمين الحدود الساحلية والمياه الإقليمية الاقتصادية وتأمين الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة بالتعاون مع الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة والتشكيلات التعبوية وتؤمن مصادر الثروات القومية بأعالي البحار مثل حقول الغاز والبترول، مما يتطلب وجود قوة عسكرية قوية وامتلاك وحدات حديثة (حاملات المروحيات الميسترال/ الفرقاطة فريم/ الغواصات طراز 209/ القرويطات جويند) لها قدرة عالية للبقاء بالبحر لفترات طويلة والاتزان القتالي العالي فأصبحت قواتنا قادرة علي حماية الاستكشافات الجديدة في كل من البحرين المتوسط والأحمر. القوات البحرية تقوم بدور كبير في عملية (حق الشهيد) من عزل منطقة العمليات من البحر ومنع هروب الإرهابيين ومنع أي دعم يصل لهم من البحر وتأمين خط الحدود الدولية مع الاتجاه الشمالي الشرقي وتكثيف ممارسة حق الزيارة والتفتيش داخل المياه الإقليمية والمنطقة المجاورة ومعارضة أي عائمات أو سفينة مشتبه فيها وقيام الصاعقة البحرية بالعائمات الخفيفة بمداهمة الأوكار والمنشآت المشتبه فيها علي الساحل وتفتيشها بطول خط الساحل الشمالي لسيناء. الهجرة غير الشرعية ظاهرة حديثة علي المجتمع المصري زادت خلال الفترة الأخيرة فقامت القوات البحرية بالتعاون الكامل مع كافة الجهات المعنية وقوات حرس الحدود والمخابرات الحربية بتوجيه ضربات حاسمة للقائمين عليها وإلقاء القبض علي (16) بلنصاً وإحباط محاولة تهريب (2310) أفراد إلي أوروبا وخلال شهري (أغسطس وسبتمبر فقط) تم القبض علي (9) بلنصات وإحباط تهريب (1517) فردا كما تم القبض علي (60) فلوكة لتهريب (مخدرات- سلاح- بضائع غير خالصة الرسوم الجمركية) منها إحباط تهريب شحنة ضخمة من المخدرات علي مسافة (120) ميلاً بحرياً شمال شرق مدينة (براني) والقبض علي المهربين. مع تدهور الأوضاع الأمنية في منطقة الشرق الأوسط وتأثر الأمن القومي المصري والعربي بها سعت القيادة العامة للقوات المسلحة إلي تطوير إمكانيات القوات البحرية بالتعاقد علي أحدث النظم القتالية والفنية ومن حاملتي المروحيات طراز (ميسترال) والمدمرة الحديثة طراز (فريم) ولنش الصواريخ الروسي طراز (مولينيا)، مما يمثل نقلة نوعية للقوات البحرية الذي جعلها من أكبر البحريات بالبحر المتوسط. تتعرض منطقتنا العربية والشرق الأوسط للعديد من التحديات وأدركت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة أهمية التعاون والعمل المشترك مع الدول الشقيقة والصديقة