الدنيا مقلوبة في قناة (الحياة) بعد إبداء عدد من الكتاب والمثقفين استياءهم واستنكارهم الشديد، لما قدمه التنويه (البرومو)عن برنامج المذيعة رغداء شلهوب(فحص شامل) ويستضيف الفنان المعتزل محسن محيي الدين، بطل أفلام يوسف شاهين..حيث يركز(البرومو)علي سؤال المذيعة لضيفها، حول شذوذ يوسف شاهين؟!... سقطة بالغة، ومستوي من الإثارة الرخيصة لجذب المشاهد، وحصد الإعلانات بالخوض في سيرة »يوسف شاهين» الخاصة، دون احترام لاسمه وتاريخه ومسيرته الفنية ومكانته السينمائية المصرية والعالمية، ودون احترام حتي لحرمة موته وغيابه!...المؤكد أن قناة (الحياة) ستوقف البرومو(ربما تم إيقافه بالفعل) وسترفع السؤال المسيء عن البرنامج، ربما تقدم القناة أيضا اعتذارا(أو يجب أن تقدم اعتذارا)...لكن تظل الواقعة كاشفة بوضوح عن تردي الإعلام الخاص وفضائيات رجال الأعمال، سقوطها المتواصل دون ضوابط ولا معايير، ودون محاسبة أيضا...منهج إعلامي سائد في كل الفضائيات، لجذب المشاهد والإعلانات بكل الطرق..يحدث ذلك بوضوح في برامج (التوك شو)حيث تتعالي الأصوات والشتائم والتشابك بالأيدي ورفع الأحذية أيضا.. شلهوب وفريقها يستخدم نفس المنهج والأسلوب، بدعوي الجرأة والحرية..وثمة فارق بالتأكيد بين الحرية في تناول الموضوعات وطرح الأسئلة، وبين الانفلات والفوضي والإثارة..منهج (كل شئ مباح) ليس حرية، لكن هو الفوضي والانحلال..(كل شئ مباح) يعني عدم وجود معيار وعدم وجود قيمة..لا حرية إلا في عالم يعرف فيه ما هو ممكن وما هوغير ممكن في نفس الوقت..وبدون قانون، وبدون معيار وبدون ضوابط، لا وجود للإعلام، ولا وجود للحرية أبدا..