الأزهر ليس مجرد جامع أو جامعة للصلاة وتلقي العلم، ولكنه منظومة علمية وروحية وأخلاقية وتربوية متكاملة تري فيها العلماء الربانيون الحقيقيون الذين وهبوا حياتهم لطلاب العلم الذين وفدوا من كل قارات الدنيا لينهلوا من عطاء الازهر الممتد ليشع نوره في الدنيا يعلم البشرية دين الله الحق وأخلاق نبيه الذي جاء رحمة للعالمين ليتمم مكارم الأخلاق وليعلم الناس المودة والتراحم والسلام. وفي إطار جهود الازهر لمقاومة الفكر المتطرف وبيان سماحة الإسلام تتجمع نخبة من علماء الأزهر في الملتقي الشهري الدائم لطلاب مدينة البعوث الإسلامية، حيث يلتقي الجميع في مسجد المدينة ليجيبوا علي تساؤلات الطلاب في تواضع، فها هو الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر يتحدث عن المنهج الأزهري الأشعري ولماذا اختاره الأزهر منهجا لأبنائه، ثم يتناول الدكتور أحمد معبد عبد الكريم عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف الإشكاليات التي طرحها الطلاب في الحديث الشريف كحكم إطلاق اللحية وارتداء النقاب وخلافه، فيما يجيب الدكتور محمد عبد الصمد مهنا عضو المكتب الفني لشيخ الأزهر والمشرف العام علي الرواق الأزهري علي سؤال رؤية النبي صلي الله عليه وسلم يقظة ومناما وعن حقيقة ذلك وواقعيته، ويتناول الدكتور عبدالفتاح عبدالغني العواري عميد كلية أصول الدين بالقاهرة الفتوحات المكية والآيات المرتبطة بذلك؛ وحكم من ينزلون النصوص علي غير منازلها فتكون سببا في تكفير المجتمع، أما الدكتور سعدالدين كامل عميد كلية الدراسات الإسلامية للبنات بالمنصورة فيفيض بعلمه في تناول المسائل البلاغية التي بها إشكاليات لدي الطلاب. يدير اللقاء الدكتور عبدالمنعم فؤاد عميد كلية الدراسات الإسلامية للوافدين بالقاهرة مثريا الحديث بتعليقاته التي توضح ما قد يصعب فهمه او ما يظن أن الطلاب قد لا يدركونه، ويبقي المعني في النهاية عندما يقبل الطلاب يد أساتذتهم في محبة وتقدير اعترافا بفضلهم.