نريد ان يقم الشعب هدية للفنانة العظيمة زينب صدقي، كما نريد أن يعرف العالم أن هذا الشعب لا يمكن أن يتنكر لفنانيه الخالدين، وأن يشعر كل الفنانين أن هذه الملايين التي تصفق لهم وتُطرب، قادرة على أن ترد لهم في أيام المحنة جزءاً من السعادة التي أخذتها. إن في مصر مدير فرقة واحداً، ولكن فيها أيضا ملايين من المؤمنين بحق الفنانين. إن أخبار اليوم تدعوك أن تدفع جنيه ثمن تذكرة "لرواية لم تحضرها" كي تمنع حكم بالإعدام أصده رجل لايعرف وهو يمسك بقلمه أنه يمسك خنجراً ويغمده في صدر ممثلة من أعظم ممثلات مصر، ويوقع قراراً بحرمانها من المعاش الشهري الذي كانت تتقاضاه "23 جنيها". إذا كنت لا تملك الجنيه لعلك تملك قرشاً واحداً، أشتر به ورقة بوستة، واكتب خطاباً إلى وزير الإرشاد تشرح رأيك في هذا التصرف الذي لا يليق. زينب صدقي لن تموت جوعاً. فقد تبنى العملاق والصحفي الكبير مصطفى أمين حملة لتأمين حياة الفنانة زينب صدقي التي أسعدت الجماهير ثلاثين عاماً، والتي كانت فتاة أحلام شباب هذا العهد في العشرينات والثلاثينات، حيث كان ساعي البريد يحمل إليها عشرات الخطابات من المعجبين الذين يتمنون الزواج منها. وبعد أن انطفأت أنوار المسرح، وانسحبت النجمة الكبيرة من تحت الأضواء، ومن بين زحام المعجبين والأصدقاء والمنافقين، تعاني الوحدة والمرض. انهالت الجنيهات وعشرات القروش على أخبار اليوم، في خلال 48 ساعة لشراء تذكرة من التذاكر في رواية لن يحضروها، وقام العملاق بدفع مبلغ 2340 جنيها حصيلة الدعوة والحملة التي تبناها، ودفعها كقسط وحيد مقابل دفع معاش شهري قدره 23 جنيه للسيدة زينب صدقي لمدة 10 سنوات. أخبار اليوم 19/10/1959.