بعد تعدد التقارير الصحفية الصادمة التي حذرت من خطورة الإهمال الذي يضرب معظم الآثار الموجودة بصحراء المماليك ومن بين هذه التقارير ما نشرته الأخبار المسائي في عددها الصادر يوم 6 ديسمبر الماضي بعنوان "الأوقاف" تخلت عنها والآثار تركتها فى قبضة سكان المقابر .. مساجد .. قباب .. شواهد أثرية .. وكنوز مدفونة بين المقابر" والتى رصدت خلاله صور تضرر مقابر الإباحية والتونسي وصحراء المماليك من الإهمال الذي حول حرم جامع ابن برقوق لجراج للسيارات ومشهد إخوة يوسف لإسطبل للحمير وانهيار سقف مدفن الأغا الحنفي وتهالك السبيل وغيرها من صور الإهمال العديدة التي شهدتها مقابر المماليك فى الفترة الماضية. فقد قام د. خالد العناني وزير الآثار صباح اليوم بزيارة تفقدية للاطمئنان بنفسه على جبانة صحراء المماليك بحي منشأة ناصر، وذلك برفقة كلا من اللواء محمد نور رئيس الحي ومحمد عبد العزيز مدير عام القاهرة التاريخية والسعيد حلمي رئيس قطاع الآثار الإسلامية بالوزارة. وأوضح السعيد حلمي أن الهدف من الزيارة هو متابعة آخر تطورات أعمال الترميم والدراسة في مجموعة السلطان قايتباي والوقوف علي المشكلات التي تعانيها تلك المنطقة الأثرية الهامة على أرض الواقع لحلها. وأضاف حلمي أن الجولة التفقدية التي تمت أمس بالمنطقة تضمنت زيارة مجموعة السلطان قايتباي والتي تتكون من مقعد وحوض وربع بالإضافة إلي قبة أبناء السلطان قايتباي المعروفة مجازا باسم قبة الكلشمي، كما شملت أيضاً جامع السلطان قرقماس والسلطان اينال الأشرفي وجامع برقوق. وأشار محمد عبد العزيز مدير عام القاهرة التاريخية إلى أن الوزارة تعمل منذ فترة على تطوير المنطقة كاملة وإحياءها عمرانيا وحضاريا على غرار منطقة الجمالية. وأضاف عبد العزيز أن مشروع تطوير منطقة صحراء المماليك يتطلب بشكل رئيسي النهوض بمستوي قاطني المنطقة وإدماجهم في النسيج العمراني حتى يكونوا قادرين على حماية آثارها، الأمر الذي يحتاج إلي مزيد من الجهد والعمل ورفع مستوي الوعي الأثري لدي أهالي المنطقة ومد يد العون للوزارة لاستكمال مشروعها. وأفاد عبد العزيز أن وزير الآثار وجه تعليماته بأنه بمجرد الانتهاء من أعمال ترميم مقعد السلطان قايتباي والتي تتم بالتعاون مع الجانب البولندي نهاية العام الجاري سيتم استغلاله لإقامة الندوات و الأنشطة الثقافية و التي من شأنها تعمل علي زيادة الوعي الأثري لدي سكان المنطقة، وذلك علي غرار ما تم في حوض السلطان قايتباي بعد الانتهاء من أعمال الترميم و افتتاحه في عام 2014 حيث تم إعادة توظيفه كمعرض دائم للحرف التراثية لأهالي المنطقة.