لم يكن اطلاق قذائف الاشاعة زمان بالأمر الهين حيث كانت تجد صعوبة بالغة في الانتشار تحتم عليها المواجهة حتي يستطيع مطلق قذيفة الاشاعة بالقرب من الهدف الذي قد يكون استعد جيدا بسترة النجاة، فتعود قذيفة الاشاعة أدراجها لتعاود المحاولة عدة مرات تفقدها الهدف منها. اما الآن فقد دخلت الاشاعة البيت قبل ان يدخله صاحبه فنحن في عصر السرعة التي دهست الاخضر واليابس فاقتحم علينا طعم مواقع »التناصل الاجتماعي» بيوتنا فاكلناه وقدم لنا الكذب فتجرعناه ومن أول جرعة من الكذب أدمناه واصبحنا لا نطيق الجلوس دون مشاهدة وسماع الكذب فلعب بعقولنا ثم خرج ليوسع دائرته وينسج خيوطه بعد أن أفهمنا ان العالم أصبح قرية صغيرة نحن أحد أزقتها التي ليست في حاجة الي تواصل، فالبيوت مفتوحة علي بعضها والشبابيك تطل من فوقها والشرفة هي المكان المحبب للتواصل. أما الآن فقد تحول »التواصل» الي تناصل ففرق بيننا واصابنا بالغرور واصبحت الالفاظ الخارجة هي لغة التخاطب وخط سيرنا موثق بالصور والفيديو وأسرارنا علي المكشوف، واتسعت دائرة الاشاعات وتوغلت فرفعت الأسعار بطريقة شيطانية وكان السوق بريئا وأخفي السلعة بطريقة المارد واثارت الاشعات الفتن حتي اصبحت بين الدول فاوقعت دولا في بعضها ولولا رجاحة عقل البعض لتم تنفيذ خريطة التقسيم. بدأنا بمازينجر وجاء تويتر ودخل علينا الواتس محملا بالفيس والشات.. الرحمة من شر الشائعات.