الاحتفال بيوم عاشوراء كان مميزا في حلايب وشلاتين،حيث تم نحر الذبائح وسط مراعي الإبل بعد تجميعها لجلب الخير خاصة الأمطار ودرء الشر من الأمراض، وتتعارف قبائل المنطقة علي تسمية شهر محرم ب »بالبداوييت» حسب اللغة البجاوية،وكما يقول علي دورا باحث بيئي من أبناء حلايب: الذبح يكون غالبا من الضأن ويتم بعده غمس الأيادي في دمائها ثم طبعها علي خمسة مواضع في ظهور ورقاب الإبل من الجمال، وتكون عادة علي جهة اليمين وهي، الرقبة، وفخذ الرجل الأمامي واثنين علي أسفل السنام وعلي فخذ الرجل الخلفي. أما بالنسبة للحم الذبيحة،فيشير علي إلي أنه يتم طهوها وإعداد حلة كبيرة علي هيئة فتة مع خبز ال»قبوريت » الذي تتميز به المنطقة،ويتم اعداده علي شكل عجينة دقيق مع قليل من الملح ثم يتم إعداد نار كبيرة من الأخشاب يتم تركها حتي يتحول معظمها إلي رماد ساخن،لتوضع العجينة وتغطي بالكامل في ذلك الرماد الساخن، وتترك فترة طويلة حتي تنضج. ويوضح أن هناك جزءا من لحم الذبيحة يتم تجهيزه لإعداد ما يعرف ب » السلات » وهو اللحم المشوي ويتم إعداده بجلب حجارة البازلت السوداء وتنظيفها بالدهن أو الشحم ووضعها علي النار حتي تمتص الحرارة،ثم توضع فوقها أجزاء الذبيحة، ويتم منح أطيب جزء منها ويسمونه »القدب » عند البشايرة أو » البرك» عند إخواننا العبابدة، وهو الجانب الأيسر من ضلوع الشاة، للضيوف من غير أبناء القبيلة. ويشير علي إلي أنه بعد تناول الغداء يتم إقامة سباق للهجن إيماناً واعتقاداً منهم بأن أرجل الأبل تجلب الخير للأرض التي تطأها ويقول : عندما يري أحد الأبل وهي قادمة من بعيد يلوح لها ويقول :» كرامة مبروكة » حتي لو لم تكن هذه الإبل ملكا لهم