العيد في حلايب وشلاتين له طقوس خاصة ومتميزة يتم احترامها بصرامة، تبدأ أولي مراسمه مع نسمات الفجر وساعات الصباح الأولي، حيث يتوافد المئات من أبناء قبائل »العبابدة» و»البشارية» إلي ساحات المدينتين وتكون هناك عادات وتقاليد التي تسكن تلك المدن وقراها في عيد الفطر، وهم يكبرون تكبيرات العيد، ثم يؤدون الصلاة، علي الأرض الرملية، وتقتصر علي الرجال والأطفال من الذكور، وتتم دون ميكروفونات، وبمجرد انتهائها يقومون بتبادل التهاني بالعيد وهم يقولون: »وأيد هوي شبوبنا» وتعني »عيد سعيد» بلهجة ولغة قبائل »البجا» والتي ينتمي إليهم قبائل البشارية. وكما يقول محمد زين شيخ من مشايخ العبابدة فان معظم المحلات تكون مغلقة لأن أغلب التجار من محافظات صعيد مصر ويسافرون إلي بلادهم لقضاء العيد مع عائلاتهم، ويسير إلي أن العيد يقتصر علي الأسرة والزيارات العائلية وتناول مشروب الجبنة في المساء وهي عبارة عن قهوة بالزنجبيل، فيما يوضح طاهر محمد سدو من مشايخ أبو رماد أن كل القادرين من أبناء حلايب وشلاتين يقومون بذبح الأضحية سواء جمالا أو خرافا أو ماعزا ويتجمع أهالي القري أو الوديان الجبلية ويتناولون الطعام معا، وتقوم كل أسرة بطهي طعامها، ثم تتجمع النساء في مكان والرجال في مكان آخر ويتناولون وجبة الغذاء التي تحتوي علي كل ما لذ وطاب من وجبات اللحوم من الأكلات المعروفة لأهالي حلايب وشلاتين وخاصة »السلات»، حيث يتم اختيار الخروف أو ذكر الماعز وذبحه وتقطيعه ثم يوضع لحمه علي أحجار الجرانيت والصوان والبازلت للطهي ثم توضع طبقة أخري من الأخشاب وقطع الفحم المشتعلة، وتتم عملية الطهي في وقت يتراوح ما بين 40 دقيقة وساعة وبعدها تكون جاهزة. ويشير »سدو» إلي أن النساء تحرص علي عمل خبز »الباجوري» علي الساج وهو الخبز الرسمي للمنطقة وهي عبارة عن دقيق وماء ويعجن ثم توقد نار علي الأرض لتسخن الأرض ثم يطب بالعجينة علي خشبة صلبة ويتم إظهار الوقود من الأرض السخنة ويوضع الفحم الموجود علي الجانب الآخر علي العجينة لمدة ثوان حتي لا تحترق العجينة ثم تدفن العجينة بالأرض السخنة مع وضع بعض الوقود المفحم عليها ونصبر لمدة حوالي نصف ساعة ويتم إخراجها مرة ثانية من الوقود ومن الأرض السخنة وتقليبها علي الجانب الثاني ودفنها في الأرض السخنة وتركها لمدة ربع ساعة ثم إخراجها علي منديل نظيف أو قطعة قماش ليتم أكله طازجا.