الاعتماد على "الجابوري" بيتزا العبابدة.. وطحن اللحم بعد تجفيفه شهرًا.. و30 فنجان قهوة نصيب الفرد في السهرة.. ووضع الدش على الأكواخ يتميز سكان الصحراء الشرقية في مثلث الجنوب بشلاتين وأبو رماد وحلايب، بالمزج بين الحياة المدنية العصرية والحياة البدائية الفطرية البسيطة في الوديان، وبين تناقض يعطي للحياة، فتجد الدش على منزل حديث، وبجواره كوخ من الخشب له طعم آخر ومختلف، وبرغم من التطور الذي وصل إليهم إلا أنهم مازالوا محتفظين بعاداتهم وتقاليدهم. شهر رمضان هناك له مذاقه الخاص، حيث يختلف تمامًا عن أي منطقة أو مدينة أخرى وتقاليدهم خاصة في المناسبات الدينية فهم يستقبلون شهر رمضان بالفرحة والأغاني المتوارثة من الأجداد. "المصريون" التقت مع الشيخ محمد طاهر سدو، شيخ مشايخ حلايب أبو رماد وشلاتين والذي أكد أن أهالي الجنوب الذين في الوديان يعتمدون على النجوم والغروب والشروق في التأكيد من قدوم شهر رمضان ومواعيد السحور والإفطار، وهم على دراية كافية بهذه التوقيتات، فبمجرد إعلان الرؤية أو تعرفهم عليها بأنفسهم تبعًا لحسابات النجوم التي يجيدونها يقيمون جلسات الأفراح، حيث يجتمع شباب كل قبيلة ويقدم فنون الرقص الشهيرة بها وإنشاد الأغاني التراثية والدينية، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم و وأولياء الله الصالحين. وأضاف أن الإفطار يتم في جلسات على الأرض أمام المنازل، حيث تضم مشايخ القبائل وكبارها والشباب، أما السيدات فتتناولن إفطارهن في المنازل فهذا يحدث في اليوم الأول لكن باقي أيام الشهر الكريم تتناول كل أسرة طعام الإفطار في منزلها مثل أهالي المدن. وأكد أنه يوجد هناك (السلول) وهو عبارة عن لحم ناضج يتم تعليق شرائحه في إحدى الأشجار لمدة أكثر من 30 يومًا ثم يتم طحنها بعد ذلك لتضاف إلى الطعام عند طهيه وهو يعد مثل مرقة الدجاج في المدن. وأوضح الحسن عثمان، أحد شباب مدينة الشلاتين، أن "القبوريت" من الوجبات الشلاتينية التي تعد في شهر رمضان، وهو عبارة عن عجن الدقيق وتحفر حفرة في الأرض يوقد بها الحطب أو الفحم النباتي من شجر السيال حتى تهدأ النيران ثم يزال الجمر من الحفرة وتوضع العجينة بها على شكل قرص ثم يوضع الرمل الساخن فوق قرص العجينة ثم يوزع الفحم الساخن على الرمل وتترك 15 دقيقة ثم تقلب على الوجه الآخر، ويتكرر وضع الرمل والجمر بعدها تأتي بقطعة قماش نظيفة لإزالة التراب من على الخبز بعد نضجه ثم يؤكل باللبن أو السمن. وأشار إلى أن هناك نوعًا آخر من القبوريت الحجرية التي تنضج على الحجر بعد تسخينه بالحطب، حيث توضع مجموعة أحجار من حجر الجرانيت في الحفرة ويتم تسخينها ليوضع عليها قرص العجين ونوع آخر من الخبز يطلق عليه الكسرة وعجينته تشبه عجينة القطايف المصرية وتنضج على الدوكة "الصاج". فيما تتم تسوية اللحوم على الأحجار الساخنة بعد وضع شحم الذبيحة أسفلها حيث يتم تشفية اللحم وتحفر له حفرة في الأرض يشعل بها الحطب ثم تغطي النار بالحجارة حتى يسخن الحجر ثم يوضع على الحجر شحم الذبيحة ليوضع عليه اللحم المُشفى ويتم تقليبه حتى ينضج ثم يقطع إلى شرائح وهناك لحوم محفوظة يتم تحميرها ويطلق عليها "انغلت" حيث يتم تحميرها بشحم الذبيحة. وتابع محمد زين شيخ مشايخ الشلاتين أن خبز الجابوري هو الخبز الرسمي للمنطقة ويكاد بيتزا سكان المنطقة، ويتم تحضيره من الدقيق والماء، حيث تتم عملية العجن وتقطيع العجين لقطع صغيرة يتم فردها لتتشكل على هيئة فطيرة ثم تدفن العجينة بحفرة مليئة بالأخشاب الموقدة لمدة ربع ساعة ثم يتم تقليب الفطيرة على الناحية الثانية بعد استواء الناحية الأخرى ثم نخرجها ونأتي بمنديل نظيف أو قماش وننظفها ويتم تقديمها ساخنة ومن الممكن تناولها مع العصيدة. وأكد أبو شيماء البشاري، أحد شباب قبيلة البشارية بالشلاتين، أن هناك وجبة "السلات" عبارة عن لحم الضأن التي يتم طهيها عن طريق وضعها على أحجار البازلت بعد وضعها فى وسط الأخشاب والأعشاب المشتعلة بالنيران ويتم تقليبها لمدة ساعة ووضع البهرات المختلفة عليها وسميت "سلات" لأن حجر البازلت يعمل على سلت الدهون من اللحوم، وتشبه عملية السلات فى طهيها حد كبير طريقة طهي الكباب، وتجد أمام كل منزل موقد لإعداد السلات، ويبدأ الطهي قبيل المغرب بساعتين. فيما أوضح على دورا، باحث بمحميات جبل علبة، أن الجبن مشروب عربي شهير، يتم تجهيزه من خلال عملية التحميص اليدوى للبن الأخضر، عن طريق قليه داخل إناء مصنوع من الفخار، حتى يتحول لون البن الأحمر إلى بني غامق، وتستغرق عملية التحميص 3 دقائق، وأثناءها يضاف إلى البن قليل من حبات القرنفل أو الحبهان أو الزنجبيل حسب النكهة التى يطلبها الضيف. وأضاف دورا أن بعد تجهيز تلك الخلطة يضاف إليها القليل من السكر ثم يقدم المشروب داخل فناجين صغيرة مصنوعة من الخزف الصيني الملون. وتابع طاهر العمدة، أحد شباب حلايب، أنه تقام دورات رمضانية لكرة القدم، والمسابقات الدينية، بالإضافة إلى جلسات السمر مع الأهل والجيران وأبناء القبيلة، حيث لا تطفأً نار موقد "الجبنة" كلما فرغ امتلأ من جديد إلى أن تنتهي السهرة. وأوضح أن الفرد الواحد يتناول من الجبن أكثر من 40 فنجاناً، وإذا كان هناك ضيف فلا يترك أي بواقي للقهوة داخل الفنجان، لأن ذلك يعتبر إهانة للمضيف، ولا بد أن يشرب أكثر من 3 فناجين، وإذا لم يقم بهز الفنجان عقب الفراغ من الشراب فهذه عبارة على أنه يريد الأكثر من الجبن، وإذا كان هناك ضيف لا قبول في وجوده لا نقدم له هذا المشروب تعبيرًا عن عدم الرضا عنه. كما يقومون بالرقصات التراثية "الروسيب" أو السيف والدرك حيث يمسك كل لاعب سيفًا ودرعًا مصنوعًا من الجلد ويبدأ القتال والمبارزة. شاهد الصور..