منذ عدة أيام صوت الكونجرس الأمريكي - الحاكم الفعلي للولايات المتحدة - لاستخدام وتطبيق قانون »جاستا»، وهو اختصار لعدة كلمات بالانجليزية تعني »قانون العدالة ضد رعاة الإرهاب»، ويمنح هذا القانون المتضررين من العمليات الإرهابية مقاضاة أي دولة تدعم عمليات إرهابية وطلب تعويضات أمام المحاكم الأمريكية المحلية..وُضع ذاك القانون علي طريقة قانون »ساكسونيا» الألماني، إلا أن تطبيقه الفعلي سيقلب السحر علي الساحر، وبدخوله حيز التنفيذ سيضر واشنطن أكثر من أي بلد آخر حول العالم..فلم ينس العالم حتي الآن ما تورطت فيه أمريكا علي مدار العقود الماضية، من أحداث هيروشيما ونجازاكي في اليابان التي راح ضحيتها 152034 قتيلا، ومليون ونصف المليون قتيل في الفلبين، و250 ألف قتيل في باكستان وأفغانستان، و4 ملايين في فيتنام، و850 ألف قتيل خلال غزو العراق، و800 ألف قتيل في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ناهيك عن مجازر أخري ارتكبتها..تلك الأحداث وغيرها تسمح للدول بإقرار قوانين محلية مماثلة ل »جاستا» داخل تلك الدول ومقاضاة أمريكا وطلب تعويضات بتريليونات الدولارات. لم يتضمن القانون الأمريكي اسم دول بعينها، ولكن فور إقراره تداولت عدة وسائل إعلام أن من حق المتضررين من أحداث 11 سبتمبر مقاضاة السعودية لعلاقتها بتلك الأحداث - وفقا للمنظور الأمريكي-، وروجت لطلب تعويضات وتجميد أموال بواشنطن بمليارات الدولارات..وكان رد الفعل السعودي هادئا من تلك الهوجة، وبالتأكيد عمل خلف الكواليس بذكاء معهود لضمان حقوقه. علي مر العصور وقفت مصر وستقف دائما بجوار المملكة في كافة الأمور المصيرية كهذا، وما يحدث بينهما حول سوريا أو اليمن مجرد اختلاف في وجهات النظر وليس خلافا، وسينتهي خلال الأيام القليلة القادمة..فما بين مصر والسعودية كثير، لا يدركه كله إلا قادتهما، ولم ولن يتخلي أي منهما عن الآخر مهما حدث ولو كره المغرضون..وتكسير العظام »الإعلامي» بينهما الآن، مجرد حالة تتكرر كل فترة لا ترقي أبداً إلي قطيعة.