بعد اقرار قانون جاستا الاستهبالي منذ بضعة أيام توالت الدعاوي القضائية من أسر ضحايا الحادي عشر من سبتمبر علي السعودية أولها قامت أرملة إحدي الضحايا زعمت فيها أن السعودية وفرت دعماً ماديا لتنظيم القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن. مطالبة بدفع تعويض مالي غير محدد عن مصرع زوجها الضابط أثناء الهجمات علي مقر البنتاجون وللضرر العاطفي والاجتماعي الذي أصاب الأرملة.. فماذا يعني ذلك؟! يعني أن جميع أسر الضحايا ال3 آلاف والمصابين ال6 آلاف تقريبا في الأحداث التي ضربت برجي التجارة والبنتاجون في 11 سبتمبر فسيقومون برفع دعاوي مماثلة للمطالبة بحق الدم والعجز ليست علي السعودية وحدها والتي تتحمل العبء الأكبر حيث شارك حوالي 15 متهما. تابعين للقاعدة في الهجمات ب3 طائرات من أصل 19 متهما.. وإنما علي مصر أيضا حيث يوجد المتهم محمد عطا وعلي الامارات حيث يوجد اثنان وعلي لبنان حيث يحق وفق الجاستا لأهالي الضحايا رفع دعاوي تعويضية علي غرار أزمة طائرة لوكيربي التي أسقطها رجال القذافي ودفعت ليبيا حوالي 2 تريليون دولار كتعويضات. ولكن وفق قانون دولي معروف. وليس كحالتنا هذي التي نحن بصددها حيث تواصل واشنطن نهجها لنشر ولايتها القضائية علي العالم كنوع من البلطجة وعصابات الكاوبوي. وهذا القانون الذي اعتبرته غالبية دول العالم ضد القانون الدولي لأنه يخضع للقانون المحلي داخل الولاياتالامريكية ولا يجوز تطبيقه دوليا ولكنها أمريكا شيكابيكا التي تعاني جنون العظمة والتي سيكون القانون سببا في استعدائها واستهدافها اكثر وأكثر وفقدانها لأغلب الاصدقاء.. ولكن ما الهدف من استصدار هذا القانون؟ الهدف معروف كالشمس وهو تركيع السعودية ومصر بالذات لانهما الدولتان اللتان لم تعجبهما العجرفة الامريكية وسياستها الديموجوجية. فأرادت ماما أمريكا معاقبتهما علي طريقة البلطجي الذي يفرض قوانينه الشخصية علي الجيران بالعافية. وكانت البداية بمصر عقب تولي السيسي الرئاسة وازاحة الشعب للإخوان الذين أتي بهم الأمريكان لتنفيذ اجندة الشرق الأوسط الجديد. حيث اعتبرته واشنطن مغتصبا للسلطة ناسية انه جاء بإرادة شعبية جارفة. فراحت تكيل لمصر وتضايقها. ولما وجدت السعودية تقف بجوار جارتها وشقيقتها الكبري مصر هي والامارات.. أخرجت كارت الارهاب الجستاوي. وحسنا ما فعلته منظمة التعاون الاسلامي قبل أيام حيث أعربت عن انزعاجها الشديد واعتبرته يمثل خرقا لمبدأ قانوني أساسا ومستقر في العلاقات الدولية وفي القانون الدولي منذ قرون وهو مبدأ حصانة الدول ذات السيادة. وان القانون الاحادي يفتح الباب أمام فوضي واسعة وقد يطلق يد الدول في اصدار تشريعات مماثلة كرد فعل منتظر لحماية حقوقها. وهذا متوقع حيث سيقوم المتضررون في الدول التي تعرضت للبطش الامريكي برفع دعاوي مماثلة ضد واشنطن وبذلك ينقلب السحر علي الساحر وتكون أمريكا هي الخاسر الأكبر لكثرة خطاياها بدءا من الحرب العالمية الثانية حيث هيروشيما وناكازاكي وحتي جرائمها في سوريا مرورا بفيتنام وكمبوديا وافغانستان والعراق الذي دمرته. ناهيك عن مقاضاة بريطانيا العظمي علي جرائمها السابقة في حق الشعوب وتسببها في انهاكها اقتصاديا حتي الآن. وكذلك كل الدول الاستعمارية وما فعلته من جرائم مماثلة وهكذا.. مما سيحدث نوعا من الفوضي واحياء للأحقاد المدفونة والكراهية التي تولدت بفعل ظلم الدول القوية المستعمرة في حق الدول المتخلفة الضعيفة. وكنت أتمني ان تعقد الجامعة العربية اجتماعاً طارئا لبحث تداعيات الجاستا وكيفية التعامل مع هذا القانون. مع استمرار التشاور بين الدول المعنية بهذا القانون لأخذ موقف جماعي وصارم وسحب الاستثمارات وهي بالتريليونات حتي ولو وصل الأمر إلي سحب السفراء. ولتعلم أمريكا ان نجمها بدأ في الأفول ومنحني حضارتها بدأ في النزول والخلاصة.. ما فعلته أمريكا.. دبور وزن علي خراب عشه..! ** وأخيراً : * نجاح أو فشل واشنطن في تطبيق قانون جاستا قائم علي رد الفعل العربي. * القوة العربية المشتركة.. حان وقتها لمواجهة البلطجة الأمريكية. * الاحتياطي النقدي يقفز 3 مليارات دولار والأخضر يرتفع في السوق السوداء.. كيف؟ * خفض الدعم وتعويم الجنيه.. صاعقتان علي رأس الفقراء. * هل واشنطن وموسكو علي طريق المواجهة العسكرية؟.. أشك! * تبحث وزارة التموين عن 13 مليون مواطن يصرفون المقررات دون وجه حق.. بعد إيه؟ * وبالمناسبة ما الذي تم مع وزير سميراميس المقال؟!