العراك وهكذا كان العراك. جسدان يشتبكان، اثنان، كلاهما علي الأرض، لا مجال لإصلاح الجرح عينه لا مجال لاندماله، فالجرح واحد واحد يستحق الفهم ويدرك الفرق، جرح طويل كالنهر، يوحد هذين الجسدين جسدين مسجيين علي الأرض. ولا زالت بقايا الملح بيدي صاحبها (لوبي دي بيجا) يركض الرجل خلف كلبه، يركض ولا يلحق به، يركض مثل الكاميرا البطيئة، شيء مثل الركض إلي الخلف، ينادي كلبه يناديه وكأن اسم كلبه "الشفقة". من يرقب المشهد يتساءل: مما عساه الكلب يفر؟ أو ربما كان السؤال: تري مما يهرب الرجل؟ لماذا لا تتوقف خطوات الرجل؟ لماذا يزيد الحب هرولته؟ وأخيرا يتوقف علي الرصيف، لماذا لا يمسك بتلابيب الكلب يدور في محيط موته؟ العراك باللاتينية هو الشجار، يتشابك فيه جسدان، يعانق أحدهما الآخر، يحاول كل منهما أن يصرع الآخر علي الأرض. (الأكاديمية الملكية الإسبانية) أرعدت السماء كأن المياه ستزدرد المطر المنهمر في صحن العالم. وأمرأة تسير تحت المياه والمياه لا تطمسها، ولا تغرقها. أعجز عن الإدراك، كيف دونما مجهود بادٍ تحت هذه السموات الهاوية التشبث بالشك فيما نسميه بالكاد الوجود. ما عِلمته حواء من الشجرة، قالت وسكنت: لستُ سوي حيوان مجروح في أحشائه. م. تسفياتيفا. ما قالته مارينا: النزوع إلي الجحور، إفراز الفراغ، ونهم فجوة لا تشبع. الوحدة. الجدار حيث ستتوقف اللغات قاطبة. الكوكب 1 يتقطع الضوء في ثقوب المساء. تلك الصرخة وعجالتها وصخورها تتفتت باردة متشظية، فوق محيّا الأرض الأبله، نود سماع انفجاره وحسب، خبطاته الصماء في صياغة الأزمان. 2 لن نجد العزاء في نبتة الخشحاش، في الازدراء الشاحب، في رقصة كيكلاداس اليونانية حول مركز غامض. ويسقط علينا مثل الندي الشحيح ملح سُمه. نسينا كيف نغلق أعيننا. ونجهل كيف نغلق أعيننا أهو العفو أم الموت 3 بديعٌ هو قصر جورجونا، وما أفظع الرتابة والعقوبة الأكمل. يدس بيرسيوس منجله في ضلع كوكب كاسيوبيا، أو يتلألأ مثل عظمة اوريون، تتأرجح مثل صيده المستحيل. وهناك الجرح الغائر يشق السماء. 4 (الصبية وخيبة الأمل) أيتها الصغيرة لا تبك. مثقاب يخرق مشيمة العالم. ( يا نجمة النسر الطائر، يا نجمة النسر الناصع أنتما دماء الرب). لا تبك أيتها الصغيرة. الظل يولد من الظل يهدهدك. والقمر يصنع وجودك بصدره الناصع. 5 يشربون اليوم من بِركة دمي. ما أعجب سكون النجمات.