يكفي أداء »إسعاد يونس» الإعلامي، لغسل عار الفضائيات، وتردي مستوي الكثير من المذيعين والمذيعات، فما تقدمه من خلال برنامجها (صاحبة السعادة) درس ونموذج لكل إعلامي.. وعي وثقافة وبساطة وصدق وإحساس عميق بالمسئولية وبدور الإعلام كشريك في النهوض بهذا الوطن.. مجرد حلقتين من (صاحبة السعادة) حول الصناعات المصرية، هزتا مصر بأكملها، وأحدثتا تأثيرا فعليا في الوعي والاقتصاد أيضا.. نفدت بالفعل كل الكميات المطروحة في الأسواق من منتجات شركتي (قها) و(كورونا).. صحيح أن المنتجات تمتلك استحقاقها من حيث جودة المنتج، لكن الإعلام الذي حمل شعار (صنع بفخر في مصر) ساهم في تحريك السوق، وتحريك الحس الوطني لدي المواطن المصري.. واستعادت شركة (قها) التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية 4 خطوط لمنتجاتها، سبق توقفها طوال 20 عاما الماضية.. حيث أدت سياسة الخصخصة إلي تدمير الصناعة المصرية.. وبعد 10 سنوات ما بين القطاع الخاص والحراسة القضائية، ترك المستثمر شركة (قها) بمديونية 47 مليون جنيه، وتوقف العديد من خطوط الشركة الإنتاجية... د.هاني محمود رئيس شركة (قها) أكد سداد الديون كاملة، واستعادة الشركة خطوط إنتاجها الرئيسية من جديد... إسعاد يونس وفريق إعداد برنامج (صاحبة السعادة) في حلقة الصناعة المصرية، ألقوا الضوء علي صناعات مصرية عديدة (قها)، (كورونا)، (باتا).. لكن المنتج بالتأكيد يمتلك الجودة، والقدرة علي المنافسة.. وبالتأكيد أيضا أن المصريين لديهم الرغبة والحرص الشديد علي دعم الصناعة الوطنية.. الجميع حريص علي استعادة الروح، والمشاركة في البناء بصدق وإخلاص.. كل ما فعلته إسعاد يونس أنها نفخت في الروح، وأشعلت الذاكرة والنوستالجيا.. لم تستحدث شيئا، فالجمال قائم داخلنا، و(قها) لاتزال تنتج، و(كورونا) لاتزال هي حلوي الطفولة، والمصريون أكثر عزما علي استعادة شعارهم الجميل (صنع في مصر).