أثارت تومومي اينادا وزيرة الدفاع اليابانية التي لم يمض شهرين علي تعيينها الجدل أثناء زيارتها الاولي للولايات المتحدة حين اعلنت أن بلادها ستعزز نشاطها في بحر الصين الجنوبي »المتنازع عليه بين الصين وامريكا» من خلال دوريات تدريبية مشتركة مع واشنطن وتدريبات ثنائية ومتعددة الأطراف مع القوي البحرية الإقليمية. وأضافت إينادا أن زيادة تواجد اليابان في المنطقة التي تشارك فيها طوكيوواشنطن القلق بشأن مواصلة الصين المطالبة بفرض سيادتها علي المنطقة.. وقد انتقدت الصين، تصريحات اينادا فيما يخص قضية بحر الصين الجنوبي، مطالبة اليابان بعدم الوقوف في طريق التوافق بين دول المنطقة في هذا الشأن.. وتزامن تعيين اينادا مع إطلاق كوريا الشمالية، صاروخين جديدين سقط أحدهما قبالة سواحل اليابان، ما أثار غضب طوكيو وأدي إلي تفاقم أجواء التوتر القائم أصلًا بين بيونج يانج وكل من سيولوواشنطن.. وقالت وزيرة الدفاع اليابانية عقب لقائها وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر في مقر (البنتاجون)، إن بلادها »تدين بشدة تجارب كوريا الشمالية النووية والصاروخية»، مضيفةً أن »هذه التجارب تشكل تهديدات خطيرة لأمن البلاد».. وتسعي وزارة الدفاع اليابانية لرصد ميزانية ضخمة قيمتها 5.16 تريليون ين (51 مليار دولار) للسنة المالية 2017 مع تزايد التوترات في بحر الصين الشرقي وتطوير كوريا الشمالية لبرنامجها الصاروخي.. وجاءت زيارة اينادا لواشنطن في لحظة حاسمة فهي تحاول أن تحسن صورتها وتكون أكثر قبولا للعامة وكما يري كويتشي ناكانو أستاذ العلوم السياسية بجامعة صوفيا بطوكيو مشيرا إلي ان تعيين اينادا جاء في إطار جهود رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي لخلافته. وكانت صحيفة »وول ستريت جورنال» قد أشارت إلي أن اينادا -التي يطلق عليها سارة بالين اليابان- علي الرغم من أنها لم تقض في البرلمان إلا 11 عاما فقط، إلا أنها مرشحة لتصبح رئيسة وزراء اليابان، وهو المنصب الذي لم تشغله امرأة قط.. تومومي اينادا 57 عاما، محامية درست الحقوق في جامعة »واسيدا» وهي ثاني امرأة تتولي منصب وزيرة الدفاع في اليابان ويذكرأن اينادا قد دافعت عن العديد من الاجراءات التي اتخذتها اليابان أثناء الحرب العالمية الثانية وعملت إينادا كأكبر مسؤول عن السياسة بالحزب الحاكم، ومعروف عنها توجهها المحافظ، حيث تُشارك رئيس الوزراء هدفه نحو تعديل دستور البلاد السلمي، والذي تم اقراره بعد الحرب والذي يعتبره بعض المحافظين رمزا مهينا لهزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.. يذكر أنه في عام 2003 اقامت اينادا دعوي قضائية ضد صحيفتين بتهمة التشهير نيابة عن أسر ضابطين في الجيش الياباني قيل أنهما قامت بتنظيم مسابقة فيما بينهما لقتل 100 مواطن صيني باستخدام السيف، في مدينة نانجينج الصينية خلال الحرب العالمية الثانية.. كما اشتهرت إينادا بتصريحاتها النارية فاثارت غضب كوريا الجنوبية إلي حد أنها منعت إينادا وعددا آخر من المشرعين اليابانيين ذوي الآراء المحافظة من دخول أراضيها عام 2011.. وفي عام 2012 كتبت إينادا مقالا صحفيا جاءت فيه: »ليست هناك حاجة لاعتذار أو تعويض» للنساء اللواتي أخضعن لمهام الترفيه عن الجنود اليابانيين خلال الحرب العالمية الثانية، لأن المؤسسة العسكرية والحكومة اليابانية لم ترغم النسوة علي القيام بمثل هذه الأعمال. سميحة شتا