في تسريب غامض للبريد الإلكتروني لوزير الخارجية الأمريكي الأسبق كولن پاول، كشف النقاب عن تفاصيل جديدة تتعلق بترسانة إسرائيل النووية، مشيراً إلي أن الدولة العبرية توجه ما يقرب من 200 رأس حربية نووية باتجاه إيران، وأن تلك المعلومة ليست خافية علي أي مسئول في الدولة الفارسية، لكن الإسرائيليين اعتادوا طيلة الوقت علي محاولة إقناع المجتمع الدولي بما في ذلك الولاياتالمتحدة بتعرضهم لتهديدات ومخاطر من القوة النووية الإيرانية، وقالت معلومات پاول، التي سربتها مجموعة قراصنة رسائل اليكترونية تطلق علي نفسها D»Leaks إن تل أبيب تتخذ من رءوسها النووية درعاً واقية في إطار أية مواجهة نووية مرتقبة. وفيما يتعلق بخطاب نتانياهو الشهير أمام الكونجرس الأمريكي، قالت التسريبات إن پاول تلقي من صديقه جيفري ليدز رسالة جاء فيها: »أن نتانياهو كان صريحاً في خطابه، حينما عدد مساعدات أوباما لإسرائيل، لكنه قال إن الاتفاق النووي الأمريكي مع إيران لا يخدم إسرائيل، وأنه يجب أن يكون مجنوناً حتي يصدق ما هو عكس ذلك». إلا أن پاول رد علي الرسالة بقوله: »ليس بمقدور الولاياتالمتحدة الحصول علي كل ما تريده من الإيرانيين، إذ إن »المراهقين في طهران»، يعلمون بحقيقة امتلاك إسرائيل لما يربو علي 200 رأس نووية موجهة صوب الدولة الفارسية، وأن الولاياتالمتحدة هي الأخري تمتلك ألفي صاروخ من هذا النوع». وفيما يخص النشاط النووي الإسرائيلي، قال پاول في إحدي رسائله الاليكترونية: »إن تل أبيب لم توقع علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، وأنها في المقابل تحافظ علي التعتيم الكامل لبرامجها وأسلحتها النووية»، وأضاف پاول في سياق رسائله المسربة، أن من حق إيران إجراء عمليات تخصيب اليورانيوم للحصول علي الطاقة، وأن العقوبات وحدها لا يمكنها »كسر» تلك البرامج، كما أن الروس ساعدوا الإيرانيين في بناء مفاعلهم النووي في بوشهر. ووصف پاول اتفاق الولاياتالمتحدة مع إيران بأنها صفقة عادلة، وتصب في صالح الولاياتالمتحدة وحلفائها بما في ذلك إسرائيل. ببالغ الغضب تلقت إسرائيل رسائل پاول المسربة، واتهمت روسيا بالوقوف وراء نشرها في هذا التوقيت التي تمر فيه انتخابات الرئاسة الإسرائيلية بمنعطف خطير، لاسيما أن تل أبيب تعي مقدار ولاء مرشح الرئاسة الأمريكي دونالد ترامب لموسكو، أما فيما يتعلق بإشكالية النووي الإسرائيلي، فرأي البروفيسور زكي شالوم، زميل مركز دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، الباحث في مركز »بن جوريون» للدراسات الاستراتيجية، أن العالم أجمع يعلم من خلال »مصادر أجنبية» أن إسرائيل خلال تولي جولدا مائير لرئاسة الوزراء، اتفقت مع الولاياتالمتحدة علي عدم التوقيع علي اتفاقية حظر انتشار الأسلحة النووية، وألا تمارس واشنطن علي الدولة العبرية ضغوطاً لإجبارها علي هذا التوقيع، علي أن تلتزم تل أبيب بإطلاع الولاياتالمتحدة علي جميع المعلومات المتعلقة بنشاطها النووي، وفي المقابل التزم البيت الأبيض بالطلب الإسرائيلي، لذلك لا ينبغي الحديث حول هذه القضية من خلال أي مسئول أمريكي لاسيما كولن پاول. أما الدكتور ميكس سينجر خبير السياسة الخارجية والأمنية للولايات المتحدة، والعلاقات الأمريكية الإسرائيلية في مركز »بيجن السادات»، ومؤسس مركز »هيدسون» في واشنطن، فهاجم بقوة ما جاء في بريد پاول الاليكتروني، ووصفه بأنه منعزل تماماً عما يجري في منطقة الشرق الأوسط، فكيف له أن يتحدث في قضية تنطوي علي حساسية بالغة، وأضاف: »إذا افترضنا أن إسرائيل تمتلك بالفعل 200 رأس نووي، فليس ذلك كافياً لمجابهة ترسانة إيران النووية».