فرنسا تطالب واشنطن بإطلاع حلفائها علي تفاصيل الاتفاق

روسيا تتهم أمريكا بعدم الوفاء بالتزاماتها في اتفاق الهدنة بسوريا

اتهم الجيش الروسي أمس الولايات المتحدة بعدم الوفاء بالتزاماتها الواردة ضمن اتفاق الهدنة في سوريا عبر عدم ممارسة ضغط علي فصائل مسلحة لكي تنأي بنفسها عن »الإرهابيين»‬. وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايجور كوناشنيكوف في بيان إنه »‬في اليوم الثالث من الهدنة وحده الجيش السوري يلتزم بوقف إطلاق النار. في الوقت نفسه زادت الفصائل المدعومة من الولايات المتحدة عدد هجماتها علي الأحياء السكنية».
وبحسب الجنرال كوناشنيكوف فإن روسيا تفي »‬منذ اللحظة الأولي بالتزاماتها بخصوص نظام وقف الأعمال القتالية علي الأراضي السورية». وبعد أكثر من يومين من الهدوء علي معظم الجبهات السورية، وتمديد واشنطن وموسكو الهدنة المعمول بها في البلاد لمدة 48 ساعة إضافية، لم تصل المساعدات الإنسانية الموعودة إلي المناطق المحاصرة. ففي مدينة حلب خصوصا التي ذكرها بالتحديد الاتفاق الأمريكي الروسي حول الهدنة المعمول بها منذ الاثنين الماضي، لم يحصل السكان في المناطق الواقعة تحت سيطرة فصائل مسلحة والمحاصرة من القوات السورية والتي يبلغ عدد سكانها 250 ألفا، علي إمدادات منذ بدء الحصار بشكل متقطع قبل شهرين. وفي هذا السياق، حث مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلي سوريا ستافان دي ميستورا أمس الحكومة السورية علي السماح »‬فورا» بتوزيع المساعدة الإنسانية، مؤكدا أن حتي الروس أعربوا عن »‬خيبة أملهم» من هذا الامر. وقال دي ميستورا خلال مؤتمر صحفي في جنيف »‬نحن بحاجة إلي إذن نهائي. وهذا أمر يجب أن يتم فورا». وأضاف »‬إنه لأمر مؤسف، إننا نضيع الوقت. روسيا تتفق معنا علي هذه النقطة».
وقال دايفيد سوانسون، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في مدينة غازي عنتاب التركية: »‬لدينا 40 شاحنة علي الحدود محملة بالغذاء ل80 ألف شخص وهي جاهزة لعبور الحدود» باتجاه حلب. وأوضح أن »‬الخطة حاليا هي إرسال 20 شاحنة فور حصولنا علي الضوء الأخضر، لتلحق بها 20 شاحنة أخري في اليوم التالي، وهذا يتوقف علي الوضع الأمني علي الأرض». ومن المقرر أن تدخل المساعدات الإنسانية إلي حلب عبر طريق الكاستيلو شمال مدينة حلب التي يفترض أن تتحول إلي منطقة خالية من السلاح، بموجب الاتفاق. ويشكل الطريق خط الإمداد الرئيسي إلي الأحياء الشرقية، وتسيطر عليها القوات السورية منذ أسابيع، مما أتاح لها فرض الحصار علي المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة. علي صعيد متصل، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو أمس إن فرنسا تريد الاطلاع علي نص اتفاق وقف إطلاق النار في سوريا الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا حتي لا يحدث لبس فيما يتعلق بمن المستهدف علي الأرض. وعلي الرغم من أن الخطوط العريضة للاتفاق معلنة لم يتم الكشف عن أجزاء أخري بعد مما أثار مخاوف بين بعض حلفاء واشنطن.