فان ديزل جاء إلي مصر لسببين .. الأول ليسمع أكثر عن بطله الأسطوري هانيبال .. والثاني ليزور المكان الذي عاش فيه مارك أنطوني والفاتنة كليوباترا ، التي جسدت شخصيتها في السينما اليزابيث تيلور وجعلتنا بسحر عينيها نقع في غرام كليوباترا. ما من شك أن فان ديزل يعد من مشاهير السينما العالمية خاصة من نوعية أفلام الأكشن التي تعتمد علي التقنيات الحديثة واستخدام التكنولوجيا المتقدمة في أفلامه. حضر فان ديزل إلي مكتبي بمنطقة أهرامات الجيزة ومعه مجموعة من أصدقائه ويعملون بمهن مختلفة متعلقة بصناعة أفلام هوليوود والغريب أن من رتب لهذه الزيارة هي سفيرة دولة الدومينيكان بمصر. دخل فان ديزل إلي مكتبي وقدم لي أصدقاءه ثم قال جئت إلي الجيزة في طلبين؟ الأول هو لكي تحكي لي عن شخصية القائد العظيم هانيبال؟ والسبب هو أن الفيلم الذي جسد فيه فيكتور ماتيور شخصية هانيبال لم يكن علي المستوي الفني المطلوب! وأردف فان ديزل أنه يحاول أن يقنع العديد من المنتجين بإعادة إنتاج فيلم عن البطل الأسطوري هانيبال. جلس فان ديزل وبرزت عضلاته المفتولة وقال: "أري أنني أحق ممثل للقيام بدور البطل العربي هانيبال؛ الذي خرج للقتال وهو لم يتجاوز السادسة عشرة واستطاع أن يقود جيشاً من المقاتلين والأفيال ويعبر بهم إلي أوروبا ووصل إلي جبال الألب وحارب الرومان". لقد عاش هذا القائد العظيم في أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث الميلادي وولد في قرطاجنة بتونس. وبالفعل استطاع الانتصار علي الرومان في بادئ الأمر؛ وأن يخوض معارك عديدة في سبيل توسيع مملكته لكن كانت النهاية المؤسفة بعد هزيمته من الرومان ونتيجة خوفه من الوقوع في الأسر قرر أن ينهي حياته بيده منتحراً. لقد خاض كل معاركه وحروبه ومنها معركته الشهيرة المعروفة بموقعة كاناي؛ ومات قبل أن يتم عامه السادس والعشرين! تركت فان ديزل يحكي عن بطله الأسطوري وهو منتش بما قرأه عن هانيبال. وبعد أن انتهي من حديثة قلت له سوف أحدثك عن بطل وقائد فرعوني من طراز خاص وهو الملك تحتمس الثالث الملقب بأعظم الفراعنة المحاربين؛ ويوصف بأنه نابليون العصر القديم؛ علي الرغم من أنهم يجب أن يسموا نابليون بتحتمس العصر الحديث مع الفارق أن تحتمس الثالث لم يهزم قط ولم يضيع جيشه مثلما فعل نابليون. ومن سبع عشرة حملة عسكرية في ربوع الإمبراطورية المصرية القديمة لاتزال موقعة مجدو هي أشهر معاركه علي الإطلاق والتي تظهر مدي أهمية دراسة علم النفس التطبيقي وعلوم استراتيجية وحربية أخري. تتلخص قصة معركة مجدو أن الملك المصري حينما زحف بجيشه سلاماً لحرب الأسيويين كان أمامه طريقان أحدهما طويل وآمن؛ بينما الآخر صعب وعر ولكنه ضيق وسريع ويسمح لجندي واحد بالتقدم. وبالطبع كانت فكرة رجال الملك هي عدم تعريض الجيش للخطر وأصروا علي ضرورة سلك الطريق الممهد والطويل إلي مجدو؛ وكان رأي الملك تحتمس العبقري هو وضع خطط العدو في الاعتبار بمعني دراسة ما يتوقع العدو أن يقوم به وعمل الخطة البديلة لتحقيق عنصر المباغتة؟ أي أنه حسم أمره بعبور الطريق السريع والوعر للعبور بقواته. قام تحتمس بأول دراسة متكاملة للبلاد والممالك الخاضعة لمصر ودراسة سكانها ولغاتها وعاداتهم؛ وصوَّر علي جدران الأخمنو بالكرنك الطبيعة الجغرافية والحيوانية والنباتية للبلاد التي نزل بها. كان فان ديزل يستمع وهو منبهر بوجود شخصية تاريخية من عصر الفراعنة مثل شخصية تحتمس الرابع. وعندما سألته عن المطلب الثاني؟ ضحك وقال: أملي أن توافق علي المجيء معي إلي الإسكندرية لتريني المكان الذي عاش فيه مارك أنطوني ومحبوبته الفاتنة كليوباترا التي جسدت اليزابيث تايلور شخصيتها وجعلتنا بسحر عينيها نقع في غرام كليوباترا.