شيخ الأزهر الأسبق.. يكتب: الحج.. شعار الوحدة والعزة والوفاء

:قال تعالي : »ولله علي الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين»‬.
الحج ركن من أركان الإسلام وفريضة من فرائض الدين فرضه الله علي كل مسلم قادر علي الحج إذا وجد السبيل اليه.
والحج مؤتمر اسلامي عام يجتميع فيه المسلمون من شتي بقاع الأرض فيتدارسون شئونهم ويناقشون امورهم ويعملون علي رفعه شأنهم وتحسين أوضاعهم والحج عبادة ونسك وتجرد من عوائق الدنيا ومناسك الحج في حقيقتها تثبت دعائم الدين وتقوي عقيدة الإسلام في نفس المسلم.
يبدأ الحاج عمله بإخلاص النية ويتجهز لهذه الرحلة بطهارة القلب والتجرد من الرياء ثم يقول اللهم إني أريد الحج والعمرة فيسرهما لي وتقبلهما مني، ويلبس ثياب الاحرام وبكثر من التلبية ومن ذكر الله سبحانه وتعالي.
الطواف
اذا راي المؤمن البيت الحرام هلل وكبر وقال: »‬اللهم زد بيتك هذا تشريفاً وتعظيماً وتكريماً، ثم يبدأ بالطواف حول البيت سبع مرات.
قال تعالي: »‬وليطوفوا بالبيت العتيق».
ويبدأ الطواف من عند الحجر الأسود، ويقبله ان استطاع أو يشير إليه بيده إن لم يستطع، ثم يقف عند الملتزم وهو مكان التزم الله فيه إجابة الدعاء بجوار باب الكعبة فيتشبث بأستار الكعبة ويلصق وجهه بالكعبة ويلح في الدعاء قائلا: »‬اللهم إن لكل ضيف قري ولكل قادم تحية فاجعل قرانا منك مغفرة ذنوبناً وستر عيوبنا، ويكمل الطواف حول البيت سبع مرات ويكثر من الدعاء لله في كل مرة فإنه من أرجي أماكن القبول.
وبعد الطواف يصلي ركعتين في مقام ابراهيم عليه السلام، قال تعالي: »‬واتخذوا من مقام إبراهيم مصلي».
ويشرب من ماء زمزم، فماء زمزم لما شرب له.. ان شربته تستشفي شفاك الله، وان شربته للغني أغناك الله. ثم يسعي بين الصفا والمروة سبعة أشواط يبدأ بالصفا ويختم بالمروة وعليه ان يقف علي جبل الصفا ويستقبل البيت وينظر إليه ويقول: »‬الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده صدق وعده ونصر عبده وهزم الاحزاب وحده..
ثم يذهب الي المروة ويعود الي الصفا الي ان يتم سبع مرات، قال تعالي: »‬إن الصفا والمروة من شعائر الله»، ثم يقص شيئاً من شعره وبذلك تتم العمرة. ويتحلل من الاحرام ويلبس ملابسه العادية ويظل بمكة الي يوم التروية وهو يوم الثامن من ذي الحجة. فيحرم بالحج ويعمل أعمال الحج وهي الذهاب الي مني والمبيت بها، والوقوف بعرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة. ويكثر من الدعاء في ذلك اليوم ويصعد علي جبل الرحمة قبيل الغروب ويدعو الله متبتلا راجيا فإن الله تعالي يباهي ملائكته بالحجيج في يوم عرفات.
ثم يفيض بعد الغروب الي المزدلفة فيصلي بما المغرب والعشاء جمع تأخير، وعندما يمر بالمشعر الحرام يكثر من ذكر الله تعالي، قال تعالي: »‬فإذا أفضتم من عرفاتفاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم».
وفي صبيحة اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم العيد الأكبر يعمل أربعة أعمال وهي:
1- رمي جمرة العقبة الأولي بسبع حصيات بعد شروق الشمس.
2- ذبح الهدي شكراً لله علي أداء الحج والعمرة.
3- الحلق أو التقصير.
4- زيارة البيت والطواف حوله سبع مرات وهذا هو طواف الإفاضة ويسمي طواف الركن.
وبذلك يتم النسك ويتحلل من الإحرام. ثم يقيم بمني يومين أو ثلاثة أيام بعد عيد الأضحي، يرمي خلالها الجمار رجما للشيطان ويكثر فيها من ذكر الله تعالي ودعائه. قال تعالي: »‬واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا أثم عليه لمن اتقي».
وبعد رمي الجمار بمني، يتأهل للسفر من مكة ويطوف بالبيت طواف الوداع ويبكي أو يتباكي ويسأل الله ألا يجعل ذلك آخر عهده بالبيت.
قال صلي الله عليه وسلم : (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
في كل أعمال الحج تأكيد علي وحدة المشاعر والشعائر وعزة الإسلام والمسلمين في كل وقت وحين.