إنتشرت في الفترة الأخيرة ظاهرة زواج الفتيات والشباب في سن صغيرة وخاصة في قري وصعيد مصر.. إعتقاداً منهم أن زواج البنت سترة وخاصة بعد خروج البنت للتعليم ومناداتها بالحرية والمساواة وزال برقع الحياء.. وإزدادت جرائم خطف البنات وإغتصابهن.. كما أن زواج الشاب في سن مبكرة يمنعه من الإنحراف ومصادقة أصدقاء السوء الذين يزينون له المعصية والفساد في الأرض.. وقد وجدنا أب في الدقهلية يزوج إبنته البالغة من العمر اثنتي عشر عاماً من فتي في الخامسة عشر من عمره.. لأنه كان يمر بضائقة مالية.. فقام بتزويج إبنته الصغيرة لجمع النقطة.. والحصول علي الأموال التي أعطاها لأقاربه وجيرانه في مناسبات إجتماعية مختلفة.. وآخر في الشرقية زوج إبنته البالغة من العمر الثالثة عشر من شاب في الثامنة عشر للتخلص من عبء تربيتها.. والإنفاق عليها في مراحل التعليم المختلفة.. وأغلب الزيجات التي تتم في سن مبكرة يكون الدافع فيها الطمع المادي فيكون أولادهم مجرد سلعة تباع دون التفكير في مستقبلهم الذي هو أغلي ما في الحياة.. كذلك من الدوافع العادات والتقاليد التي تقضي بتزويج الأبناء في سن مبكرة.. والأمية والجهل.. وفي صعيد مصر تقضي العادات والتقاليد بتزويج الأبناء في سن صغيرة لعدم فهمهم بأن الحياة تتغير وليس بالضرورة أن يعيش الأبناء مثلما عاشوا هم في كنف عائلاتهم بعد زواجهم في سن مبكرة.. أما في وقتنا الحاضر فإن الزواج المبكر أصبح حجر عثرة بوجه الفتاة فيمنعها من التعليم نهائياً أو يتم إخراجها من المدرسة في وقت مبكر من حياتها.. وبذلك تكون جاهلة وتؤثر سلباً علي المجتمع.. وبالتالي تفشل في حياتها الزوجية.. فالزواج المبكر مشكلة يدركها الجميع صغاراً وكباراً لماله من آثار ضارة بالأسرة والمجتمع.. فمن غير المعقول أن يتزوج رجل في سن صغيرة وليس لديه المقدرة علي أن ينهض بمسئولياته الإجتماعية والمادية تجاه أسرته.. فالأسرة مسئولية كبيرة يجب أن يتحملها شخص لديه من الخبرات ما يمكنه من ذلك.. كما أن الفتاة الصغيرة لا تستطيع تحمل مسئولية الزواج لا جسدياً ولا صحياً.. بل لا تعرف معني الزواج وما هي واجباتها وحقوقها الزوجية.. فهي غير مهيأة في هذه المرحلة من حياتها للزواج والإنجاب.. فأعضاء جسمها مازالت في طور النمو.. والإنجاب في هذه المرحلة قد يفقدها حياتها أو نموها بشكل صحيح بالإضافة إلي المضاعفات التي تضر بصحتها وصحة جنينها فتلد طفلاً غير مكتمل النمو.. يعاني من الأنيميا وأمراض أخري عديدة لأن الزوجة الطفلة لا تعرف أثناء الحمل طرق التغذية المفيدة لصحتها وصحة جنينها.. ولا تعرف أساليب التربية وطريقة الإعتناء بهذا المولود وتبحث عن مرشد لها ومن يكمل تربيتها مما يجعلها تصاب بالإكتئاب النفسي بسبب ظروف الحياة الجديدة التي لا تستطيع تحمل ما فيها من صعوبات لأنها لا تملك الخبرة في كيفية التعامل مع الحياة التي مازالت تعيش هي نفسها عمر الطفولة.. كذلك الشاب الذي فرض عليه الزواج والأبوة وهو غير قادر علي تحمل المسئولية مما يؤدي إلي فشل الزواج والطلاق المبكر.. وإنحراف الأبناء وضياع مستقبلهم.. إن الزواج سكن ومودة ورحمة لتكوين أسرة مستقرة.. فلا بد أن يكون الشباب علي قدر من النضج العقلي والجسدي.. ونصيحتي ألا يتزوج الأبناء والبنات قبل أن يتحصنوا بالعلم.. ويلتحق الأبناء بوظائف تمكنهم من تحمل مسئولية الزواج.. وتكوين أسرة حتي لا يكونوا عالة علي أسرهم.. ونصيحتي للآباء والأمهات أن يربوا أبناءهم تربية إسلامية صحيحة حتي إذا بلغوا سن الزواج المناسبة زوجوهم بالأكفاء ذوي الدين والثقافة.. حتي ينجبوا ذرية صالحة تكون ذخراً لدينها ودنياها..