قصفت الطائرات الحربية للنظام السوري معقل الثوار في داريا بضواحي دمشق بقنابل حارقة لعدة أيام نهاية الأسبوع الماضي، وسط اتهامات من أعضاء بالمجلس المحلي هناك باستخدام قنابل حارقة أشبه بقنابل النابالم كالتي استخدمتها الولاياتالمتحدة في عدوانها علي فيتنام خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلي أن القنابل الحارقة يخرج منها وميضٌ أشبه بالألعاب النارية وتؤدي إلي حرائق مستمرة ودرجة حرارة 10 أضعاف درجة غليان الماء، مضيفة أن أسلحة بها الفوسفور أو الثريمايت والتي تسبب حرائق مرعبة كالتي تسببت فيها قنابل النابالم الأمريكية خلال حرب فيتنام، تستخدم بشكل متزايد في الهجمات ضد المناطق التي يسيطر عليها الثوار خاصة في حلب. وذكرت منظمات حقوقية أن روسيا، أقوي حليف لنظام بشار الأسد، ربما تستخدم كذلك تلك الأسلحة في ضرباتها الجوية استناداً إلي مقاطع مصورة بثها الإعلام الرسمي الروسي. ووفقا لمنظمات حقوقية فإن الأسلحة الحارقة استخدمت ما لا يقل عن 18 مرة خلال الأسابيع التسعة الماضية في كل من حلب وإدلب. وعلي عكس الاسلحة الكيماوية لا تعتبر الاسلحة الحارقة محظورة بالكامل، ولكن اتفاقية دولية موقعا عليها من 113 دولة تمنع استخدامها في المناطق ذات الكثافة السكانية المأهولة بالمدنيين، وتعتبر روسيا من الموقعين علي الاتفاقية ولكن سوريا لم توقع.. ويتذرع بعض الموقعين علي الاتفاقية ومنهم أمريكا بان القنابل الفسفورية عندما يتم استخدامها فإنها تكون موجهة ضد اهداف عسكرية. وكان وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قد أكد في خطاب إلي منظمة »هيومان رايتس ووتش» الحقوقية في نوفمبر 2015 عقب تدخل روسيا بالغارات الجوية في النزاع السوري ان استخدام الاسلحة الحارقة في سوريا يعد خاطئا وأدي إلي اضرار انسانية، ولكنه لم يحدد من استخدم تلك الاسلحة. ولم ترد روسيا علي اتهامات استخدامها قنابل حارقة كما لم تستطع »نيويورك تايمز» التواصل مع المتحدث باسم الحكومة الروسية للحصول علي تعليق.