»الدولة حلت مشكلة الكهرباء وقطع النور، قالوا: «الفواتير نار«، .. الدولة أقدمت علي تعمير سيناء ردوا: « سايبين الصعيد ليه».. الدولة اتجهت إلى الزراعة بمشروع المليون ونصف المليون فدان قالوا: « المشروع ليس له دراسة جدوى ..عملنا شبكة طرق قومية على أحدث النظم العالمية قالوا: بتصرفوا الفلوس في الطرق ليه؟ .. اشترينا السلاح لتسليح الجيش لمواجهة المخاطر الدولية والعالمية وحماية مصر قالوا : بتسلح الجيش ليه ؟ يا سيدي الجيش من الواجب أن يبقى قويا لأن المنطقة تمر بظروف صعبة ..مش دي حاجة عجيبة بجد؟! في مثل هذا اليوم من العام الماضي سجلت انطباعاتي عن الحفل الأسطوري لافتتاح قناة السويس الجديدة، وأتذكر أنني كتبت مانشيتاً بعنوان » الإنجاز الإعجاز » عن تقديم مصر قناة السويس الجديدة هدية للعالم، وانتهاء حفرها في فترة رآها الكثير من الخبراء في العالم بأنها من رابع المستحيلات ..قلت ان المصريين الذي حفروا قناة السويس الأولى بدمائهم وعرقهم، ومات منهم الكثيرون أثناء حفرها استطاع أحفادهم أن يعيدوا تلك الملحمة ويحفرون قناة جديدة ..وبعد افتتاح القناة للملاحة العالمية كنت أرقب المشاريع التي فجرها الرئيس السيسي لخلق حياة جديدة في محور التنمية لتحويل ضفتي القناة إلى مناطق صناعية سكنية تنموية ..وأشهد بأنني دخلت في سجال طويل مع بعض أصحاب العقول المنغلقة من صحفيين إما أنهم ينتمون أو متعاطفون مع جماعة الإخوان منتمون إلى 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين وفوجئت انهم يهيلون التراب على إنجاز قناة السويس الجديدة، بل ان احدهم وصفها بأنها » ترعة » ويسيرون خلف قنوات تبث سموماً لقتل كل ما هو جميل في مصر لإثارة البلبلة وخلق جو من الشائعات يسهل مخطط التنظيم الدولي للإخوان لاحداث حالة من الفوضى تعيد مشاهد الانفلات لتحقيق حلم الخلافة من جديد.. هؤلاء للأسف من بنى بلدنا لكنهم أدمنوا التشكيك والتسفيه والتحقير من أهمية وقيمة هذا المشروع العظيم، إما من واقع الخيانة التي تجري في عروقهم مجرى الدم أو بحكم جهالة اعتادوا عليها لقلب الحقائق لتحقيق أهداف اللئام ..وأما رغبة في تحقيق زعامة اعتادوا عليها وأدمنوها وقبضوا ثمنها من منظمات خارجية على حساب خير وطنهم وتقدمه. وبالأمس توجهت إلى الإسماعيلية لحضور الاحتفال بالذكرى الأولى لافتتاح قناة السويس الجديدة، والذي يصادف ذكرى تأميم قناة السويس على يد الزعيم خالد الذكر جمال عبدالناصر .. على طول المسافة من القاهرة إلى الإسماعيلية وأنا أفكر في الجديد الذي يمكن، أن آراه والذي سوف يفاجئنا به الرئيس السيسي بعد عام واحد على افتتاح قناة السويس.. وعندما دخل بنا الأتوبيس منطقة شرق القنال فوجئت بأيدي العمران تدب في كل مكان وأن البنيان ارتفع إلى عنان السماء في إعلان عن مولد مدينة جديدة تتسم بعمران متميز وفيلات تواجه مسطح قناة السويس لخلق أجيال جديدة من المصريين تعايشوا بشكل يومي مع القناة ولديهم الاستعداد بالتضحية بحياتهم من أجلها ..عمارات رائعة وفيلات اكثر روعة تنتظر من يقيمون بها وشوارع تتسم بأعلى مستوى من التخطيط العمراني ..ناد اجتماعي شيده رجال الجيش اعتقدوا أنه يفوق أرقى النوادي الاجتماعية وأطلقوا عليه اسم » نادي الفيروز » يمتلك قاعة ربما تكون هي الأكبر مساحة في مصر على الإطلاق .. في قلب الصحراء يقف شامخاً شاهداً على حجم الإنجاز الإعجاز مصنع إنتاج الحلقات الخرسانية سابقة التجهيز الذي افتتحه الرئيس السيسي، والذي يعمل به ألف عامل ومهندس 40% منهم من أبناء محافظة الإسماعيلية. اما عن موقع الأنفاق بمنطقة قناة السويس فحدّث ولا حرج ..خلية نحل من رجال الهيئة الهندسية للقوات المسلحة و4 شركات وطنية تنحت وتحفر 4 أنفاق للسيارات والسكك الحديدية أسفل قناة السويس؛ وذلك بهدف ربط سيناء بشرق القناة بالوادى والدلتا وتسهيل حركة عبور الأفراد والبضائع من وإلى سيناء، وإحداث التنمية المنشودة لتلك المنطقة بالتوازى مع ما تشهده سيناء ومنطقة القناة من تنمية شاملة. هل تتخيلون فائدة هذه الأنفاق وقيمتها من النواحي الاستراتيجية والتنموية ؟ ربما من يعرف اهميتها من يعاني الأمرين في انتظار المعدية أو يتعب كثيراً للمرور عبر الكوبري الوحيد ..هذه الأنفاق سوف تخلق حياة جديدة وتربط الإسماعيلية الجديدة بالإسماعيلية الأم لان الخمسة كيلومترات التي تمثل طول النفق تعبرها السيارات في دقائق قليلة. هل ندرك معنى أن من يقوم بإنجاز الأنفاق الرابعة شركات مصرية خالصة ؟ هل نعي ان ذلك يمكن استثماره مستقبلاً عن طريق حفر أنفاق للدول الصديقة والشقيقة ؟ هل ندرك أن قيمة ماكينة واحدة للحفر ربما تصل إلى ما يقرب من المليار جنيه ؟ عندما فكر الرئيس السيسي في حفر قناة السويس الجديدة وضع نصب عينيه صيانة أمن مصر القومي المتمثل في مكانتها كعنصر رئيسي فاعل في حركة التجارة الدولية بعد أن زاد الحديث عن اعتزام اسرائيل حفر قناة بديلة، وزاد الحديث عن المشروع الإيراني المتمثل في خط سكة حديد للربط بين إيران وأذربيجان قد يؤثر بفاعلية على مصر بنقل حركة التجارة من جنوب شرق اسيا والخليج العربي إلى أوروبا عبر هذا الخط الحديدي لكن مشروع القناة الجديدة قطع الطريق فعليا على هذين المشروعين. الإخوان وحلفاؤهم من المتآمرين على هذا الوطن خططوا ولا زالوا يخططون لوأد هذا الإنجاز في مهده بالتشكيك تارة وبالإرهاب في سيناء تارة أخرى حتى يمتنع المستثمرون في كل دول العالم عن إنشاء مشاريع عملاقة أهلا بالميسترال بعد ما يقرب من 3 ساعات قضاها الرئيس السيسي متنقلاً يسير على رمال الخير محتمياً بخوذة تحميه من أشعة الشمس الحارقة.. تنفس هواء مشبعاً بتراب التنمية وغبار مصنع الأسمنت ثم دخل الأنفاق والسراديب واختتم جولته وسط عمارات الإسماعيلية الجديدة التي تنتظر ساكنيها.. بدأ الاحتفال الكبير الذي نظمته بنجاح واقتدار القوات المسلحة بجهود كبيرة من إدارة الشئون المعنوية بقيادة اللواء محسن عبدالنبي ..الحفل أقيم على ضفة القناة الخالدة، حيث ازدحمت المنصة بكبار الشخصيات العامة والضيوف، وخلال الاحتفالية عبرت القناة 10 بواخر عملاقة في مشهد أكثر من رائع، وكانت كل باخرة تطلق أبواقها بالنفير تحية للاحتفال وللرئيس السيسي.. أيضا شهدت الاحتفالية أول ظهور رسمي للميسترال حاملة المروحيات والتي أطلق عليها اسم »جمال عبدالناصر« بعد وصولها إلى مصر في أواخر يناير الماضي قادمة من فرنسا، واشتعل الحفل بالتصفيق أثناء مرور الفرقاطة بالتصفيق اثناء القاء الفريق مميش كلمته، وربما أراد الحاضرون تنبيه الفريق مميش للتوقف عن كلمته وهو ما تم بالفعل ..اما العروض الجوية والألعاب في الهواء والتي نفذتها الطائرات فحدِّث ولا حرج عن جمالها وروعتها وأكدت قدرة الطيار المصري وكفاءته في كل زمان ومكان.. يا نحكمكم يا نقتلكم!! وفي نهاية الاحتفال جاءت كلمة الرئيس السيسي والتي وجهها للشعب لتحمل الكثير من الأمل في مستقبل مشرق وفي نفس الوقت تحمل الكثير من الألم من تصرفات بشر منا باعوا ضمائرهم للإخوان واعداء مصر وأصبحوا معول هدم وسرطان ينخر في جسد المجتمع، لكن الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين ..جاءت رسائل الرئيس حاسمة وكانت الرسالة الأهم للرئيس عندما تحدث عن مؤامرات الإخوان لتدمير مصر، والتي قال عنها الرئيس إنها العنوان الرئيسي، وحذر منها وهي مشكلة التشكيك في المشروعات القومية والتشكيك فى الإنجازات التى تقوم بها الدولة.. حرص الرئيس على تذكير المصريين بما قاله قبل ذلك عن مخطط الإخوان واستراتيجيتهم في التعامل مع المصريين طبقا لنظرية »يا نحكمكم يا نقتلكم!!«.. قال الرئيس: «دول كانوا أول كلمتين قلتهم للمصريين منذ أكثر من سنتين، وكنت ألخص بيهم الحكاية.. حكايتنا كمصر وشعبها ..دي الحكاية.. الحكاية »يا تتحكموا« مش على قد يتعمل عمل إرهابي بس.. لا.. حكاية إن إرادة المصريين، والأمل اللي بيتبني جواهم يبقى دائما فيه جهد يُبذل كي يتحول إلى إحباط ويأس«. واسترسل الرئيس في حديثه عن التشكيك متعجباً:«الدولة حلت مشكلة الكهرباء وقطع النور، قالوا: «الفواتير نار»، .. الدولة أقدمت على تعمير سيناء ردوا: « سايبين الصعيد ليه».. الدولة إتجهت إلى الزراعة بمشروع المليون ونصف المليون فدان قالوا: « المشروع ليس له دراسة جدوى ..عملنا شبكة طرق قومية على أحدث النظم العالمية قالوا: بتصرفوا الفلوس في الطرق ليه؟ .. اشترينا السلاح لتسليح الجيش لمواجهة المخاطر الدولية والعالمية وحماية مصر قالوا : بتسلح الجيش ليه ؟ يا سيدي الجيش من الواجب أن يبقى قويا لأن المنطقة تمر بظروف صعبة ..مش دي حاجة عجيبة بجد؟! عملنا مشروع قناة السويس وتجهيزها لقناة تجابه التطور فى التجارة العالمية على مدى 30 سنة يطلع ناس تقولك القناة بتخسر، .. طيب أنت ما تعرفش ..عموماً خلال السنة اللي فاتت من بعد الحفر حصل اضطراب طفيف نتيجة انخفاض التجارة العالمية وركود الاقتصاد العالمي اللي كان ممكن يكون له تأثير سلبي على قناة السويس، لكن رغم ذلك القناة حققت زيادة بنسبة 4% في إيراداتها بالدولار خلال الفترة من أول يناير الماضي وحتى أغسطس الجاري، لتسجل نحو 3.2 مليار.. الرسالة الثانية للرئيس طالب فيها بالتفرقة بين النقد البناء، وبين النقد الهدام، مطالبًا بمزيد من التواصل بين الدولة وبين شعبها.. وقال: »قلت للمسئولين اتكلموا كثيراً مع المصريين لعدم إعطاء فرصة للتشويش والتضليل والتزييف«. الرسالة الثالثة للرئيس عندما تحدث لأول مرة عن واقعة محاولة اغتيال الدكتور على جمعة مفتي الديار المصرية السابق ..قال الرئيس أن الجريمة هدفها إفساد فرحة المصريين بذكرى افتتاح قناة السويس الجديدة وقال : كيد الإرهابيين لن ينجح.. ونحتاج كل المسئولين والمصريين للانتباه حتى يشعر الإرهابيون باليأس الحقيقى«. الرسالة الرابعة أكد بها الرئيس احترامه للعلم والعلماء عندما قام بتأبين العالم المصري الجليل أحمد زويل، مؤكداً انه سيتبنى مشروعه العملاق الذي قدرت تكلفته ب 4 مليارات جنيه، جمع منها زويل 300 مليون جنيه فقط خلال الفترة الماضية، وقال الرئيس أن تكلفة المرحلة الأولى 1.9 مليار ومن المفترض أن تنتهى فى أكتوبر. الأهلي والزمالك انتهى اليوم الجميل وفي طريق العودة جاء مقعدي إلى جوار الكابتن والإعلامي الكبير أحمد شوبير والإعلامي الكبير عزمي مجاهد، ودار بيننا حديث عن مباراة الاهلي والذمالك وتوقعاته عن من يفوز بكأس مصر ..قال شوبير أتمنى أن يكسب الاهلي بالطبع لكني عندما أكون على على الهواء فانا محايد..وانتقلنا بالحوار إلى اتحاد الكرة وسألته عن سبب انسحابه من انتخابات اتحاد الكرة فقال: فتش عن الفساد الذي ينخر في إرجاء اتحاد الكرة، وطفنا بالحوار عن إمكانية حصول مصر على ميداليات في الدورة الأوليمبية، فقال لي أن كل المصريين يتمنون حصول بعثتنا على ميداليات ..وأثناء سير الأتوبيس بسرعة كبيرة أخذ السائق مطباً شديداً تسبب في اصطدام رأسي ورأس شوبير ورأس مجاهد في سقف الأتوبيس بقوة ليصاب أحمد شوبير، بجرح وتسيل الدماء من رأسه، وتقمصت انا وعزمي مجاهد دور الممرضين ونجحنا في وقف نزيف الدماء من رأس شوبير، وفي الثامنة مساء وصلنا القاهرة بعد يوم سعيد قضيته بصحبة كوكبة من رؤساء التحرير وكبار الإعلاميين من بينهم الأحبة الكاتب الصحفي الكبير ياسر رزق رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم رئيس تحرير الأخبار، والكاتب الصحفي محمد عبدالحافظ رئيس تحرير آخر ساعة والكاتب الصحفي طاهر قابيل مدير تحرير الأخبار .. ودائماً تحيا مصر.