سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الديهي في كتابه ": تركيا القمع المتوضيء " علاقات انقرة بإسرائيل خيار استراتيجي ،والجغرافية العربية حديقة خلفية يجب أن تظل ممزقة ثورة 30يونيو أفسدت المخطط التركي للسيطرة علي مصر
عبر صفحات كتابه يحاول الكاتب نشأت الديهي. البحث عن حقيقة الموقف التركي حيال الثورات العربية بشكل عام وتجاه ثورة مصر الأولي 2011 وثورة مصر الثانية 2013 بشكل خاص،ويقول إن السياسة التركية تسير وفق المسارات المرسومة تاريخيا للحفاظ علي العمق الإستراتيجي للدولة التركية، فالعلاقة التركية مع اسرائيل خيار استراتيجي لا حياد عنه ولا مجال للمناورة السياسية تجاهه، أما البعد العربي في المفهوم التركي فإنه يمثل فناءَ خلفيا أو حديقة خلفية للدولة التركية يجب الحفاظ عليه مفتتا وغير قابل للتجمع حول أية رايات قومية عروبية وحدوية ، أما مصر فتمثل الدولة " المحور " أو الدولة " البؤرة " أو الدولة التي لا يجب أن تترك وشانها فمن يملك السيطرة والتأثير علي مراكز صنع القرار في مصر يملك بالتبعية مفاتيح المنطقة العربية وجنوب المتوسط ويري القارة الإفريقية من موقع متميز، فالأتراك ينظرون لمصر علي انها مركز التوازن ومنتهي العمق الإسترتيجي، بها تشتعل " الحروب " ومعها يتحقق " السلام " ،وقد استطاع الاتراك التسلل حتي تمكنوا من الوصول الي مركز صناعة القرار في المقطم حيث مكتب ارشاد جماعة الإخوان المسلمين ثم مركز اتخاذ القرار في قصر الإتحادية حيث يجلس أول رئيس إخواني في تاريخ مصر، تحقق هذا التسلل عبر دوائر عديدة أهمها الإعلام والأجهزة الإستخباراتية والمراكز البحثية والإقتصادية، ويؤكد المؤلف أن انطلاق الثورة المصرية الثانية في الثلاثين من يونيو وما نتج عنها من سقوط مدوي للإخوان وما خلفته الثورة من أوراق مبعثرة علي مائدة التوسع التركي والتمدد القطري والتسلل الإيراني أفسد المخطط التركي ، حيث كانت الثورة المصرية " كاشفة " و" فاضحة " لمخططات تركية للسيطرة علي مصر ومن يسيطر علي مصر يتحكم في أهم وأخطر ممر ملاحي في العالم وهو قناة السويس. أردوغان ينتهي ! ويعرب المؤلف عن اعتقاده بأن الحقبة الأردوجانية قاربت علي الإنتهاء، فبعد ما يقرب من عشر سنوات علي حكم حزب العدالة والتنمية تحول اردوجان الي حاكم مستبد يضيق صدره بالنقد، كما تفجرت أكبر قضية فساد تشهدها تركيا ربما في تاريخها، أبطال هذه القضية هم ابناء قادة كبار في حزب العدالة والتنمية، اردوجان لم يكن بعيدا عن هذه الواقعة فقد تردد اسم نجله في هذه القضية، ثم بدأ اردوجان في الهجوم الشرس علي المؤسسة القضائية التركية التي تعاملت مع القضية بعيدا عن التعليمات الحكومية وهذا سبب غضب اردوجان، كا هذا تسبب في اندلاع مظاهرات واحتجاجات للمعارضة التركية تندد باستشراء الفساد في مؤسسات الدولة ، ورغم ان هذه القضية شأن تركي الا أن التدخل التركي في الشئون الداخلية للدول الأخري وتنصيب أردوجان نفسه واعظا للزعماء والمسئولين العرب هو الذي جعل الأمور تتفاقم في الداخل التركي بهذا الشكل، لقد تفجرت قضايا الفساد من بين جنبات حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوجان ، وحدث التصدع غير المسبوق في التحالف الذي كان يضم جماعة عبدالله كولن المقيم بالولاياتالمتحدة وصاحب النفوذ الكبير في دوائر القضاء والأمن التركية وحزب العدالة والتنمية، وكان من اسباب هذا التصدع واقعة شهيرة حدثت في مطلع عام 2012 عندما قام المدعي العام التركي المدعوم من " فتح الله كولن " باستدعاء مدير الإستخبارات التركي " المدعوم من أردوجان " للتحقيق معه في إحدي القضايا المتعلقة بحزب العمال الكردستاني اعترض اردوجان بشدة علي استدعاء مدير استخباراته للتحقيق معه واضطر الي تمرير تعديل تشريعي يحظر التحقيق مع مدير الإستخبارات إلا بعد الحصول علي موافقة رئيس الحكومة، كانت هذه الواقعة تحديدا نقطة فاصلة في العلاقة بين " كولن "و " وأردوجان " بالإضافة الي حزمة الإعتراضات من جماعة كولن علي سياسات اردوجان تجاه اسرائيل والشرق الاوسط خاصة مصر وسوريا ، وأيضا اعتراض الجماعة علي طريقة الحكومة في فض مظاهرات واعتصامات ميدان تقسيم، ومن ناحية أخري فإن هزيمة تركيا في مصر بقيام ثورة يونيو وهزيمتها المدوية في سوريا دفع الولايات المتحدة الي البحث عن وكيل اقليمي جديد بديلا لتركيا فكانت ايران هي الدولة المرشحة للقيام بهذا الدور. صدر من 8سنوات الكاتب الألماني هيرمان : الصراع بين الإسلام السياسي والعلمانية يضع الأتراك دائما على المحك انقلابات الجيش لحماية العلمانية تكتسب شرعية دستورية ! صدرت طبعة عربية جديدة من كتاب "تركيا بين الدولة الدينية والدولة المدنية – الصراع الثقافي فى تركيا"، تأليف الباحث الألماني راينر هيرمان ،وترجمة علا عادل ،ورغم أن الكتاب صدر في ألمانيا منذ 8 سنوات إلا أنه يقدم مفاتيح لفهم الأحداث التي شهدتها تركيا مع الانقلاب العسكري الفاشل ..حيث يُخوض الكتاب في "صراع تركيا مع نفسها"؛ إذ تتسم خطوط الصراع بين العلمانية والإسلام السياسي بعَلاقة تداخلٍ ملحوظة، بل التباس حقيقي، تضع تركيا دومًا على المحك، وتنذر بانقلاب الأوضاع في أي وقت؛ يقول المؤلف "..يمكننا أن نميز من النظرة الأولى بين كلا المعسكرين من خلال أساليب حياتيهما؛ إذ يريد أحد المعسكرين إبعاد كل شكل من أشكال التدين من الرؤية العلنية، بينما يؤمن المعسكر الآخر -على الملأ- بالإسلام جزءًا من هُوِيَّته الثقافية"، ومن هنا تبرز إشكالية الدولة التركية الحديثة التي يناقشها كتاب الباحث الألماني المعروف راينر هيرمان؛ حيث يلقي الكاتب الضوء على بدايات التحول السياسي والاقتصادي والاجتماعي الجديد في تركيا في السنوات الأخيرة. كما يبرز هيرمان في كتابه دور الجيش، والذي دعَّم مصطفى كمال أتاتورك أركان سلطته السياسية، واتخذه بمثابة "المظلة الواقية" لحماية هُوِيَّة الدولة العلمانية، والتي نص عليها الدستور، بل ويمكن للجيش -طبقًا للدستور الذي سعى أردوغان لتغييره- التدخل في أي لحظة لتنفيذ انقلابٍ في سبيل حماية تلك الهُوِيَّة، فطبقًا للمادة رقم 35 من الدستور التركي "واجب القوات المسلحة هو حماية الوطن التركي والجمهورية التركية التي أقرَّها الدستور ومراقبتهما بحرص". وبناء على هذه الوضعية الخاصة، فقد نصب الجيش نفسه "وصيًّا" يحق له التدخل سياسيًّا في حال استشعار الخطر على الجمهورية العلمانية؛ وهذا ما حدث في انقلابات 1960، و1971، و1980، بل جاءت الإطاحة بحكومة الإسلامي نجم الدين أربكان من قِبَل الجيش بسبب توصيات 28 فبراير 1997؛ حيث يمكن -بمجرد إلقاء التصريحات من القيادة العسكرية- تعبئة الرأي العام وتحريك النبض للوصول إلى الهدف المنشود. هيرمان الخبير ., وترجع أهمية الكتاب إلى أن مؤلفه راينر هيرمان عاش لمدة 17 عاما في تركيا حيث عمل هناك كمراسل صحفي لجريدة فرانكفورتر ألغيماينه تزايتونغ الألمانية. لذلك فهو يعتبر قادراًعلى إعطاء نظرة متبصرة ومبنية على خبرة واسعة من جهة وعلى تفسير التشابكات السياسية والاقتصادية والعسكرية المعقدة في صيغة سهلة الاستيعاب من جهة أخرى.