يحتفل المصريون، السبت المقبل، 6 أغسطس، بالعيد الأول لافتتاح قناة السويس الجديدة أمام حركة التجارة العالمية، ويشهد الاحتفال عروضًا بحرية وجوية، وتتضمن العروض البحرية مشاركة العديد من الوحدات البحرية، وعبور سفينة من أكبر سفن الحاويات في العالم. كما ستشهد الاحتفالات وضع حجر الأساس لمستشفي هيئة قناة السويس الجديد، بمدينة الإسماعيلية بسعة 700 سرير، ضمن خطة طموح لهيئة قناة السويس لنشر الخدمات الصحية المتميزة في المنطقة، والاستعداد لتلبية حركة الاستثمار المتوقعة في المنطقة في إطار مشروع التنمية بمنطقة قناة السويس، والذي يتطلب توفير الخدمات الطبية المتميزة للعاملين والمستثمرين وكبار رجال الأعمال. وتتضمن الخطة أيضًا إقامة مستشفيين بمدينتي السويس وبورسعيد علي أعلي مستوي لتقديم الخطة الطبية المتميزة. ومن المنتظر، أن يلقي المهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، كلمة بهذه المناسبة، كما يُلقي الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، كلمة خلال الاحتفالية، يتناول فيها جهود هيئة قناة السويس لجذب المزيد من السفن العملاقة للعبور بالقناة والسياسات التسويقية المرنة التي تتبعها في هذا الإطار، والمشروعات الحالية والمستقبلية التي تقوم بها الهيئة لتطوير المجري الملاحي، وخدمة المجتمع المحيط بها مثل إقامة كوبري الرسوة المعدني ببورفؤاد، وأعمال التكريك بموانئ الإسكندرية، وأبو قير، وشرق التفريعة، وبناء مراكب الصيد، والمعديات الجديدة، وغيرها من الخدمات التي تقدمها الهيئة. وقال الفريق مهاب مميش، رئيس هيئة قناة السويس، إن القناة تسعي لجذب خطوط ملاحية عربية، للاستفادة من حركة ناقلات النفط، بالإضافة إلي تقديم تخفيضات لجذب توكيلات جديدة، مضيفًا: »نتبع سياسات مرنة لكي نحافظ علي عملائنا والخطوط الملاحية الجديدة، بمنحهم تخفيضات علي رسوم العبور، وأيضًا نخاطب الدول العربية لتستخدم سفنها قناة السويس، واتفقنا مع السعودية والكويت لتحويل خطوطها للقناة. وأعلنت هيئة قناة السويس، عن تقديم ثلاثة تخفيضات علي رسوم عبور سفن الحاويات العملاقة بين موانئ الولاياتالمتحدة وسنغافورة، وناقلات النفط الفارغة، لتعويض أعداد السفن التي تستخدم رأس الرجاء الصالح في رحلتها للعودة، وتجنب دفع رسوم العبور بالقناة، وحددت رسوم عبور ناقلات النفط العملاقة بالاتفاق مع شركة أنابيب سوميد. وفي هذا الصدد، قال مميش: »منح التخفيضات الأخيرة لناقلات البترول الفارغة القادمة من خليج المكسيك والساحل الشمالي لأمريكا الجنوبية إلي الخليج العربي لجذب هذه الخطوط للعبور من قناة السويس، لأنها كانت تفضل الرحلات الطويلة بحمولة فارغة، تجنبا لدفع رسوم المرور بالقناة». أضاف: »تطوير قناة بنما لا يمنعنا من استمرار المنافسة، والتقيت مسئولين بنميين الشهر الماضي في احتفالية افتتاح تطوير القناة، لتبادل الخبرات في إدارة القنوات البحرية ومجالات التدريب وتكنولوجيا المعلومات في إدارة القنوات وحسابات الرسوم، ومازالت المقارنة بين ساعات العبور وحجم استيعاب السفن في صالح قناة السويس. من جانبه، قال اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، إن المحافظة تستعد للاحتفال بمرور عام علي افتتاح قناة السويس الجديدة، مؤكدًا أن هناك عروضًا بحرية فنية يتم التدريب عليها لتكون ضمن فقرات الحفل، ومن المقرر أن تلتقي القوافل والسفن العابرة في الممرين، وسط أجواء احتفالية بحضور الفريق مهاب مميش. تابع، الفريق مميش سيتفقد عددا من المشروعات القومية والإستراتيجية في الإسماعيلية، كما سيتم عرض إلي أي حد وصل تنفيذ المشروعات ومدة الانتهاء منها. وقال طاهر، إن الاحتفالية ستتضمن تفقد وافتتاح المرحلة الأولي من مشروعات الإسماعيلية الجديدة، وأنفاق قناة السويس الجديدة، ومشروع قرية الأمل النموذجية لشباب الخريجين وصغار المزارعين، لافتًا إلي أنه شدد علي جميع المسئولين ضرورة مضاعفة وتكثيف الجهود لتظهر الإسماعيلية في أبهي صورة تليق بهذا الحدث الكبير، وبما يليق باسم الإسماعيلية ومصر كاملة. وتشهد المحافظة، علي مدار الأسبوع الجاري، تشديدات أمنية مكثفة، بالتزامن مع قرب حلول الموعد المحدد للاحتفال، وأشار اللواء علي العزازي، مدير أمن الإسماعيلية، إلي أنه تم نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة، وتشديد الإجراءات الأمنية بالمجري الملاحي لقناة السويس بالتنسيق مع حرس الحدود، والجهات التأمينية المعنية بتأمين القناة، وإدارة تأمين محور إقليم القناة، وبالتعاون مع عناصر الجيشين الثاني والثالث، ومديريات أمن السويس وبورسعيد. اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد، قال إن حفر قناة السويس الجديدة كان ملحمة حقيقية، اجتمع فيها الرئيس مع القائد مع العامل، من أجل شق القناة الجديدة، منوهًا بأنه افتتاح القناة قبل الموعد المحدد لها يؤكد حجم الإنجاز وعظمته، مشيرًا إلي أن الشعب المصري حقق إعجازًا في مشروع حفر قناة السويس الجديدة، مضيفًا أن أرض بورسعيد كانت أغلي أرض علي مستوي العالم، لما فيها من مشروعات كبري، وتنمية مستدامة يمكن من خلالها رفع وتقوية الاقتصاد المصري. من جانبه، أشار الكاتب الصحفي، حلمي النمنم، وزير الثقافة، إلي إن تاريخ مصر الحديث يتمحور حول قناة السويس، وكذلك تاريخ العالم، فالنصف الثاني من القرن ال19 يدور حول حفر القناة، وكان البطل فيها الفلاح المصري الذي أُجبر بالسُخرة علي الحفر ليسقط خلالها 120 ألف شهيد، لافتًا إلي أن قناة السويس الجديدة هي استمرار لمعجزة الشخصية المصرية التي أنجزتها في عام واحد. أضاف النمنم، أن حفر القناة معجزة مصرية خالصة، حيث استطاع المصري الحديث أن يربط بين البحرين المتوسط والأحمر، ولكن شاءت الأقدار أن تقع تحت السيادة الأجنبية، وظل تأميمها حلما يراود كل الوطنيين المصريين، إلي أن جاء الضباط الأحرار عام 1952، وقاموا بإعداد دراسة حول القناة، وكان القرار الذي اتخذه جمال عبد الناصر عام 1956، ووجه الوزير التحية للضباط الذين شاركوا في عملية تأميم القناة، وكذلك المرشدين الذين أداروها بكفاءة كبيرة. وفي إطار الاحتفالات، أعلن مصطفي شحاتة، رئيس قطاع الأخبار، أن القطاع سيحتفل يوم 6 أغسطس المقبل بمرور عام علي إنشاء قناة السويس الجديدة، وتشمل قناة »نايل.تي.في»، و»الأخبار»، و»راديو مصر»، وتوظف جميع برامج قطاع الأخبار لتغطية الاحتفالات من بداية الحفل إلي آخر اليوم، واستضافة خبراء، ومسئولين من قناة السويس، ومحللين، لنتعرف منهم مدي استفادة مصر من القناة الجديدة، ومساهمتها في تنمية مشروعات مدن القناة، كما تعرض القنوات أفلاماً تسجيلية عن حفر القناة، وإذاعة كلمة الرئيس السيسي في افتتاح القناة، ولقاءات حية من قناة السويس مباشرة. كما أنهت الإذاعة المصرية استعداداتها للاحتفال بالذكري الأولي لافتتاح قناة السويس الجديدة، حيث اجتمعت نادية مبروك، رئيس الإذاعة المصرية مع رؤساء الشبكات الإذاعية لمناقشة خطط الاحتفال التي تم اقتراحها من جانب كل شبكة. واستعرضت رئيس الإذاعة مقترح مشاركة كل شبكة إذاعية بملف كامل في فترة البث الموحد لشبكات الإذاعة والمعروف باسم الفترة التفاعلية بحيث تتولي كل شبكة مسئولية فترة كاملة علي الهواء بموضوعاتها وتفاصيلها ومذيعيها مع توحيد فريق الإعداد والإخراج علي مدار اليوم حتي يحدث التناغم في تنفيذ الفترات علي الهواء. كما تم الاتفاق علي التمهيد للاحتفالات من خلال إذاعة بروموهات وتنويهات ومعلومات سريعة ومكثفة تتولي إعدادها وتقديمها كل شبكة إذاعية وصولًا إلي يوم الاحتفال الكبير في السادس من أغسطس المقبل، والذي سيتم فيه توحيد البث لمختلف الشبكات، وخلال الاجتماع تمت الإشارة إلي ضرورة الاستفادة من تراث وخصوصية الإذاعات التي ارتبطت ارتباطًا مباشرًا بقناة السويس، ومنها إذاعة القناة إضافة إلي إذاعتي شمال وجنوب سيناء، والتنسيق التام من جانب الشبكات مع إذاعة القناة فيما يتعلق بالمواد التراثية التي تمتلكها الإذاعة هناك ومنها الدراما، والأغاني، وتراث السمسمية، وغيرها مع متابعة الافتتاحات، والأحداث المستجدة.