في إطار الأنشطة الموسعة التي يسعي قطاع صندوق التنمية الثقافية إلي إنجازها، أكدت د.نيفين الكيلاني رئيس القطاع أن أهم مشروع قد بدأ العمل فيه بالفعل، هو المرحلة الثانية من الجزء الأول لمركز الفسطاط للحرف التراثية، حيث تم إسناده لإدارة مشروعات الخدمة الوطنية في القوات المسلحة. وأضافت: "يُعَد مركز الفسطاط ليكون مجمعا كبيرا للفنون علي أكثر من مرحلة، تنقسم الأولي إلي جزءين، تم الانتهاء من أحدهما، وبدأنا في الثاني الذي يضم أفرانا زجاجية ومتحفا للخزف وقاعات عرض، ستوضع فيه مقتنيات الفنانين المبعوثة لنا وإنتاجات الصندوق، وقد وُعِدنا بأن تنتهي تلك المرحلة خلال 6 شهور". أما عن الأماكن الشاسعة المعطلة داخل المركز، فأوضحت الكيلاني أنها ليست مغلقة، ولكنها لم يتم تشغيلها أو استغلالها بعد، لأن المكان كبير جدا، كما أنه من المفترض أن تتضمن المرحلة الثانية بناء مراسم الفنانين، بينما الأزمة الحقيقية كما تؤكد هي عدم وجود ميزانية لاستيعاب جميع تلك الأعمال والمشروعات، فتقول: "قبل عام 2010 كان الصندوق ينشئ ويجهز تقريبا 10 مكتبات سنويا في مصر كلها، بعد 2011 قل معدل الإنشاءات إلي 3 مكتبات في السنة، وهو ما يرجع إلي تأثر ميزانية الصندوق بعد انفصال وزارة الآثار عن الثقافة، حيث كانت حصة الصندوق 10٪ من دخل الآثار". تستطرد الكيلاني: "الوضع اختلف، فالصندوق منذ خمس سنوات يسحب من أرصدته، لكن بعد تغيير تشكيل مجلس الإدارة، اتخذنا قرارات جديدة، من ضمنها إعادة الرؤية في النسب التي تدخل للصندوق، حيث إنه من بين المخصصات لموارد الصندوق؛ بعض المشروعات مثل المصنفات الفنية وتذاكر السينما وبعض الكافيتريات المؤجرة في وزارة الثقافة، وآمل أن يتحقق ذلك خلال العام المالي الحالي، كما أننا نحاول تنمية الموارد الذاتية لتعويض القصور الذي حدث، فنحن ننفق من أرصدة الصندوق، وللأسف إن لم يتخذ إجراء سريع سينتهي الرصيد مع حلول العام المالي القادم، كما أننا لا نأخذ شيئا من موازنة الدولة، فقط نقدم مشروعاتنا وميزانيتنا كل عام لوزارة المالية لتوافق لنا علي السحب من الأرصدة للإنفاق علي المشروعات والمنح والدعم". في نفس الاتجاه؛ تحاول د.نيفين البحث عن حلول من خلال الحرف التقليدية، لكنها تؤكد أنه ملف كبير وسيحتاج لوقت، وترجع السبب: "لأننا نفتقد عموما - وليس فقط في الصندوق - الفكر التسويقي، وخاصة في الأماكن الحكومية، ولكننا بدأنا بالفعل بالحرف التراثية، فشكلنا لجنة تسعير وأعدنا الرؤية الفنية في المنتجات التي ينتجها المركز بمساعدة متخصصين جدد، كما نشارك في معارض داخل مصر وخارجها لتعريف الناس بفكرة أو ثقافة اقتناء منتجات تراثية في البيت، حيث نحاول ترويج ذلك للشباب عن طريق طرح منتجات جديدة يسهل تداولها، كالشنط والسجاجيد والخدديات والأطباق الصغيرة، لأن المنتجات الكبيرة يعجب بها الناس لكنهم في الغالب لا يشترونها، ونروج لتلك المعارض من خلال مكاتب العلاقات الثقافية والخارجية، وقد بدأنا في استقبال دعوات، فبعد معرض الصين الأخير تلقينا 7 دعوات مختلفة داخل الصين للمشاركة في معارض حرف تراثية وصناعات ثقافية، حيث إن مجرد وجود الجناح المصري في هذه المنطقة إضافة، لأننا لم يكن لنا تواجد فيها". وعما تم نشره حول أن معرض الصين الأخير لم ينجح والهجوم الذي وجه للصندوق بسببه، تؤكد: "المحصلة النهائية كانت مشاركة مشرفة نتج عنها شهادة تقدير وشهادة تميز و7 دعوات لمعارض في الصين، أما المعوقات فكانت كلها إدارية ناتجة عن تأخير دورة العمل الإداري لبعض الموظفين، لكننا تغلبنا عليها وحصلنا علي جواب شكر من الوزير". فيما يخص مشروع المكتبات التي ينشئها الصندوق، تقول الكيلاني: "ننشئ 3 أو 4 مكتبات في العام، وأحدث ما تم في هذا الشأن؛ أنه جار في شمال سيناء طرح مكتبة قاطية، إلي جانب أنه تم تسليم مكتبتي النجيلة والنجاح في بير العبد، وكذلك تم تجهيز مكتبات أم عقبة وبالوظة والزهور وتزويد كل منهما بألف كتاب وتم تسليمهما لقصور الثقافة، وجار حاليا تجهيز مكتبة البداري في أسيوط، ومكتبة في منزل والد الزعيم جمال عبد الناصر في باكوس بالإسكندرية، حيث تم ترميمه والانتهاء من التجهيزات الهندسية، وأرسلنا إلي هناك مجموعة كبيرة من الكتب، ومن المتوقع افتتاحه الشهر القادم". وسط كل تلك الأنشطة والمشروعات؛ تري د.نيفين الكيلاني أنه من الصعب الإشراف عليها مجتمعة، وتوضح: "لو أشرفنا علي إدارة المشروعات التي ننفذها فقط لأصبحنا وزارة داخل الوزارة، لكن الفكرة أن الصندوق يدير فقط بعض الأماكن التي قد يكون لها طبيعة خاصة، كمراكز الإبداع الموجودة في البيوت الأثرية، التي تعتمد علي الاستفادة من تلك البيوت بدلا من غلقها وتعرضها للتلف مع الوقت، حيث إن إدارتها بالفكر الذي يتبعه الصندوق أعطتها بعض التميز، وهو ما جعل البعض يري أن عملنا تداخل مع عمل قصور الثقافة، لكن هذا غير صحيح، فقصر الثقافة مجمع متكامل للفنون يستوعب أنشطة كثيرة في مجالات مختلفة تخدم البيئة الموجودة فيها، أما مراكز الإبداع فهي متخصصة للموهوبين ومتذوقي هذا النوع من الفن؛ مثل قبة ووكالة الغوري وبيت الغناء العربي، وبيت العود، وهنا تختلف الرؤية الفنية تماما التي تتجه نحو التخصص، ففي كل بيت الجمهور ليس فقط متلقيا ولكنه يتفاعل مع العمل والفن، كما نقوم فيه بدور تنموي للشباب، لكي تكون موهبتهم بداية الطريق لمستقبل احترافي في هذا الفن، مثلما حدث مع فرقة فتيات بيت العود".