بخطوات ثابتة تقدمت سيدة قاربت علي الخامسة والأربعين نحو القاضي وقالت سيدي القاضي: لم أكن أحلم برغد العيش مطلقا فقد نشأت في أسرة متوسطة الحال كنت أنام واشقائي أحيانا شبه جوعي وتصمت لحظات وكأن شريط الذكريات يعود بها للوراء وهي تتذكر فرحتها بزواجها الأول حيث وقعت في حب شاب مكافح أعطته الحب والحنان في حجرة كانت لهما قصرا ولكن الحياة لم تستمر طويلا فسنوات الزواج التي تعدت الخامسة عشرة لم يعكر صفوها شيء حتي عدم الإنجاب وأفاقت الزوجة من هذا الحلم علي كابوس وهو موت الزوج في حادث أليم وبعده صارت صحة أبي العجوز منهكة وعشت معه سنوات بعد رحيل أمي . وذات يوم فوجيء بصديق له يخبره بأن هناك عريسا لي ولكن كانت هناك مشكلة مع العريس انه متزوج من امرأة ادعي أنها نكدية وطلب أبي مهلة للتفكير وجلسنا نتشاور واستقر رأينا علي الموافقة لكنه اشترط شرطا جعلنا نتردد في القبول وهو الزواج عرفيا حتي يدبر العريس أموره وكان يعمل تاجرا وجلس صديق أبي يعدد له مزاياه وثرائه ولم تمض شهور حتي انتقلت لشقة استأجرها لي زوجي وكان زوجي يتردد علي أيام معدودة أسبوعيا ومرت الأيام وطلبت من زوجي أن يفي بوعده بتوثيق العقد العرفي ولكنه كان يتحجج بزوجته مرة وحجج أخري واهية مرات عديدة واستسلمت لقدري وقررت أن ارتبط بزوجي بالرباط الوثيق وهو الإنجاب لكنني اكتشفت انه مريض ويحتاج للعلاج طلبت منه الذهاب للمأذون وهنا رفض زوجي خوفا من بطش زوجته فأنا زوجة في الظل وأحب أن أسير معه في العلن وأوشك عمري أن يقترب من الخمسين باللجوء للقضاء لإثبات زواجي وقدمت الزوجة ورقة الزواج العرفي وشهدت الجارة معها أمام المستشار هشام اللبان والقاضيين شريف رضوان وسيد حمودي بحضور محمد الشريف وكيل النيابة وأمانة سر سرحان مسعد هندي. وكانت المفاجأة حيث وقف الزوج من بين الحاضرين وقال نعم هي زوجتي عرفيا وأنا الآن اعترف بذلك ثم تفاجأت الزوجة الشاكية وتقول لها لاتخافي اعتبريني مثل شقيقتك أنا زوجته الأولي.