انعقدت أعمال القمة العربية بنواكشوط العاصمة الموريتانية، في ظل أجواء ساخنة تمر بها المنطقة العربية من تصاعد لأعمال العنف والتوتر في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، وتزايد وتيرة الإرهاب، وفي ظل بقاء المشكلة الفلسطينية في مكانها محلك سر وفي ظل المخاوف من تهديدات خارجية قد يكون لها أثرها السلبي علي منظومة الأمن القومي العربي وما يتشكل نتاج ذلك من مخاطر علي بقاء كيان الدولة الوطنية في المنطقة. ولكن هناك عوامل أخري دفعت أحمد أبوالغيط الأمين العام الجديد للجامعة العربية إلي إطلاق اسم »قمة الأمل» علي القمة العربية المنعقدة في نواكشوط لإيمانه بإمكانيته التحرك نحو تخفيف حدة التوتر في المنطقة من خلال حشد الإرادات والقوي العربية نحو تعزيز العمل العربي المشترك ومن خلال المضي قدما في عملية الإصلاح والتطوير للجامعة العربية وتجديد أساليب العمل والارتقاء بآليات وهيكل العمل العربي المشترك علي نحو يكفل المصالح العربية العليا بما يحافظ علي أمن وسلامة واستقرار البلاد العربية. وخلال القمة السابعة والعشرين للعرب في نواكشوط قامت مصر بتسليم رئاسة القمة العربية للرئيس الموريتاني، وحرصت مصر خلال كلمتها التي ألقاها المهندس شريف إسماعيل رئيس الوزراء الذي رأس وفد مصر بالقمة نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي علي التأكيد أن التهديدات التي تواجه الدول العربية قد بلغت حدا خطيرا من حيث العمق والنطاق ما بين استشراء خطر الإرهاب بشكل غير مسبوق وتفاقم حدة الأزمات العربية الراهنة وتزايد محاولات التدخل في الشئون الداخلية لدول المنطقة ومن ثم أصبح لزاما علي الأشقاء العرب العمل علي تجاوز الخلافات البينية وتعزيز التضامن العربي بما يسمح بمواجهة هذه التحديات واجتيازها. كما أكدت مصر في كلمتها أهمية بذل كافة الجهود لإيجاد الحلول السياسية للأزمات العربية المتفاقمة في ليبيا وسوريا والعراق واليمن، واستعرضت مصر في كلمتها الجهود التي بذلتها القيادة المصرية خلال رئاستها لأعمال القمة السادسة والعشرين من أجل دعم الجهود المبذولة في مختلف المحافل الدولية والإقليمية لحل الأزمات العربية الساخنة.. وأشارت مصر إلي أهمية متابعة الطرح المصري بشأن إنشاء قوة عربية عسكرية مشتركة لمواجهة تهديدات التنظيمات الإرهابية.. وقد أكدت مصر مجددا في كلمتها علي رفضها الكامل للتدخل الإيراني في الشئون الداخلية للدول العربية. ومن ناحيته عبر وزير الخارجية الموريتاني (أسلكو ولد أحمد) الذي ترأس بلاده القمة السابعة والعشرين عن يقينه بأن قمة نواكشوط سوف تقود إلي مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك وأن القضية الفلسطينية هي قضية العرب الأولي، مشددا علي ضرورة التوصل إلي سلام عادل وشامل في المنطقة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لجميع الأراضي العربية المحتلة بما يؤدي إلي إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من يونيو 1967 ووفقا للقرارات الدولية في هذا الصدد. ومن جهته شدّد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية في كلمته أمام وزراء الخارجية العرب علي ضرورة المضي قدما في عملية إصلاح وتطوير الجامعة العربية، ونبّه أبو الغيط إلي أن القضية الفلسطينية ظلت علي مدي العقود السابقة وستظل تمثل القضية المركزية للأمة العربية وتحتل الأولوية القصوي في أجندة العمل العربي المشترك. وأوضح أبو الغيط أن موضوع حفظ الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب ينطوي علي أهمية قصوي لحماية الدولة الوطنية في المنطقة من المخاطر التي تهددها وأهمية اجتثاث الإرهاب من جذوره وهزيمته ودحر أفكاره المدمرة، مطالبا بأهمية تبني رؤية عربية شاملة تأخد في الاعتبار كافة الأبعاد ذات الصلة بالسياسات الاقتصادية والثقافية والدينية علي أن تحتل قضايا الشباب وتطلعاته ومشاركته في الحياة العامة موقع الصدارة في هذه الرؤية. وقد وجه وزراء الاقتصاد والتجارة العرب الشكر والتقدير إلي الرئيس عبدالفتاح السيسي علي رعايته لأعمال أول مؤتمر وزاري إقليمي علي مستوي العالم حول تنفيذ خطة التنمية المستدامة 2030 في الدول العربية وعلي جهوده المكثفة لدعم مسيرة العمل العربي المشترك. كما أكد الوزراء علي أن الاستخدامات السلمية للطاقة النووية حق أصيل للدول الأطراف في معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية التي انضمت لها جميع الدول الأعضاء بالجامعة العربية وعلي استحقاقها للدعم الدولي اللازم لتنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية لاسيما من الوكالة الدولية للطاقة الذرية.