"صحراء الهلوسة" هو النسخة الإسرائيلية من المهرجان الأمريكي " الرجل المحترق" الذي يتم الترويج له لاحتشاد مواطنين من الدولة العبرية أو السياح للالتفاف حول النار وممارسة طقوس التأمل. ولم يكن المهرجان الذي شارك فيه الآلاف من الإسرائيليين هو الأخير الذي أقيم في الصحراء، فقد جذب هدوء الرمال الصفراء في صحراء النقب إليه الكثير من الأشخاص الذين ذهبوا إلي هناك للتخلص من دوشة تل أبيب وهم يتفرجون علي نماذج خشبية مقلدة للأهرام المصرية وأبو الهول وأصنام قريش والتي تمت صناعتها من الخشب بأقل التكاليف. ولفتت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية أن القائمين علي تنظيم مهرجان الصحراء الذي استمر خمسة أيام متتالية لم يكن في حسبانهم أن يكون المشاركون بكل هذه الكثافة خاصة أن الاحتفالية جذبت إليها أعدادا هائلة من الأجانب والسكان المحليين لمواجهة الركود السياحي بالبلاد واستغل المنظمون الفرصة للترويج لحماية البيئة. وحول السبب في اختيار منطقة بعيدة قال القائمون علي المهرجان: اخترنا مكانا نائيا بالصحراء حتي نحصل علي إجازة من صخب مدينة تل أبيب ونهرب من دوشتها الخانقة فضلا عن الاستمتاع باللعب في صحراء النقب، وعمل ورش للتأمل. أما المفاجأة فكانت في إقامة معرض داخل المهرجان احتوي علي الكثير من المجسمات المقلدة للآثار المصرية والإسلامية كان أهمها أبو الهول وسفينة نوح وأهرامات الجيزة وأصنام الجاهلية، صممت أغلب هذه المجسمات من الخشب بتكاليف بسيطة لا تتعدي 1500 شيكل. وساعد نجاح المهرجان المنظمون علي تخصيص سيارات لنقل المواطنين من المدن الكبري مثل حيفا وتل أبيب لنقل المواطنين الإسرائيليين من محطات الأتوبيس إلي مقر المهرجان. كما شهدت الصحراء الجنوبية في إسرائيل احتفالية أخري داخل النقب ، وقد امتد الاحتفال علي مدار خمسة أيام، وضم المولعين بمهرجان "ميدبيرن"، وهو أحد الأحداث الكبري من نوعها في العالم ويقام في أمريكا كل عام تحت اسم الرجل المحترق. أما في نسخته الإسرائيلية فقد أطلق عليه "صحراء الهلوسة" واستطاع هذا المهرجان الصحراوي أن يحظي بمشاركة الآلاف من البشر، بالتحديد 8,400 مشارك من داخل البلاد والأجانب. وتضمنت الاحتفالية الكثير من المظاهر التي أقيمت علي الرمال ليقدم المشاركون فقرات متنوعة من: الرقص حول النار، الاتصال بالطبيعة والأرض إضافة إلي العديد من جلسات التأمل في النفس والاتصال بكونية العالم تحت شعار "خلف الروح الحرة يختبئ جمهور ذو أيديولوجية متماسكة" وقد ضم الحفل خليطا من أشخاص داخل مهن مختلفة مثل المهندسين، والمحامين والأطباء. وتحت اسم "ميدبيرن"، انطلقت النسخة الإسرائيلية لمهرجان "الرجل المحترق" (Burning Man) تقليدا لما يحدث في نيفادا علي أرض الولاياتالمتحدة، حيث تقام هناك كل عام مدينة الصخرة السوداء، التي تتحول علي مدي ثمانية أيام إلي منصة ضخمة للفن والتعبير الذاتي المتطرف، يشارك 50 ألف شخص في الحدث الأمريكي كل صيف من جميع أرجاء العالم والآن يحتفل بعيده الثلاثين. ويحصل المهرجان الأمريكي علي نسبة كبيرة من المتطوعين، أما من يتقاضي فيه الأجر فهم المزودون والمقاولون فقط، حتي العمل علي المنشآت الفنية يتم تطوعا أيضا، وتكلف المشاركة في الحدث مئات الشواكل والتي خصصت لتغطية نفقات الإنتاج الخارجية ويدفع الجميع بما في ذلك المتطوعون الذين شاركوا في إقامة المدينة والمقيمين في المكان. وجاء اسم "ميدبيرن"، نسبة إلي الجمعية التي قامت بإنتاجه لثلاثة مرات وقد حضر مهرجان ميدبيرن الأول، الذي أجري قبل ثلاث سنوات، 2,600 شخص، وفي المهرجان الذي تلاه شارك 6,800 مشارك وصعد العدد هذه السنة إلي 8,400، ليصبح "ميدبرين" خلال ثلاث سنوات مهرجانا كبيرا خاصة أن الإسرائيليين الذين يزورون هذا المهرجان السنوي متنوعون بدءًا من الشباب الذين قضوا مدة خدمتهم مؤخرا من الجيش والطلاب الجامعيين والعاطلين عن العمل ورجال الأعمال الكبار في السوق والمحامين والعاملين في التكنولوجيا وصولا إلي الموظفين من الطبقة الوسطي، وهناك عيادة في منطقة المهرجان تدار بالتطوع من قبل رؤساء أقسام وأطباء كبار. ويتوقع للمهرجان في السنوات التالية أن يحصل علي نسبة مشاركة أكبر في السنوات القادمة وهو ما يؤهله للحصول علي المركز الثالث بعد مهرجان نيفادا ومهرجان جنوب أفريقيا، خاصة بعد أن بدأ يجذب إليه السياحة الأجنبية. وقد شارك في المهرجان هذا الأسبوع 800 مشارك من خارج البلاد.