عندما يأتينا رمضان ضيفا عزيزا.. وزائرا جميلا.. نحن جميعا .. جيلنا علي الأقل.. وبعض الأجيال التي تبعتنا إلي رمضان جانا.. قولوا معانا.. أهلا رمضان.. نحن إلي صوت عبدالمطلب ... نحن إلي الثلاثي بكل أغانيهم الجميلة.. باختصار نحن إلي كل ما هو جميل.. حتي في اللقاءات الدينية التي كانت تملأ بيوتنا.. سواء كانت قادمة من الراديو.. أو قادمة مع بدايات التليفزيون الذي دخل بيوتنا بدءا من الستينيات من القرن الماضي.. كل شيء كان جميلا.. كل شيء كان يدعو إلي الحب والمودة والتعاطف ولمة العائلة الجميلة بتشديد الميم.. والآن انقلب كل شيء إلي الضد.. لم تعد هناك لا تمثيليات جميلة ولا أغانٍ تثلج النفوس وتعيد الصورة الإيمانية إلي كل قلب يريد الهدوء والسكينة والصورة الإيمانية البسيطة التي تدخل البيوت جميعا.. فتجعلها وكأنها صورة واحدة للإيمان القوي والعقيدة الأصلية. نعم.. لم تعد الصورة كما كانت ولم تعد الحياة إلي الوتيرة الرمضانية التي كنا نحبها ونعشقها علي امتداد رمضان بكل ما فيه من إيمان وراحة نفسية. أصبح الإعلان عن رمضان بأشياء أخري خارجة عن المجتمع المصري الطيب الأصيل.. خارجة بألفاظها.. بصورها.. صور القتل التي لا تنتهي أبدا.. وكأنها هي صورة مصر التي نحياها. لا والله.. الصورة مختلفة عما نحن فيه.. حتي عن حياتنا اليومية التي نريد أن ندس العنف فيها.. والدم إلي شوارعها وبيوتها والألفاظ البذيئة إلي كل الذين هم أصلا بعيدون عنها لا والله.. الحياة التي نحياها اليوم مختلفة تماما والحياة التي نريدها والتي نعمل من أجلها والتي تحاول الدولة بكل مؤسساتها أن تقودنا إليها.. وتريحنا بها.. حياة مختلفة تقودنا إلي الرحمة والتراحم وخدمة البعض للبعض والعودة إلي العطف علي الجميع.. تقودنا إلي التراحم.. ربما كانت هذه الدعوة إلي التراحم في كل ما تصنعه هي ما يجب أن تكون وأن نحرص علي استمراره.. ياناس.. رمضان ليس شهرا للقتل وسفك الدماء والعنف في كل الشوارع.. رمضان شهر للتراحم والتعاطف والود.. شهر جميل.. شعاره كن جميلا تر الوجود جميلا.. شهر يريد منا العودة إلي ما كنا فيه دائما.. إسلام يعود بنا إلي السلام.. حب.. يعود بنا إلي الحب.. لسان رطب بذكر الله.. وليس بكل ما هو سيئ وقبيح..