وتمضي بنا أيام وليالي رمضان مليئة بالنفحات الدينية الرائعة.. وتسمو بنا حياتنا بكل أنواع التسامح والتراحم.. ففي هذا الشهر الكريم نعيش معاني جميلة للتراحم.. فلا نجد ولا نعرف معني للزعل أو للخصام بيننا فيكفي جداً عندما يتقابل أحدنا مع الآخر أن يقول له: رمضان كريم ويمد له يده ليتصافحا.. وهنا يزول أي شعور بالخصام أو البعاد بينهما ويعود التراحم والتسامح وتتحول تجاعيد الوجه من (التكشيرة) إلي أسارير فرحة .. وسرعان ما يتحول هذا الموقف إلي أحضان وأخوة يتذكر الإثنان أن الدنيا رمضان وأن هذه الأيام المفترجة يجب أن ينتهي فيها أي خصام أو فرقة بينهما.. ويكفي بين الصائمين أن يحمل الصائم طبقاً من الطعام ويطرق باب جاره ويعطيه له مشاركة في الإفطار أو أن يأخذ الصديق أولاده إلي بيت صديقه أو قريبه لتناول الطعام معهم علي مائدة الإفطار ليزول أي مظهر من مظاهر الفرقة بين الجانبين.. وربما كان الهاتف الأرضي أو المحمول سواء بمكالمة أو برسالة كافياً لأن يصالح المسلم أخاه في هذا الجو الرمضاني الرائع .. وبمجرد إتمام هذه المكالمة يعود الود والتراحم بين الجانبين وكثيراً ما يتفقان معاً علي موعد للقاء سواء علي مائدة الإفطار أو تناول السحور في جو أسري يجمعهم مع أفراد العائلتين معاً.. هذه هي مظاهر التراحم الرمضاني والتي تزداد كثيراً عندما يلتقي المسلمون من الأقارب أو الأصدقاء أو الإخوة أو الجيران في الطريق إلي المسجد للمشاركة في إحدي الصلوات الخمس أو صلاة التراويح والتي تكون أجمل عندما يلتقي خلالها الرجال وأيضاً السيدات والبنات لتجمع بينهم الرحمة والتسامح والقرب لله سبحانه وتعالي في هذه الأيام والليالي الرمضانية المباركة.. ولعل من أجمل مظاهر التراحم الرمضانية أن تجد المسلمين يتسارعون لتوزيع علب العصائر والتمر علي الصائمين وقت دخول الإفطار سواء في إشارات المرور أو داخل المساجد أو في الشوارع والميادين.