لم يساورني الشك للحظة في أي ما حدث في ملف كأس العالم لكرة القدم 2010 التي فازت بها جنوب افريقيا.. وخرج الملف المصري منها "بالصفر الشهير".. كان صفقة كغيرها من الصفقات التي تعقدها الفيفا لتوزيع الأدوار وتحقيق المكاسب عن طريق الرشاوي.. وهو ما ثبت أخيرا بتقديم مسئولي الاتحاد الدولي وعلي رأسهم بلاتر إلي المحاكمات بتهم عديدة منها الفساد وتلقي الرشاوي. لم يساورني الشك.. بل كان يقينا.. ان ما حدث مع مصر كان أمرا متفقا عليه بين مجموعة من الأطراف التي تلاقت مصالحها في أبعاد مصر عن التنظيم. لذلك لم تفاجئني تصريحات اللواء الدهشوري حرب بأن مصر رفضت دفع رشوة قيمتها 7 ملايين دولار لتفوز بالتنظيم.. بعد أن طلبها جاك وورنر نائب رئيس الاتحاد.. وأحد المتهمين الآن في قضية فساد الفيفا منه شخصيا في لقاء بينهما في دبي. ولم أصدق تصريح مبالولا وزير الرياضة في جنوب افريقيا مؤخرا الذي نفي فيه قيام بلاده بدفع رشوة عشرة ملايين دولار ثمنا لتنظيم المونديال.. بل المؤكد أنهم دفعوا.. تحت غطاء اقامة ملاعب في مناطق أخري.. فهذا ليس سوي مجرد المبرر لما تم دفعه عند كشف الأمر كما حدث. وأنني هنا أوجه الشكر لكل من اللواء الدهشوري حرب وإلي د.علي الدين هلال وزير الشباب والرياضة في ذلك الحين.. وإلي كل مسئول في مصر رفض أن يدفع الرشوة ويشارك في هذه الجريمة من أجل الفوز بحق التنظيم.. وتحملوا كما هائلا من السخرية وصلت إلي درجة الإهانة.. وتعرضت مصر بعدها لحملة مشبوهة للنيل منها ومن مكانتها.. ومازال البعض يعايرها "بصفر المونديال" لكنه تحول اليوم إلي وسام شرف.. بعد أن أعلن مسئولو التحقيقات في فضائح الفيفا علي الملاء أن التنظيم كان لمن يدفع.. وهو ما تردد أيضا حول منح قطر حق تنظيم مونديال 2022 بعد دفعها رشاوي بملايين الدولارات.. ويؤكد هذا ما ثبت بعد ذلك بأنها لا تصلح لتنظيم هذا الحدث الضخم.. حتي أنه اليوم لا يعرف أحد علي وجه اليقين.. متي سيقام المونديال.. في الصيف أم الشتاء.. وهي معضلة ما كان يمكن أن تحدث لو أن القرار تم بشفافية وعدل دون تلوث بالرشاوي. اليوم من حق كل مصري أن يفخر "بالصفر الشهير" لأن الأيام أثبتت وأكدت أنه دليل لاحترام مصر لنفسها وتاريخها.. وشهادة براءة من فضيحة حاول فاسدون الصاقها بها.. فلصقت بهم.