ما اجمل امنيات الانسان ؟ طول العمر ام الصحة والستر؟ سؤال يتردد في اذهان الكثيرين من البشر.. علي السؤال يجيب الزميل العزيز الاستاذ علاء عبدالوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم الذي يصدر عن » دار أخبار اليوم«.. مع التسليم بأن الاعمار بيد الخالق العظيم فإن حلم طول العمر مع التمتع بصحة جيدة يظل مشروعا من باب الاخذ بالاسباب ليس إلا، ولعل نظرة إلي متوسط عمر البشر ومدي ارتباطه بالتقدم العلمي والرعاية الصحية والاجتماعية واسلوب الحياة التي يلتزم بها مجتمع أو فرد مقابل اهمال آخرين، كلها تصب في خانة الاجابة علي السؤال والتي تضمنها الكتاب الذي اختار له عنوانا: كيف تعيش بعد المائة؟ وفي اول الكلام يقول الاستاذ علاء ان مؤلف الكتاب الدكتور حسين حشمت استاذ علم الفسيولوجي اجتهد للابحار والغوص للاجابة عليه باللجوء للمراجع العلمية التي تجاوزت اربعين مرجعا، ثم صال وجال في الملعب الذي يجيد الحركة عبر اطرافه المترامية ليقدم لنا الاسرار العلمية التي تكمن وراء العمر المديد المقترن بالصحة والعافية واذا كان طول العمر يمثل حلماً للانسان فإن اصابة العالم بالشيخوخة قد يمثل كابوسا يزعج الدوائر السياسية والاقتصادية والاجتماعية خاصة في ظل الموارد المحدودة مقابل زيادة معدلات النمو السكاني وفي الفصل الاول يحدثنا المؤلف عن الحياة وعلاقتها بالشيخوخة حتي النهاية المحتومة وهي الموت.. ثم يستعرض لنا كيف يمكن للانسان ان يحيا حياة مستقرة بعيدة عن الضغوط الحياتية، ويقدم بعض الدراسات العلمية الخاصة بعلاقة اللياقة البدنية وتأثير الرياضة علي اجهزة الجسم الحيوية مثل القلب والمخ والكلي ويتوقف الدكتور حسين حشمت كثيرا امام الابحاث الخاصة بالشيخوخة والحفاظ علي الجهاز العصبي والعقل وصولا لحياة سليمة، ويقدم لنا نماذج للمعمرين والاسرار العلمية للاستفادة منها وفي جولة بين صفحات هذا الكتاب القيم نجد المؤلف يؤكد ان الابحاث الحديثة تكشف ان الكثيرين من الاشخاص بلغوا سن المائة ويزيد وهم في حالة صحية جيدة من الناحية الذهنية والصحية والبدنية ولايعانون من امراض الشيخوخة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وامراض الخرف والعته. وان اسلوب حياة 87٫5٪ من المعمرين كانت عيشتهم الاسرية عادية، وكانوا يعملون طيلة حياتهم، ويعمل 50٪ منهم في الفلاحة، و21٪ من الموظفين و8٪ يعملون اعمالا يدوية وفنية والمهم ان يبقي الانسان في حالة ذهنية نشطة بالعمل في اي مجال يهتم به ويحبه ويمارسه باهتمام.. أي ان يبقي الانسان منشغلا باستمرار بالاعمال الايجابية وخصوصا الاعمال المتميزة، وقدرته وثقته في الاعتماد علي النفس