علي أبواب محكمة الأسرة بالجيزة تقف سيدة فى الثلاثينات من عمرها ، حزينة على حالها ، تفكر فى مصير بناتها الخمسة، إقتربنا منها لتتحدث اليها ونسمع شكواها . لم تتمالك السيدة نفسها وانهمرت فى البكاء قائلة "5 بنات أروح بيهم فين ... دا بتاع ربنا ومش بإيدى ..بيعايرنى بخلفة البنات ويقوللى " خلفة عار " ليه هو أنا جبتهم فى الحرام " بدأت " زينب " تسرد حكايتها ونسيت أنها على أبواب المحكمة التى إلتف حولها العديد من المواطنين ليسمعوا سبب بكاءها وما هى شكواها قائلة " اتربيت فى بيت لأسرة بسيطة ، أكملت تعليمى وحصلت على مؤهل متوسط " تقدم لخطبتى العديد من الرجال ، الا أن النصيب أوقعنى فى شباك زوجى ، وبعد مباركة أهلى لإتمام زواجى لما يمتاز به من أخلاق وله مهنة ثابتة حيث يعمل "سائق" ، لم يمر عام على إرتباطنا الا وأصبحت فى منزل الزوجية وكان عمرى 18 عاما ، مرت الأيام ولم أشعر يوما أن زوجى سيئ ولا توقعت فى يوم أنه يمكنه الاستغناء عننى . بعد سنة أنجبت " مها " وفى السنة التالية "منى" والسنة الثالثة " هبة" والرابعة "مريم" والخامسة "رقية" ، فرح زوجى ب مها بعد الخلفة الثالثة ، بعدما علم بأنها بنت ، تحول وبدأت المشاكل والخلافات على إنجابى للبنات معللا رغبته فى إنجاب الولد ليحمل عنه عبء الحياه ويكون سندا له لأنه وحيدا . إستكملت " زينب " حديثها " والدموع تملأ عينيها : " مش بإيدى ان بخلف بنات ..أعمل ايه " سابنا ومش عايز يصرف علينا وعايز يتجوز عليا عشان يجيب الولد " ..مش اللى بيجيب البنت تجيب الولد ولا ايه ..أمى دايما تقوللى كدا ... فكرت فى أنه يقول ذلك الكلام دون أن ينفذ زواجه الثانى ولكن فوجئت بتركى وأهمل أولاده البنات وتزوج بأخرى ، ونصحنى الجميع برفع دعوىة أمام محكمة الأسرة لإيجاد حل لمشكلتى وإعطاء أولاده حقهم من مصاريف بعد أن أصبح أولاده فى المدرسة ويحتاجوا لكل مليم لإيجاد مستلزماتهم الدراسية ومأكل وملبس ، والحياة صعبة ، وحاولت البحث عن عمل لسد إحتياجاتهم بعد أن مددت يدى للحاجة من أهالى الخير ما زالت الدعوى منظورة أمام محكمة الأسرة بالجيزة لرفع دعوى نفقة للبنات الخمس والحصول على مصاريفهم والوصول الى حل لقضيتى ولكن حبال المحكمة طويلة ، ونحتاج للمال اليوم قبل الغد .